المرأة العربية والتنمية المستدامة
د. اميرة عبد الحكيم
لا يزال دور المرأة فى نجاح خطط التنمية المستدامة واستراتيجياتها، يحظى باهتمام مختلف المؤسسات الدولية والبحثية، نظرا لتعاظم هذا الدور فى تحقيق مستهدفات هذه الخطط التنموية، ولعل الدراسة التى أصدرتها منظمة المرأة العربية بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة الانمائى وحملت عنوان المرأة العربية وتحقيق اهداف التنمية المستدامة، تعكس اهمية هذا الدور، إذ هدفت هذه الدراسة إلى أن تكون بمثابة وثيقة استرشادية تعريفية للمعنيين من السياسيين وصانعى القرار بالأجندة الدولية للتنمية المستدامة (2015-2030 ) بوجه عام، مع التركيز بشكل أساسي على إبراز موقع قضية المساواة بين الجنسين داخلها، وإلقاء الضوء على وضع المرأة داخل كل من واقع وسياسات التنمية في المنطقة العربية، والوقوف على الفجوات التي تعتري المساواة بين الجنسين في المنطقة؛ فيما يخص الأهداف التنموية كافة، والمساهمة في تقليص هذه الفجوات؛ من خلال عرض تجارب عربية ودولية ناجحة يمكن الاسترشاد بها، وتقديم توصيات مباشرة حول الادماج الشامل والكفء للمرأة في التنمية المستدامة.
وغنى عن القول إن الاهتمام بقضية المساواة بين الجنسين وتحقيق اهداف التنمية المستدامة ليس مجرد قضية اخلاقية بقدر ما هى قضية تتعلق بواقع مجتمعى يسعى الجميع إلى تغييره نحو الافضل، فكما أكدت الدراسة أن منطلقها الرئيسى يتأتى من أن المرأة ليست مجرد قضية أو قطاع ما؛ إنما هي نصف المجتمع، نصف الفاعلين، ونصف المورد البشري، ونصف المساهمين في التنمية بسائر قطاعاتها، ونصف المستفيدين منها؛ وبالتالي فإن الحديث عنها وعن قضاياها يتقاطع عرضيا مع سائر القضايا المجتمعية التي تعبر عنها أجندة التنميــة.
ومن هذا المنطلق، تكتسب هذه الدراسة أهميتها فى تسليط الضوء على قضية ذات أولوية فى انجاح خطة التنمية المستدامة، وهى قضية المساواة بين الجنسين، إذ أن اغفالها يترك تأثيراته السلبية على الجهود المبذولة والاوقات المهدرة، فغياب المرأة سواء عند وضع الاهداف وآليات تنفيذها او عند حساب المكاسب والمردودات المتحصلة من مخرجات التنمية، تجعل العملية التنموية كلها فى مهب الريح. ومن ثم، يتطلب الامر ضرورة اخذ ما تضمنته هذه الدراسة كوثيقة استرشادية مهمة عند رسم السياسات ووضع الخطوات التنفيذية لضمان نجاح خطط التنمية فى تحقيق مستهدفاتها.