سياسة

رسالة ماجستير بآداب دمنهور تناقش دور القائد العُمانى زياد بن المهلب بن أبى صفرة

استمع الي المقالة

نوران عبدالمنعم

نوقشت مؤخرا بكلية الآداب جامعة دمنهور بجمهورية مصر العربية رسالة ماجستير أعدها الطالب المصرى محمد إبراهيم محمود عبد الماجد بعنوان ” ولايتا زياد بن المهلب بن أبى صفرة في عمان ” ( 96-99هـ / 715-717م ) ( 101-102هـ / 720- 721م ) باشراف الأستاذ الدكتور إبراهيم مرجونة أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية بكلية الآداب جامعة دمنهور ، والأستاذ الدكتور إبراهيم عبد المنعم سلامة أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الأسلامية بكلية الآداب جامعة الأسكندرية ، وتكونت لجنة المناقشة من السيدة الدكتورة تيسير شادى أستاذ التاريخ الإسلامي المساعد بكلية الآداب جامعة دمنهور، والدكتور محمود قمر أستاذ التاريخ الإسلامي المساعد بكلية الآداب جامعة الزقازيق.

والموضوع الذى نحن بصدده هو موضوع بكر لم يتناوله أحد من قبل كموضوع بحث مستقل وإنما تعرض له بعض الدارسين بإشارات متفرقة في مصنفاتهم عن آل المهلب العمانيون ودورهم في المشرق الإسلامي والفتوحات التي قاموا بها في خراسان وسجستان وبلاد الهند ، والخدمات الجليلة التي قدمها آل المهلب العمانيون في خدمة الدولة العربية ، ونجاح المهلب ويزيد وزياد بنو المهلب في القضاء على خطر الخوارج الأزارقة الذين كانوا يهددون الدولة الأموية ومن هذه المؤلفات نذكر منها ” تاريخ المهلب القائد وآل المهلب ” لسيف بن حمود البطاشى ، ” آل المهلب العمانيون في المشرق الإسلامي حتى سقوط الدولة الأموية ” لعبد المنعم سلطان ، ” أضواء جديدة على دور المهالبة السياسى والثقافى في جرجان ” لإبراهيم عبد المنعم سلامة ، ” والمهلب بن أبى صفرة عمانى حتى مغرب الشمس ” لمحمود بن ناصر الصقرى.

وتجدر الإشارة الى أن البحث الذى نحن بصددة قد تؤصل إلى العديد من النتائج نذكر منها أن أسرة البوسعيد الأسرة المالكة في عمان ينتسبون إلى أبى سعيد المهلب بن أبى صفرة الأزدى العمانى ، أكدت الدراسة على عمانية المهلب وعمانية زياد وأن نسبهم يرجع إلى مدينة أدم من داخلية عمان.

أكدت الدراسة أن أسرة آل المهلب العمانيين أسرة عريقة ذات شأن عظيم ، قدموا خدمات جليلة للدولة الأموية ، كما توصلت الدراسة والبحث إلى أن والى عمان زياد بن المهلب قد نشأ في كنف أبية المهلب بن أبى صفرة وتعلم منة أساليب وفنون القتال المختلفة ، كما أن زياد بن المهلب كان في الكمين الذى نصبه والده المهلب لأصطياد الخوارج الأزارقة.

توصلت الدراسة الى أن والى العراق الحجاج بن يوسف الثقفى كان يكن كل أنواع البغضاء والكراهية ليزيد بن المهلب وقومة من آل المهلب ، وانتظر الفرصة المناسبة بتعيين الوليد بن عبد الملك خليفة ، لكى يتخلص من المهالبة.

أكدت الدراسة أن والى العراق الحجاج بن يوسف الثقفى نكب آل المهلب وحبسهم وأغرمهم ستة ملايين درهم بإذن من الخليفة الأموى الوليد بن عبد الملك ، وتوصلت الدراسة الى أن هند بنت المهلب لما سمعت أصوات إخوتها من آل المهلب يصرخون في محبسهم من شدة التعذيب ، صاحت فأغضب ذلك الحجاج وطلقها ، وعقدت العزم على الإنتقام من زوجها الحجاج بن يوسف لتعذيبه إخوتها.

