مركز الحوار العالمي يشارك فى بحث التوصيات الأوروبية
أشرف أبو عريف
نظّم التحالف العالمي -الذي يعد لمنتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين- جلسة ختامية عبر الاتصال المرئي لتقديم توصيات اللقاء التشاوري الأوروبي لتتم مناقشتها بشكل نهائي في فعاليات المنتدى المرتقب بالعاصمة الرياض أكتوبر المقبل، وذلك بعدما تم تقويم حصاد اللقاءات التشاورية الإقليمية الستة التي عُقدت على مدار الستة أشهر الماضية في ( المنطقة العربية، وأوروبا، وأمريكا اللاتينية، وآسيا، وأمريكا الشمالية، وأفريقيا) وما تمخض عنها من آراء وتوصيات، بعدما تم تصنيفها عبر مجموعة من الخبراء الرئيسيين، وتناولت مقاصد التماسك الاجتماعي والعدالة والاستدامة، وهي المقاصد التي كانت موضوعًا أساسيًا للمنتدى منذ إنشائه، من شأنها مساعدة صانعي السياسات على اتخاذ الإجراءات اللازمة من خلال تداول القضايا والموضوعات التي يمكن للقيم الدينية لمجموعة العشرين الإسهام في تقديمها، وربط ذلك بأهداف التنمية المستدامة والاستفادة من نتائج هذه اللقاءات التحضيرية الستة والتحديات السياقية الفريدة التي تواجه شعوب كل منطقة على حدة .
وتأتي الجلسة استمرارًا للمناقشات والمشاورات التي يجريها تحالف الشركاء المنظمين لمنتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين في الرياض في الثالث عشر من أكتوبر المقبل الذين يتشكلون من: مركز الحوار العالمي(KAICIID) ، ومنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات(UNAOC) ، وجمعية القيم الدينية لمجموعة العشرين ، واللجنة الوطنية لمتابعة مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات- مع القيادات الدينية والقيمية والخبراء وصانعي السياسات، لإتاحة الفرصة أمامهم لتقديم منظور القيم الدينية والإنسانية وإحداث تأثير كبير من أجل مواجهة التحديات المشتركة التي يعاني منها العالم اليوم، ومنها جهود القيادات والمؤسسات الدينية لمساندة صانعي السياسات في تعزيز ردة الفعل الإقليمية لجائحة كورونا (كوفيد-19) ، والإسهام في وضع توصيات في مختلف المجالات كالسياسات العامة، والتوجهات الأكاديمية والمجتمعية، انطلاقًا من جدول أعمال قمة العشرين .
وفي بداية الاجتماع ألقى معالي الأمين العام لمركز الحوار العالمي رئيس اللجنة التوجيهية التنفيذية لمنتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين الأستاذ فيصل بن معمر كلمة قدّم خلالها خالص شكره وتقديره وامتنانه للخبراء والأكاديميين ومسؤولي المنظمات الدينية والإنسانية وصانعي السياسات الأوربيين الذين شاركوا في فعاليات اللقاءات التشاورية في أوروبا وفِي المناطق الإقليمية العالمية المتنوعة، لتقويم مسيرة هذه اللقاءات خلال الأسابيع الماضية، وإثراءً لمنتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين، مشيرًا إلى أن جودة التوصيات الصادرة عن مجموعات العمل تعود بالدرجة الأولى إلى التزامهم وحماسهم الكبيرين .
وأكّد ابن معمر أن تحالف الجهات المنظمة لمنتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين في العاصمة الرياض الشهر المقبل يهدف في خطوته المقبلة بالدرجة الأولى -نحو المنتدى العالمي في الرياض- إلى إيصال رسالة القيادات الدينية والقيمية والخبراء وصانعي السياسات إلى زعماء قادة مجموعة العشرين، في القمة القادمة بالرياض، لافتًا النظر إلى أن هذه التوصيات الدينية والقيمية ترفد منتدى القيم الدينية في الرياض، برؤى قيمة مؤصّلة إنسانيًا، تتمحور حول المعرفة التقليدية والاستدامة والتنوع الثقافي ، وتركز على إيجاد عالم لا يُحرَم فيه أحد من التنمية والاستدامة أو حتى الوصول إلى الخدمات الأساسية، بحيث لا يكون الناتج المحلي الإجمالي فقط هو المقياس الوحيد للازدهار، إنما أيضًا الأخذ في الحُسبان تقويم الاستدامة والتعددية والتنوع والعيش في ظل المواطنة المشتركة والعدالة.
وأشار الأمين العام للمركز إلى أن هذه التوصيات والرؤى الدينية والقيمية والإنسانية التي صاغها المشاركون في الفعاليات الإقليمية العالمية الستة، ترتكز على معرفة ذكية بالأدوات السياسية والقانونية والمعرفية لمجتمعاتنا الإنسانية، مشفوعة بالخطوات العملية المطلوبة بين العديد من أصحاب المصلحة لإحداث تغيير حقيقي، حيث يزداد الطلب على مساندة المؤسسات الدينية والإنسانية لصانعي السياسات أكثر من أي وقت مضى في غرف اجتماعات صناع القرار العالميين لمناقشة السياسة العالمية .
وأشاد ابن معمر بصانعي السياسات المشاركين من المؤسسات الأوروبية الذين يعدون بشكل أو بآخر في طليعة من أدركوا ضرورة الإنصات المستمر لدور القيم الدينية والإنسانية وإشراكهم منذ ثمانينيات القرن الماضي، حيث عملت بعض المؤسسات الأوروبية بشكل فردي على وضع نماذج للتعاون مع الجهات الدينية والقيمية الفاعلة، مشيرًا إلى إبرام معاهدة لشبونة عام 2009، وإلى دور الاتحاد الأوروبي الرائد ومنهجيته التشاركية مع الجهات الفاعلة الدينية داخل حدوده وخارجها أيضًا، ومن ثم لمسنا في العقدين الأخيرين اهتمامًا كبيرًا ودعمًا غير مسبوق من صانعي القرار للكيانات الدينية والقيمية، وتقديرًا لجهودها .
وقال:” لقد خطت الأمم المتحدة خطوات معتبرة في إشراك الأفراد والقيادات والمنظمات الدينية والقيمية من خلال فريق العمل المشترك بين الوكالات المعني بالدين والتنمية، الذي يفخر مركز الحوار العالمي أن يكون جزءًا منه، غير أنها ما تزال تحتاج إلى جهد مضاعف على المستوى العالمي لمواجهة مختلف التحديات”، عادّاً منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين منصةً شاملة لتحقيق هذا الغرض، وفضاءً دينيًا وقيميًا عالميًا واسعًا لإسماع صوته وتعزيز أدواره من خلال التفاهم والتضامن، ونقلها إلى صانعي السياسات في قمة مجموعة العشرين .
وأعرب الأمين العام لمركز الحوار العالمي رئيس اللجنة التوجيهية التنفيذية لمنتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين عن اعتزازه برئاسة المملكة العربية السعودية لقمة مجموعة العشرين، التي تستضيفها هذا العام بوصفها عضوًا مؤسّسًا وداعمًا لمركز الحوار العالمي، ومدركةً إمكانات القيادات والمنظمات الدينية والقيمية، وعبّر عن أمله في نجاح منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين في هذه الدورة الاستثنائية، التي خيّم على العالم فيها تحديات جائحة كورونا (كوفيد-19)، وأصبح على أثرها مُشَتتًا، مما يؤكّد حاجة العالم إلى العمل معًا لبناء مجتمعات أكثر تفاهمًا وتضامنًا واستدامة، وذلك بالتعاون مع المجتمعات الدينية والقيمية .
وقال ابن معمر: ” بالرغم من الإجراءات الاحترازية والوقائية لكوفيد-19 التي حالت دون عقد الاجتماعات الفعلية هذا العام، فقد تمكَّنا من جمع أكثر من 500 مشارك في (6) اجتماعات إقليمية، والخروج بتوصيات من كل اجتماع ” ، مشيرًا إلى حرص الجميع على المشاركة والتفاعل، مؤكدًا أن التقنية أثرت العملية الحوارية بشكل غير مسبوق .
وفي ختام كلمته شدّد ابن معمّر على فعالية وأهمية منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين، معرباً عن ثقته في مواصلة أوروبا لعملها الدؤوب في هذا الخصوص من خلال منظماتها النشطة المتنوعة، ابتداءً من العام المقبل عندما تعود رئاسة مجموعة العشرين إليها عبر البلد المضيف إيطاليا، مؤكداً استجابة حوالي مئتي مشارك للقاء الختامي في الرياض في منتصف شهر أكتوبر المقبل.