لعنة وعد بلفور تطارد المطبعين
بقلم الكاتب والاعلامي: حميد حلمي البغدادي
یمر علینا اليوم ذكری مرور 103 اعوام على وعد بلفور المشؤوم الذي قام الاستعمار البريطاني بناء عليه باقتطاع ارض فلسطين للصهاينة وجعلها وطنا قوميا لليهود المستوطنين القادمین من انحاء العالم.
بعد قرن ونيف ما فتئ الغربيون يواصلون المزید
من الظلم والتضييق على أبناء العالم الاسلامي حتى باتت عداوتهم تنطوي على كراهية قصوى لا تعترف بابسط حقوقهم في اوطانهم وثرواتهم ومقدساتهم، فها هو المسجد الاقصى في القدس الشريف تنتهك حرمته يوميا وهناك اصرار بغيض على تهويد فلسطين والاراضي المغتصبة من سوريا ولبنان والاردن وسط اعتراف الامارات والبحرين والسودان والسعودية بالعدو الصهيوني والقبول بكل جرائمه الارهابية طيلة الثمانين عاما الماضية.
لقد ترجم هذا الوعد مدى استخفاف الاستكبار الغربي بمشاعر المسلمين والعرب الذين ابتلوا بغزواته وممارساته وقراراته التعسفية التي انحفرت في ذاكرة الامة وهي مازالت تتوالى امعانا في معاداة الاسلام والمسلمين عبر ابتكار اساليب استفزازية ماكرة تحت ذريعة حرية التعبير.
بيد ان الموقف الشعبي الفلسطيني والعربي والاسلامي لايزال يقف بالمرصاد لكل الصهاينة المحتلين والحكام الانبطاحيين الذين سوغوا لـ “اسرائيل” الغاصبة مواصلة عدوانيتها وغطرستها وعلوها. ففلسطين ماثلة وحيّة في قلوب المجاهدين والمقاومين وابناء الامة وان لعنتهم تطارد الحكام الخونة الذين ارتضوا لانفسهم ان يكونوا ذيولا لجريمة وعد بلفور المشؤوم الصادر في 2 نوفمبر 1917 ووقودا لحرائق جديدة ربما تشهدها منطقة الشرق الاوسط عاجلا او آجلا.
إن خيانة بريطانيا وحكوماتها المتلاحقة بالتزام وعد بلفور ستبقى وصمة عار في جبين الانجليز الذين استهتروا بمبادئ حقوق الانسان وشرعنوا للصهاينة ممارسة العدوان والاحتلال والاغتيال ضد احرار امتنا الاسلامية والعربية. كما ان صفقة ترامب العار الموسومة ب “صفقة القرن” هي عبارة عن اجترار لجريمة بلفور للقضاء على اي أمل في استعادة ارض الاسراء والمعراج من الغاصبين.
لكن المؤكد ان اهلنا في فلسطين ومن ورائهم قوى الجهاد والمقاومة بوجه التوسع الصهيو اميركي في المنطقة يمتلكون من الحصانة والمعنويات والحزم ما يستطيعون به تقويض المؤامرة الاستكبارية الغربية وصولا الى تطهير كل فلسطين من رجس المحتلين اليهود وتحرير جميع الاراضي الاسلامية المحتلة من وجود الغزاة المجرمين الاميركان والاطلسيين.