وأثبتت الدراسة أن نكبة المهالبة في زمن الحجاج قد تعدتهم إلى نكبة قومهم بعمان بلدهم الأصلى ، أكدت الدراسة أن هروب يزيد وزياد بنو المهلب من سجن والى العراق الحجاج بن يوسف الثقفى ، يدل على مدى قوة ونفوذ آل المهلب العمانيين.

توصلت الدراسة الى أن ولى العهد الأموى سليمان بن عبد الملك تشفع ليزيد بن المهلب وزياد وأخواتهم من بنى المهلب عند الخليفة الأموى الوليد بن عبد الملك.

فقبل شفاعته لأنهم من صنائع بنى أمية ، أتثبتت الدراسة مدى العلاقة الطيبة بين آل المهلب العمانيين والخليفة سليمان بن عبد الملك ونتيجة لذلك عين الخليفة سليمان يزيد بن المهلب على العراق وخراسان ونتيجة لذلك عين يزيد أخاه زياد بن المهلب واليا على عمان وهى ماتعرف بالولاية الشرعية.

توصلت الدراسة الى أن أهل عمان رحبوا بولاية زياد بن المهلب الأولى عليهم ، ونعمت ولاية عمان في فترة حكم زياد بن المهلب الأولى بالأمن والأستقرار ، كما أن زياد ليس بغريب عنهم فعمان هي موطنة الأصلى ، وموطن قومة من آل المهلب.

أكدت الدراسة أن آل المهلب العمانيين قد شاركوا مع يزيد بن المهلب في فتحه لجرجان وطبرستان ، لعظم هذ الفتح وأهميته.

وأثبتت الدراسة أن الخليفة الأموى عمر بن عبد العزيز عزل زياد بن المهلب عن ولاية عمان ونكب المهالبة ، بينما لم يتأثر زياد بن المهلب بهذه النكبة كثيراً كأهل عمان ، بل نعم مع قومة من آل المهلب في عمان بالأمن والمعاملة الحسنة من قبل عمال الخليفة عمر بن عبد العزيز على عمان.

توصلت الدراسة إلى أن يزيد بن المهلب قد هرب من سجن الخليفة الأموى عمر بن عبد العزيز ، وقام بإعلان الثورة على الخليفة الأموى يزيد بن عبد الملك ، وعين أخاه زياد بن المهلب والياً على عمان وهى ما تعرف بالولاية الثورية وأيضا الولاية الثانية ، وقد أمده أخاه زياد بن المهلب بثلاثة آلاف مقاتل من أزد عمان.

أثبتت الدراسة أنة بعد مقتل يزيد بن المهلب وهزيمة المهالبة في معركة العقر ، رحب والى عمان زياد بن المهلب بقومه في وطنهم الأصلى عمان ، بل وشجعهم على البقاء وسط أهلهم من أزد عمان وكان كفيلاً بتوفير الحماية اللازمة لهم.

أكدت الدراسة أنه ترتب على فشل ثورة يزيد بن المهلب على الخليفة الأموى يزيد بن عبد الملك ، ومقتل معظم إخوته وأهل بيته بالعقر وقندابيل ، أن حلت ببقيتهم وأعوانهم بجرجان وخراسان والعراق النكبات والمصادرات وضياع سلطنهم هناك .

تؤصلت الدراسة إلى أن يزيد وزياد بنو المهلب كانوا من صنائع بنى أمية ، وقدموا خدمات جليلة للدولة الأموية ، وبالرغم من ذلك لم يشفع لهم عند بنى أمية ، حيث قتلوهم بوحشية في العقر وقندابيل.

أثبتت الدراسة أن والى عمان زياد بن المهلب قد رحل مع قومه من آل المهلب من عمان إلى قندابيل ، وفى قندابيل كان مصير زياد بن المهلب القتل مع قومة وأخوته من آل المهلب في المأساة الدموية بقندابيل.

وقد نال الباحث المصرى محمد إبراهيم عبد الماجد درجة الماجستير بتقدير إمتياز مع التوصية بالطبع والتبادل بين الجامعات الأخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى