سلايدرسياسة

“الدبلوماسى” يرصد كلمة رئيس أوزبكستان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها الــ75

استمع الي المقالة

أشرف أبو عريف

القى رئيس جمهورية اوزبكستان السيد /شوكت ميرضيائيف كلمة أمام الدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة عبر تقنية الإتصال المرئى والتي جاءت على النحو التالي:

معالي الرئيس / فولكان بوزكير المحترم

معالي/ أنتونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة

ايها رؤساء الوفود

السيدات والسادة

إنه لأول مرة في تاريخ منظمة الأمم المتحدة  تنعقد دورتها الخامسة والسبعين بشكل جديد تماما عبر الانترنت وذلك بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.

ولم يشهد التاريخ خلال مائة سنة ماضية مثل هذه الكارثة العالمية بهذا الحجم. وإنها أظهرت ضعف البشرية أمام هذه التهديدات العالمية.

كما أثبت الوضع الحالي الصعب والمتوتر الترابط بين جميع دول وشعوب العالم والأهمية الخاصة للحوار المنتظم والثقة والتعاون الوثيق.

لقد أدركنا جميعًا بعمق ضرورة توحيد جهود الحكومات والبرلمانات والمجتمع المدني وتعزيز مبادئ المسؤولية المشتركة والتنسيق الوثيق في تطوير الشراكات الدولية وتحسين مكانة وإمكانات منظمة الصحة العالمية وتوسيع صلاحياتها.

إن هدفنا هو إنشاء – وبشكل مشترك – نظام عالمي عادل يضمن الحقوق والحريات الأساسية والصحة والرفاهية لكل شخص.

وفي هذا الصدد فإننا نقترح وضع مدونة قانونية دولية تحت رعاية الأمم المتحدة بشأن الالتزامات الطوعية للدول أثناء انتشار الأوبئة.

ويجب أن تعكس هذه الوثيقة التزامات كل دولة تجاه مواطنيها والشركاء الدوليين.

أيها السيدات والسادة!

منذ الأيام الأولى للعثور على كوفيد-19 في أوزبكستان إننا وجهنا جميع جهودنا ومواردنا للتصدي لانتشار هذا المرض الخطير ، وقبل كل شيء لإنقاذ حياة الناس.

وبهدف التخفيف من الآثار السلبية للوباء في البلاد  يتم تعزيز نظام الحماية الاجتماعية والرعاية الصحية بشكل جذري ، ويتم تقديم المساعدات المستهدفة للسكان وقطاعات الاقتصاد والأعمال. ولهذا السبب تم إنشاء صناديق خاصة.

إنني انتهز هذه الفرصة لأعرب عن شكري العميق لجميع أصدقائنا وشركائنا الذين قدموا لنا مساعدة خالصة خلال الأيام الصعبة.

إننا نؤيد تماما جميع جهود المجتمع الدولي للمكافحة المثمرة للجائحة  بما في ذلك وضع الأدوية واللقاحات الضرورية واستخدامها على نطاق واسع.

كما نؤيد اقتراح الأمين العام السيد أنطونيو غوتيريش حول عقد قمة بشأن القضايا الملحة المتعلقة بالأمن الغذائي في ظروف الأزمة المستمرة.

أيها المشاركين في الجمعية العامة!

قبل ثلاث سنوات ، ومن على المنصة السامية للأمم المتحدة ، لقد أعلنت حول عزم أوزبكستان الراسخ لإجراء إصلاحات جوهرية.

ونتيجة للتدابير الواسعة النطاق المتخذة للتحديث السياسي والاجتماعي والاقتصادي يتم حاليا تشكيل أوزبكستان الجديدة.

واليوم أصبحت التحولات الديمقراطية في بلدنا لا رجعة فيها. أظهرت الانتخابات البرلمانية التي أجريت العام الماضي زيادة النشاط السياسي للسكان والأحزاب ودور مؤسسات المجتمع المدني وتأثير وسائل الإعلام.

لقد أصبحت السياسة الجنسانية قضية ذات أولوية بالنسبة لنا. كما يزداد دور المرأة في الإدارة العامة. وتضاعف عدد النائبات في البرلمان الجديد.

كما تغير وضع حقوق الإنسان بشكل كبير. تم القضاء على عمل الأطفال القسري. وتم وضع الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.

وتلبية لدعوة الأمم المتحدة لتقليل عدد الأشخاص عديمي الجنسية ، تم في هذا العام فقط منح 50 ألفًا من مواطنينا الجنسية الأوزبكية. وتحسن الوضع فيما يتعلق بتوفير حرية الضمير والاعتقاد بشكل جذري في البلاد.

ويعتبر مهمة هامة بالنسبة لنا التعزيز اللاحق للوئام بين الأعراق والتسامح الديني.

يجري تنفيذ إصلاحات واسعة النطاق بشكل مستمر لضمان الاستقلال الحقيقي للهيئات القضائية وسيادة القانون.

لقد تم رفع الكفاح الحازم ضد الفساد إلى مستوى جديد.

وقد تم وضع عدد من الوثائق المهمة في هذا الاتجاه وتم إنشاء وكالة مستقلة لمكافحة الفساد.

وتستمر بشكل ديناميكي الإصلاحات الاقتصادية في بلدنا. لقد أعلنا لأول مرة وبشكل صارح حول عزمنا لتقليص الفقر.

إننا نحقق ذلك من خلال تطوير ممارسة الأعمال وخلق فرص العمل الإضافية وتحسين مناخ الاستثمار وبيئة الأعمال وبناء البنية التحتية الحديثة وتعليم الناس مهن ومهارات جديدة وتقديم المساعدة الاجتماعية المستهدفة.

ويتم تنفيذ في بلدنا حيث يشكلها الشباب أكثر من نصف السكان  أعمال كثيرة لأن يحتل كل شاب مكانًا مناسباً في المجتمع ويحقق إمكاناته.

وتعمل في أوزبكستان برلمانات شبابية ووكالة شؤون الشباب.

وعقد بنجاح في أغسطس الماضي – تحت رعاية الأمم المتحدة – منتدى سمرقند الدولي المخصص لحقوق الشباب.

أنتهز هذه الفرصة لأدعوكم مرة أخرى على دعم مبادرة أوزبكستان لاعتماد اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الشباب.

وبالإضافة إلى ذلك وآخذا بعين الاعتبار للدور المتنامي للبرلمانات في حل القضايا الاجتماعية المعاصرة نقترح اعتماد قرار خاص للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن زيادة دور البرلمانات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وضمان حقوق الإنسان.

أصدقائي الأعزاء!

تجري حاليا في منطقة وسط آسيا التغيرات الجذرية.

لقد تمكنا من خلق جو حسن الجوار والثقة المتبادلة والصداقة والاحترام في العلاقات بين الدول.

وأصبحت من إنجازاتنا المشتركة عقد الاجتماعات الاستشارية المنتظمة لرؤساء دول وسط آسيا،  تلك المبادرة التي تم طرحها لأول مرة في الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وعلى مدى السنوات الأربع الماضية ازداد حجم التجارة المتبادلة بين أوزبكستان والدول المجاورة بخمسة أضعاف تقريبًا.

ولم تبتعد دولنا عن بعضها البعض في هذا الوقت الصعب على الجميع  بل قدمت الدعم المتبادل.

وتقف اليوم أمام دول وسط آسيا مهمة إستراتيجية هامة – وهو تامين التكامل العميق لمنطقتنا في الاقتصاد العالمي وممرات النقل والعبور.

وفي هذا الصدد نقترح إنشاء مركز إقليمي لتطوير الارتباط للنقل والمواصلات تحت مظلة الأمم المتحدة.

كما يتم تعزيز التعاون المثمر في الوقت الحاضر في مجال تامين الأمن في منطقة وسط آسيا. ويجري بنجاح تنفيذ استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب.

إننا نقترح عقد مؤتمر دولي مكرس للنتائج المحققة وآفاق التفاعل في إطار الخطة الإقليمية المشتركة لتنفيذ الاستراتيجية التي تم اتخاذها قبل 10 سنوات.

من المعلوم فإن التراث الثقافي والروحي لمنطقتنا الذي يمتد للقرون  له أهمية عالمية.

وإننا مستعدون – وبالتعاون مع اليونسكو – عقد في عام 2021 المنتدى الدولي بعنوان “آسيا الوسطى على مفترق طرق حضارات العالم” بمدينة خيوى القديمة.

أعزائي المشاركين في الدورة!

نحن نعتبر أفغانستان جزءًا لا يتجزأ من وسط آسيا.

وإن عقد مؤتمر طشقند رفيع المستوى بشأن أفغانستان ، في آذار/ مارس 2018 أصبح مرحلة جديدة في حشد جهود المجتمع الدولي لحل القضية الأفغانية.

نحن نؤيد تماماً عقد مفاوضات السلام بين القوى السياسية في أفغانستان والتي بدأت في سبتمبر من هذا العام في مدينة الدوحة.

ونعرب عن أملنا في أن تساهم هذه المفاوضات في إحلال السلام والاستقرار في أفغانستان التي طالت معاناتها.

ومن أجل إشراك أفغانستان بنشاط في عمليات التكامل الاقتصادي الإقليمي فإننا أطلقنا مشاريع بنية تحتية ضخمة مثل بناء الخط الكهربائي سورخان – بولي خمري والسكك الحديدية من مزار الشريف إلى موانئ المحيط الهندي.

ونحن مقتنعون بأن قضايا إحلال السلام والاستقرار في أفغانستان ينبغي أن تظل في صدارة اهتمام الأمم المتحدة.

ولا يمكن تحقيق آمال الشعب الأفغاني إلا من خلال الجهود المشتركة والتعاون الوثيق. من المهم أن نعمل مسترشدين بمبدأ “من عدم الاستقرار والدمار إلى السلام والإنشاء”.

وفي هذا الصدد ومن المستحسن إنشاء لجنة دائمة في الأمم المتحدة تستمع إلى آراء وتطلعات هذا الشعب الذي طالت معاناته.

يجب أن تكون المهمة الرئيسية لهذه اللجنة هي المساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية لأفغانستان.

أعزائي رؤساء الدول والحكومات!

تظل مشكلة حادة أخرى في عصرنا هذا هو تغير المناخ العالمي.

ويشعر كل بلد اليوم بالتأثير المدمر لهذه العملية.

مع الأسف تُشكل هذه التغييرات السلبية تهديدًا خطيرًا للتنمية المستدامة في وسط آسيا.

وأود أن ألفت انتباهكم مرة أخرى إلى العواقب الكارثية لتجفف بحر آرال.

أصبحت منطقة بحر آرال بؤرة للكارثة البيئية.

ومن أجل تحسين الوضع الحالي  نقوم بأعمال هائلة لتشكيل المناظر الطبيعية الجديدة والغابات وغطاء التربة على مساحة 2 مليون هكتار.

لقد تم إنشاء بناءً على مبادرتنا صندوق الأمم المتحدة الإنمائي متعدد الشركاء للأمن البشري لمنطقة بحر آرال.

نأمل بأن يصبح هذا الصندوق منصة موثوقة للمساعدة العملية من المجتمع الدولي لسكان المنطقة الذين يعيشون في منطقة ذات وضع بيئي صعب.

نقترح اعتماد قرار خاص للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن إعلان منطقة بحر آرال منطقة للابتكارات والتقنيات البيئية ، وأما يوم اعتماد هذه الوثيقة الهامة – إعلان يوماً دولياً لحماية واستعادة النظم البيئية.

السيدات والسادة!

في الختام  أود أن أؤكد أن استمرار عدم الاستقرار في أرجاء مختلفة من العالم وازدياد التناقضات والعنف والكوارث البيئية وغيرها من التهديدات في عصرنا كل ذلك يؤدي إلى تفاقم القضايا العالمية للفقر.

ولقد تصاعدت هذه المشاكل بشكل كثير خلال الجائحة.

ويجب على المجتمع العالمي كله وعلينا جميعًا أن نقلق من “صوت الفقر” ، الذي يصدى أكثر قوة في يومنا هذا.

وفي هذا الصدد نقترح تحديد مشاكل القضاء على الفقر ومحاربة الفقر كأحد المواضيع الرئيسية للدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة  وكذلك عقد قمة عالمية مخصصة لهذه القضايا.

أصدقائي الأعزاء!

من الواضح لنا جميعًا أن الصورة الاجتماعية والاقتصادية للعالم بعد الجائحة ستكون مختلفة تمامًا.

ويجب علينا أن نعمل بشراكة وثيقة على أساس نهج جديد لمواجهة التهديدات المشتركة للأمن والتنمية المستدامة.

ومن الضروري التعزيز اللاحق لدور الأمم المتحدة ككيان منسق دولي مركزي.

إن أوزبكستان مستعدة للتعاون الواسع وذي المنفعة المتبادلة مع جميع بلدان العالم ولحوار عملي مع الأمم المتحدة ومؤسساتها.

وشكرا على حسن استماعكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى