المجتمع ومنظومته القيمية.. مسئولية من؟!
د. اميرة عبد الحكيم
في لحظات عدة تواجه المجتمعات تحديات مصيرية يتطلب مواجهتها الالتحام بين أبنائها عبر منظومة القيم التي تحض على ذلك، فعلى سبيل المثال حينما حدثت نكسة عام 1967 افاق المجتمع المصرى على صدمة جللة استطاع ان يتجاوزها بانتصارات أكتوبر 1973، الامر ذاته تكرر مع احداث يناير 2011 وما اعقبها من تجاوزات واضطرابات حتى ثورة الثلاثين من يونيو 2013، إذ تمكن المجتمع بأفراده ومؤسساته من استعادة الدولة المصرية.
ولا شك أنه مع كل ازمة وجودية يعود المجتمع إلى منظومته القيمية الحاكمة التي ربما تشهد تراجعا خلال فترات معينة إلا انها تظل راسخة في وجدان هذا الشعب وفكره وعاطفته. مع الاخذ في الاعتبار ان الامر لا يرتبط بالحالة المصرية فحسب، وإنما نجده في جميع المجتمعات التي يدرك افرادها حجم التحديات والمخاطر التي تهدد دولتهم ووجودهم.
مناسبة هذا الكلام ما يثار اليوم من دعوات مغرضة واشاعات هادمة لما حققته الدولة المصرية بفضل القيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى حاول منذ اللحظات الأولى لتوليه المسئولية ان يعيد ترسيخ منظومة القيم الوطنية والدينية التي شهدت تراجعا تحت ضغط الظروف المعيشية والحياتية التي واجهها الشعب المصرى على مدار الأعوام التي سبقت احداث 2011 وما بعدها. وقد نجحت الدولة في استعادة الكثير من هذه القيم الرفيعة التي تمثل مرتكزات البناء وضمانات النجاح.
ومن ثم، فالخطاب الذى تحاول الجماعة الإرهابية بثه من الخارج لزعزعة الاستقرار الذى تحقق بفضل النجاحات المتتالية للدولة المصرية، لن يجدى نفعا، إذ يدرك المواطن المصرى أن ثمة العديد من التحديات والتهديدات التي تحيط بالدولة المصرية التي يرى أن دعمها ومساندتها أضحت فرض عين على الجميع. ولذا يرفض مثل هذه الخطابات الهدامة التي تستهدف أمن وطنه وامانه الشخصى وامان اسرته وعائلته. يدلل على ذلك فشل كافة الدعوات التخريبية التي تطلقها الجماعة بين الحين والآخر على أمل ان تستعيد جزءا من وجودها في المجتمع بعد ان لفظها هذا المجتمع حينما ادرك حقيقتها وخبث أهدافها وخطر وجودها.
نهاية القول إن المنظومة القيمية هي حائط الصد الأول والأخير في وجه اية تهديدات للدولة الوطنية، بما يستوجب دوما العمل على ترسيخها في وجدان المواطنين وفكرهم وعواطفهم الوطنية حتى لا تضيع البوصلة من امامهم وينحرفون في مساراتهم.