ايران وافغانستان و اواصر الجوار والتكاتف
بقلم الكاتب والاعلامي: حميد حلمي البغداد
تقف الجمهورية الاسلامية بكل قواها وامكاناتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الى جانب دعم السلم والاستقرار في افغانستان البلد الجار المسلم الذي ابتُلي خلال العقود الماضية بالاحتلال الاجنبي وذاق شعبه المجاهد ويلات الغزو الاميركي ـ الاطلسي خلال اكثر من 19 عاما.
طهران التي استقبلت السيد عبدالله عبدالله رئيس الهيئة الوطنية العليا للمصالحة في افغانستان باركت خطوات كابل على مستوى تعزيز الحوار الوطني بين الفصائل والاحزاب والقوميات وصولا الى اعادة السلام والتعايش الودي بين ابناء الشعب الافغاني الذي طال ما اكتوى بعذابات الاقتتال الداخلي.
لقد ادى انتشار التطرف والارهاب واستغلال عصابات داعش هذه الاوضاع المزرية الى مزيد من اراقة الدماء في صفوف المدنيين في العاصمة كابل ومناطق اخرى من البلاد. ولهذا فمن المؤكد ان الشعب الافغاني يستحق كل المساندة والتعاضد للخروج من أزماته الخانقة وتطوير عجلة التنمية في بلاده بما يدعم التواصل الشعبي والاقتصادي بين الجمهورية الاسلامية وافغانستان.
وقد استمع السيد عبدالله عبدالله الى تطمينات مشجعة من كبار المسؤولين الايرانيين في هذا الاتجاه ولاسيما على اعتاب اجتماعات اللجنة العليا الاقتصادية السادسة للبلدين قريبا في كابل في سبيل تدشين العديد من المشاريع الانمائية والعمرانية وعلى رأسها افتتاح خط سكك الحديد بين مدينة خواف في محافظة خراسان الجنوبية ومدينة هرات الافغانية.
وتقوم العلاقات بين طهران وكابل على كثير من الاعتماد المتبادل القادر على تخطي العقبات والمشاكل التي اوجدتها ظروف الاحتلال الاميركي الغاشم ومساعي حكومة الولايات المحدة الهادفة الى تجزئة الحل السياسي والنسيج الاجتماعي وبما يفضي الى ادامة الصراع والتوتر في افغانستان، الامر الذي حذر منه رئيس الجمهورية الدكتور حسن روحاني وامين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني الادميرال علي شمخاني ووزير الخارجية السيد محمد جواد ظريف في لقاءاتهم مع المسؤول الافغاني الكبير الدكتور عبدالله عبدالله.
في هذا الصدد قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية السيد سعيد خطيب زادة يوم الاثنين ٢٠/١٠/٢٠٢٠ في مؤتمره الصحفي الاسبوعي ان من مصلحة الجميع ان تتمتع دولة افغانستان بالاعمار والتنمية والاستقلال والسلام مؤكدا دعم الجمهورية الاسلامية لها وللحوار بين الفصائل الافغانية وبما يؤدي الى نجاح حكومة هذا البلد وشعبه وبما يحافظ على انجازاتهما.
من الثابت ان الشعب الافغاني هو مصدوم من دور الاحتلال الاميركي ومتحرّز جدا من سياسات واشنطن تجاه بلده وهو يشعر بالثقة والطمأنينة حيال الجهود الايرانية المبذولة لرأب الصدع، الامر الذي اكده السيد عبدالله عبدالله في لقائه بالادميرال علي شمخاني قائلا: ان الجمهورية الاسلامية قامت بدور مصيري في سياق ترسيخ الاستقرار والامن على مستوى افغانستان والمنطقة.
هذا في ما حذر امين المجلس الاعلى للامن القومي شمخاني من دور اميركا في تأسيس الجماعات الارهابية ومنها عصابات داعش مشددا على تحصين نهج المقاومة سبيلا للوحدة والانسجام، النهج الذي تعمد بدماء الشهداء الاجلاء الفريق قاسم سليماني والقائد احمد شاه مسعود واصحابها الكرام.