رأى

القانون الدولي يمنح أذربيجان حق الدفاع عن أراضيها المحتلة من قبل أرمينيا

استمع الي المقالة

د. محمد علي باباشلي
الأستاذ المساعد بمعهد أذربيجان للعلوم الدينية

أدى الاستفزاز العسكري واسع النطاق الذي شنته أرمينيا ضد أذربيجان في 27 سبتمبر إلى مواجهة كبيرة باستخدام الأسلحة من العيارات الثقيلة والمدفعية. ولا تستهدف القوات المسلحة الأرمينية الجنود الأذربيجانيين والمواقع العسكرية فحسب؛ بل تستهدف الأحياء السكنية أيضًا. وبذلك قيادة أرمينيا العسكرية السياسية المعتدية تواصل اعمالها الإرهابية السافرة ضد المسالمين وتنتهك معايير ومبادئ القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي انتهاكا صارخا.
أفادت وكالة “أذرتاج” الأذربيجانية الرسمية عن بيان النيابة العامة أن العشرات من المسالمين العزل نقلوا إلى المستشفيات بجروح مختلفة كما قتل العشرات منهم جراء استهداف قوات الاحتلال الأرميني للمرة التالية أهالي أذربيجان المسالمين العزل باستخدام الأسلحة الثقيلة والقصف المدفعي. وتستهدف قوات الاحتلال الأرميني كذلك المناطق السكنية والمنشآت المدنية وتلحق أضرارا كبيرة بمراكز المحافظات والقرى والبنى التحتية والبيوت والمستشفيات والمراكز الطبية والمدارس والمباني الإدارية للهياكل الحكومية وروضات الأطفال والمرافق الاقتصادية بالضربات المدفعية.
وينبغي الإشارة إلى أن نزاع قراباغ الجبلية أحد أكبر نزاعات في التسعينيات اندلع بين أذربيجان وأرمينيا عام 1988م بسبب مطامع أرمينيا على أراضي أذربيجان. وتحتل أرمينيا منذ عام 1992 نحو 20 بالمئة من الأراضي الأذربيجانية، التي تضم إقليم “قرا باغ” (يتكون من خمسة محافظات)، فضلا عن خمسة محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي “آغدام”، و”فضولي” .ونتيجة لذلك اضطر أكثر من مليون مواطن أذربيجاني للنزوح من أراضيهم من المناطق التي يقطنونها.
وبالإضافة إلى ذلك، تجاهل أرمينيا لجميع قواعد القانون الدولي ولا تسحب جيوشها المغتصبة من قارا باغ الجبلية. إضافة إلى ذلك، تتظاهر انها مستعدة لكل الجرائم والأعمال الوحشية من أجل تحقيق أهدافهم المذكورة. ان الإبادة الجماعية التي حدثت في منطقة “خوجالي” ليلة 25 – 26 فبراير عام 1992، والتي راح ضحيتها 613 شخصا، من بينهم 63 طفلا هي نتيجة لهذه السياسة العدوانية و الإجرامية.
ورغم استمرار المحادثات بين البلدين منذ وقف إطلاق النار عام 1994م إلا أن عدم التزام أرمينيا بنظام وقف إطلاق النار واستمرارها اتخاذ موقف غير بناء وخرقها للهدنة بشكل شبه يومي كان سببًا رئيسيًا في اندلاع الاشتباكات أحيانا على الحدود بين الجانبين. وتجري محادثات السلام غير المثمرة حتى الآن تحت رعاية مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي.
ومع وقف إطلاق النار، تم تشكيل إدارة حكم أمر واقع تدعمها أرمينيا في منطقة قرا باغ، بينما بقيت الأراضي الأذربيجانية المحيطة بقرا باغ تحت الاحتلال أيضا. وفي عام 2016، اندلعت اشتباكات بين الطرفين، على غرار الأحداث الجارية اليوم، وأدت إلى مقتل العشرات من الجنود. في الآونة الأخيرة، وخاصة في شهري يوليو وأغسطس، أصبحت الاستفزازات العسكرية لأرمينيا ضد أذربيجان منتظمة، وأصدرت القيادة العسكرية والسياسية للبلاد تصريحات عدوانية تهدف إلى تقويض عملية المفاوضات عمدا. في الوقت نفسه، نفذت أرمينيا توطين غير قانوني لمواطنين أجانب في الأراضي المحتلة بأذربيجان، وأنشأت وحدات عسكرية تتألف من عشرات الآلاف من المتطوعين للقتال في أراضينا. كما أقدمت على حملات واسعة النطاق على جميع طول خط المواجهة 27 سبتمبر 2020م مما أدى إلى اضطرار قوات الدفاع الأذربيجاني إلى تنفيذ حملات مضادة على العدو الغدر والجيش الأذربيجاني الذي يتقدم بنجاح على الجبهة نجح في تحرير العديد من المناطق. هذا وتجدر الإشارة إلى أن القانون الدولي يمنح أذربيجان حقاً مشروعاً في الدفاع عن أراضيها المحتلة من قبل أرمينيا، وفقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
وفي النهاية ندعو المجتمع الدولي للتقييم العادل بشأن الأعمال الاستفزازية الأرمينية ونطالبه بالتحمل مسؤولياته تجاه هذه الاعتداءات المتكررة وإيجاد حل للتسوية وفقا للقرارات الشرعية الدولية المتمثلة في قرارات مجلس الأمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى