ليبيا تنتفض.. واحتجاجات تدعو لتغيير الأوراق السياسية!
د. حذامى محجوب
كانت العديد من المدن ، في طرابلس كبرقة ، مسرحًا لتحركات تعبر عن غضب اجتماعي شديد عبر عنه السكان امام تدهور ظروفهم المعيشية.
مشاهد لم يرها الليبيون منذ فترة طويلة. مسيرات المتظاهرين رفعت فيها اللافتات ورددت خلالها الشعارات ضد الفساد وغلاء المعيشة وفشل الخدمات العامة: انها صور لمجتمع مدني في صحوة كاملة يحل محل كليشيهات الميليشيات المسلحة التي ساهمت بقوة في نشر صورة ليبيا في الخارج بما هي صورة تنحصر في التشنجات العسكرية . منذ 23 أغسطس ، اندلعت الاحتجاجات – معظمها من الشباب – في طرابلس ومصراتة والزاوية في غرب طرابلس ، قبل أن تمتد إلى بنغازي وطبرق والمرج في شرق برقة.
بينما تدخلت بعض الجماعات المسلحة لمحاولة قمع الحركة – نددت هيومن رايتس ووتش بـ 24 عملية اعتقال في طرابلس بين 23 و 29 أغسطس ، بينما نددت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بمقتل مظاهر في المرج في 12 سبتمبر – تمكنت هذه الاحتجاجات من تعبئة كبيرة لانها تعبر عن مطالب شعبية حيث تداخلت شعارات المتظاهرين مع هموم كل السكان. وهكذا يبدو أن تيارًا جديدًا للرأي آخذ في الظهور في ليبيا ، بعيدًا عن الجهات السياسية والأمنية الفاعلة التي استولت على البلاد منذ غرقها في مستنقع الحرب الأهلية منذ سنة 2014.
فهل سيسمح هذا المجتمع المدني اي هذه القوة الجديدة لرئيس حكومة الوفاق فائز السراج الذي استقال بترك منصبه دون محاسبة ؟…