المرأة ومجلس الشيوخ… إستحقاق جديد
د. أميرة عبد الحكيم
بعد ما تمكنت المرأة المصرية من تحقيق نجاحات عدة فى مجالات مختلفة، مكنتها من الوصول إلى مراكز صنع القرار واتخاذه فى كثير من القطاعات الرسمية وغير الرسمية، جاءت نسبة تعيينها فى مجلس الشيوخ لتعكس الرؤية الحقيقة للقيادة السياسية بشأن المرأة ودورها فى بناء المجتمع، إذ شمل قرار التعيين الذى أصدره الرئيس عبد الفتاح السيسى وفقا لما نص عليه الدستور وقانون 141 لسنة 2020 بشأن مجلس الشيوخ، 20 سيدة وذلك بزيادة قدرها 10 سيدات عن الحد الادنى الذى استوجبه المشرع، وهو ما يعطى دلالتين مهمتين: الاولى، اقتناع القيادة السياسية بضرورة افساح المزيد من المجال أمام المرأة المصرية لتشارك فى عملية صنع واتخاذ القرارات ادراكا بدورهن فى معالجة الكثير من الازمات والمشكلات، فالمرأة اليوم تمثل رقما مهما فى معادلة العمل الوطنى فى كافة مراحله. أما الدلالة الثانية تتعلق بما هو مطلوب من المرأة خلال هذه المرحلة التى تستكمل فيها الدولة المصرية خطواتها نحو مزيد من الاستقرار والتنمية. ومن ثم، فإذا كان اختيارهن تشريف لهن وتقديرا لمجهودهن، فإن الاختيار فى الوقت ذاته يفرض عليهن تحديات عدة فى حرصهن على أداء دورهن بكفاءة واقتدار.
ومن هذا المنطلق، يمكن القول إن كل استحقاق سياسى تحصل عليه المرأة يمثل اضافة للمجتمع كما يعد مسئولية على المرأة ان تتحملها كشريك رئيسى مع الرجل فى بناء المجتمع وحماية أمنه واستقراره. صحيح أن البعض يرى أن دور مجلس الشيوخ أقرب إلى الدور الاستشارى طبقا للاختصاصات المنصوص عليها دستوريا، إلا أنه من غير الصحيح التقليل من هذا الدور، فالدور الاستشارى هو الذى يتحمل العبء الاكبر فى توجيه الامور وتصحيح المسارات، فاتخاذ القرارات دون الاستشارة لا تعنى سوى التخبط حينما تصطدم هذه القرارات بواقع مغاير او بتطور مفاجئ، فتكون مردوداتها سلبية على الدولة والمجتمع معا. وإذا كان الامر مقبولا فى حياة الافراد إلا أنه يمثل كارثة فى حياة الشعوب والمجتمعات التى أوكلت ادارة شئونها لمجموعة من القادة الذين يرون فيهم القدرة على ادارة التشابكات والتعقيدات بمزيد من الخبرة والحنكة وهو ما يستوجب ان تكون القرارات مدروسة جيدا، وهنا يبرز دور المتخصص الذى يقدم الرؤية الاستشارية التى تعطى متخذ القرار فهما اعمق للواقع الذى يعالجه.
نهاية القول إن الدور الذى يجب ان تتحمله المرأة فى مجلس الشيوخ هو دور مضاعف، إذ أنه يجب عليها ان تدافع عن قضاياها وقضايا اسرتها وتلفت الانتباه إلى حجم المشكلات والتحديات التى تواجه المرأة المصرية، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، عليها ان تثبت للجميع أن وجودها تحت قبة مجلس الشيوخ يمثل اثراء للعمل البرلمانى والتشريعى فى مناقشاتها لمختلف القضايا والموضوعات المطروحة على جدول اعماله.