رأى

سيد المقاومة.. وخطاب الاقتدار

استمع الي المقالة

بقلم الكاتب والاعلامي: حميد حلمي البغدادي

في كل كلمة له يعبر سماحة العلامة السيد حسن نصر الله امين عام حزب الله عن اقتدار المقاومة الاسلامية الباسلة وتعاظم شأنها في المنطقة والعالم على الرغم من الحرب الكونية السياسية والاعلامية والنفسية التي يتعرض لها المجاهدون اللبنانيون منذ انطلاق مقاومتهم عام 1982 وحتى يومنا الحاضر.
وفي خطابين القاهما ليلة عاشوراء (السبت) ويوم عاشوراء (الاحد 30 آب 2020) اكد سماحته على الا وجود للحياد في ادبيات حزب الله على مستوى المعركة بين الحق والباطل موضحا ان النهج المبدئي الذي استلهمه المقاومون من واقعة عاشوراء عام 61 هجري وتضحية سيد الشهداء الامام الحسين(عليه السلام) عصيّ على التراجع والخضوع للضغوط الاميركية والصهيونية والخليجية التي لم تتوقف قط طيلة الـ 38 عاما الماضية.وقد لمست المقاومة هذه الحقيقة من خلال مسيرتها التكاملية التي جعلت اميركا تعرض عليها الملايين من الدولارات والامتيازات السياسية من اجل التخلي عن اولوياتها الرسالية ولكنها ابت ذلك منذ العام 2000 وحتى الان.
سماحة السيد نصر الله صرح وبالضرس القاطع ان المقاومة ماضية على نهج الامام الحسين عليه السلام وهو نهج يرفض المهادنة والمساومات على حساب الحق والعقيدة والتعاليم الالهية، وفي ضوء ذلك لم يتردد سيد المقاومة في اعتبار التطبيع الاماراتي مع “اسرائيل” خيانة وخدمة مجانية قدمها المنبطحون للاميركي ترامب والصهيوني نتنياهو وهما في اسوأ أيامهما السياسية.
من المعروف ان عاشوراء هي رسالة نهضوية وانسانية وحضارية قائمة على اسس دينية واخلاقية ومبدئية رصينة لا تتأثر باساليب المكيدة والخداع والحرب النفسية ونحن كمسلمين مطالبون بتاكيد ذلك في جميع مواقفنا وسلوكياتنا لاجهاض الضخ الاعلامي الكاذب المدفوع الثمن والهادف الى تشويه صورة المقاومة وايصالها الى اليأس والاستسلام بمختلف الوسائل الدنيئة.
لقد اغتنم سيد المقاومة منبر عاشوراء لابلاغ رسائله الواضحة الى الاميركان والاوروبيين والصهاينة والخليجيين وهي:
الى واشنطن: لن نُشترى باموالكم وعروضكم مقابل التخلي عن قضيتنا في مناصرة الحق ورفض الباطل فحزب الله لم يفعل ذلك ولن يفعل.
الى تل ا بيب: لن نعترف باسرائيل حتى لو اعترف العالم كله بها وسنبقى الى جانب كل من يقاتل الاحتلال في فلسطين والقدس ولبنان وأيِّ ارض عربية محتلة. وعلى الصهيوني ان يفهم انه عندما يقتل احد مجاهدينا سنقتل احد جنوده.
الى باريس: اننا منفتحون على اي نقاش هادئ للوصول الى عقد سياسي جديد بناء على ما اقترحه الرئيس الفرنسي ماكرون بشرط واحد هو ان يكون النقاش والحوار الوطني بارادة ورضى مختلف الفئات اللبنانية.
الى ابوظبي والرياض: ان السعودي والاماراتي في حربهما المفروضة على اليمن هما ادوات عند الاميركي وينفذان رغبات واشنطن .
بشكل عام لقد حدد سماحة السيد نصر الله في خطاب عاشوراء 1442 الموقف المبدئي للمقاومة وهي بالمناسبة مقاومة متكاملة على امتداد فلسطين واليمن وسوريا والعراق والجمهورية الاسلامية الايرانية معلنا ان مستقبل صراع هذه المقاومة الشريفة ضد الاستكبار الدولي والاقليمي هو الانتصار ولو بعد حين، محذرا ايضا من محاولة جديدة لاعادة انتاج داعش في العراق وسوريا وشرق نهر الفرات مؤكدا استعداد المقاومين للتعامل بحزم مع اية تطورات في هذا الاتجاه.
ومن البديهي القول ان حزب الله الذي خرج من رحم المبادئ الحسينية والثبات الذي طبقة آل البيت النبوي الشريف (عليهم السلام) ، يرفض سياسة الترهيب والترغيب الاميركية التي استخدمها الطغاة عبر التاريخ لان المقاومة نهج طاهر جنوده المخلصون الذين يؤمنون بان وعد الله بنصرة المجاهدين في سبيله آت لا محالة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى