رأىسلايدر

عندما ينحدر رئيس فرنسا ويتعرض لاشرف الخلق

استمع الي المقالة

بقلم الكاتب والاعلامي: حميد حلمي البغدادي

تتزايد الإدانات احتجاجا على تصريحات الرئيس الفرنسي عمانويل ماكرون المسيئة لساحة الرسول الاكرم سيدنا محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله وسلم) والتي قال فيها انه يدعم تكرار نشر الرسوم الكاريكاتورية الاستفزازية تحت ذريعة “حرية الرأي والتعبير”.
وقد رأينا ان مواقف الرفض والغضب لتصريحات ماكرون كانت وماتزال بمستوى عال من الاستنكار باعتبار ان ما تفوه به رئيس فرنسا مجرّد من اي منطق حضاري طالما تشدق به الغربيون في تعاملهم مع القضايا الدينية.
والرئيس ماكرون مدان ايضا لانه انحدر بمستوى فرنسا الى الحضيض وهي التي تعتبر نفسها رائدة في الديمقراطيات والحريات باتخاذه موقفا همجيا ستكون نتائجه وخيمة على صعيد تقويض جهود الحوار بين الاديان والحضارات اضافة الى نتائجه السلبية في مضمار تشديد حدة الصراع والتصادم بين ابناء المجتمع الفرنسي الذي يعيش فيه اكبر جالية اسلامية، الامر الذي يعرقل حتى المساعي الاهلية والمدنية على مستوى اندماج ابناء هذه الجالية مع نمط الحياة الاوروبية.
ان النبي الاعظم (ص) هو نبي الرحمة والتسامح والإنسانية وهو بريء تماما من تلك السلوكيات المتطرفة والارهابية التي تسيء للاسلام المحمدي الاصيل. وان زعماء الارض مطالبون بالتعرف الحقيقي على سيرته العطرة الطاهرة وهم مدعوون الى تجنب الافتراء والتحامل على ابناء الامة الاسلامية الذين كانوا هم ضحايا الاستعمار الاجنبي لعقود طويلة تحملوا خلالها ابشع انواع الجرائم واساليب القهر على ايدي مستعمريهم الفرنسيين والانجليز والايطاليين وغيرهم وهم اليوم ضحايا ايضا للمشاريع الاميركية والصهيونية المناهضة للتعايش والود والتآلف في العالم الاسلامي .
من الواضح جدا ان السيد ماكرون مدفوع باحقاد دفينة ترى في النبي الاكرم (ص) مصدر قلق دائم للتحركات الصهيوغربية، باعتبار ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هو المثل الاعلى للامة الاسلامية الكبرى وهو الموِّحد في ما بينهم ايام الفتن والازمات المفتعلة الرامية الى اغراق دولنا وشعوبنا بالحروب والتناحر والاختلاف.
ومن المؤكد اننا لم ننس الى الان ما صنعته المحاكم الفرنسية بالمفكر الراحل روجيه غارودي ورفيقه القس الفرنسي الاب بيير عندما ادليا بآرائهما العلمية بشأن وهم الـ NEGATION (نفي وجود غرف الغاز لليهود اثناء الحرب العالمية الثانية) .فقد اقامت باريس الدنيا ولم تقعدها بسبب آراء المفكر الفرنسي الراحل غارودي واعتبرتها معادية للسامية والحال ان الرجل قال بانه كتب اربعة كتب عن التعصب في الاديان لكني عندما كتبت عن التعصب في اليهودية ثارت ثائرتهم.
لقد تفاوتت ردود الفعل في معظم البلدان الاسلامية والعربية واطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي وسم # مقاطعة ـ المنتهجات – الفرنسية) وجاء في بعض التغريدات :ان رئيس فرنسا اعلن عن سريرته القبيحة بخلطه الاوراق واصراره على عدم تخليه عن نشر الرسوم المشينة لاشرف الخلق .واعتبر كبار العلماء ان وصف الرئيس الفرنسي الاسلام بالارهاب ينم عن جهل بهذا الدين الحنيف ودعوة صريحة للكراهية والعنف ورجوع الى وحشية القرون الوسطى واستفزاز كريه لمشاعر ما يقرب من ملياري مسلم.
وادان علماء آخرون عقلية الغرب الانتهازية وثقافة وسائل الاعلام والاستخبارات والسياسة مؤكدين ان ما حصل من تطرف هو حصاد ما زرعه الغرب بحروبهم وغزواتهم ومكائدهم من مؤامرات ادت الى ظهور جيل من الارهابيين باتوا حاليا يقضون مضاجع فرنسا وامثالها.
مما لاشك فيه ان ماكرون قد برهن بموقفه الشائن على انه شخص مشرب بالحقد والكراهية وهو خرج بتصريحاته البغيضة عن جميع اصول اللياقة واللباقة في التعامل مع خاتم الأنبياء وعقيدة الاسلام التي يدين بها اكثر من مليار و800 مليون نسمة، ضارباً بذلك عرض الحائط كل الضوابط التي تلزم بني البشر كافة باحترام اديان الامم والشعوب وعقائدها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى