رأىسلايدر

‘كامالا هاريس’.. ظِلْ نائب الرئيس؟!

استمع

بقلم: د. حذامى محجوب

” كامالا هاريس” نائبة الرئيس جو بايدن .. اثارت جدلاً يوم 12 اغسطس عبر وسائل الإعلام الأمريكية. فبينما يصر الليبراليون ،، على البعد “التاريخي” لاختيار السناتور هاريس كمرشح لمنصب نائب الرئيس، يسخر المحافظون منهم جراء قرار منحاز بدوافع يرونها هووية محضة.

ان كلمة “تاريخي” تكررت بقوَة في العديد من وسائل الإعلام الامريكية، لوصف قرار المرشح الديمقراطي للرئاسة في 3 نوفمبر ، جو بايدن ، باختيار السناتور ” كامالا هاريس ” نائبة له.

لقد أصبحت “ثالث امرأة ، أول صاحبة بشرة سوداء ، وأول مرشحة آسيوية أمريكية لمنصب نائب الرئيس ، كما أعلنت الإذاعة العامة ” ان بي ار ” NPR.

” كامالا هاريس ” ، البالغة من العمر 55 سنة ، مولودة من أب جامايكي مهاجر وأم هندية ، شغلت منصب وكيلة نيابة حتى فازت بمنصب المدعي العام في ولاية كاليفورنيا ، ثم أصبحت عضوًا في مجلس الشيوخ سنة 2016 في الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة مضطربة بسبب وفاة ” جورج فلويد ” بسبب المظاهرات ضد التمييز العنصري .

كان نائب الرئيس السابق لباراك أوباما يواجه ضغوطًا متزايدة لاختيار امرأة سمراء كشريك له. أشاد باراك اوباما بهذا الاختيار على تويتر قائلا : “لقد أمضت حياتها المهنية في الدفاع عن دستورنا والصراع من أجل الأشخاص المحتاجين إلى معاملة عادلة. “

علاوة على ذلك افادت إذاعة ” ان بي ار ” NPR ،ان هذا الاختيار يذكر في كثير من النواحي” ، بالثنائي أوباما – بايدن ، قبل اثني عشر عامًا ، حيث كان “رجل أبيض كبير السن ، على دراية بأسرار واشنطن ولديه قدر كبير من الخبرة في السياسة الخارجية ، ارتبط بمرشح أسمر شاب من أصول مهاجرة ، وكان في مجلس الشيوخ لمدة أربع سنوات فقط “.

اما بالنسبة ل ” فرانك بروني ” من صحيفة ” نيويورك تايمز ” اليومية ، إن المرشح الديمقراطي يريد تسليط الضوء على ” التناقضات ” و”إحياء السحر القديم لسنة 2008″. يقول السيد بروني ، الذي يحلم بالنقاش بين المتنافسين على منصب نائب الرئيس – في 7 أكتوبر القادم ، في ولاية ” يوتا ” : “على نائب الرئيس ” مايك بينس ” أن يدافع عن رئيس عنصري ومتحيز جنسيًا . بينما تستطيع ” كمالا هاريس ” التحدث عن كيفية تعرض المرأة السمراء مثلها الى العنصرية والتمييز الجنسي.”

كمالا هاريس.. مرشح نائب الرئيس المحتمل جون بايدن.

يضيف الصحفي: “هذا ليس نقاشًا حول أفكار أو فلسفة عادية. إنه صدام غير عادي لتجارب حياة مختلفة و متنافرة. “

بالمحصّلة لكأن ” كامالا هاريس ” ، تمثل انتقام النساء السمر من فوضى الساحة السياسية الأمريكية.

في جانب متّصل ، سعى ” جو بايدن ” خلال كامل حملته ، إلى تقديم نفسه بأنه مناقض ل” ترامب ” ، من حيث الخبرة والجدية ، مفيدا انّه يمثل ماهية الولايات المتحدة وقيمها. عقّبت الصحيفة إن اختياره لمنصب نائب الرئيس يأتي “لدق المسمار الأخير” ، بالتالي “لقد اختيرت إلى حد كبير بسبب الهوية التي تمثلها”.

“هذا كل ما في الأمر، هذا ما أكدت عليه أعمدة صحيفة ” نيويورك بوست ” المعروفة بشعبويتها ، قال الصحفي ” مايكل جودوين ” ، في إشارة إلى كلمات أغنية لفنانة الجاز المشهورة ” بيجي لي ” ، بأن الاختيار كان متحيزًا منذ البداية: ” حدد السناتور “موضوعين كبيرين ضروريين للديمقراطيين سنة 2020 هما : الجنس والعرق”.

“لقد تعهد جو بايدن في مارس بتعيين امرأة في منصب نائب الرئيس “.

إذا نجحت هذه التوليفة في الاقتراع ، سيكون زوج ” كمالا هاريس ” أول يهودي يعيش في مقر نائب الرئيس في المرصد البحري” ، كما نجد كذلك سخرية كبيرة في مقال آخر افتتاحي ل ” جون بودوريتز ” في صحيفة ” نيويورك بوست “.

“آسف ، لم أستطع منع نفسي ، لكن دعنا نواجه الأمر: ” عندما يتم اختيار شخص ما إلى حد كبير بسبب هويته ، يجب علينا جميعًا الانخراط في اللعبة “.

“حقيقة أن بايدن بدأ هذه العملية في مارس بإعلانه أنه سيقتصر اختياره على الأمريكيين الذين لديهم اثنين من الكروموسومات X ، ثم بمواجهته لضغوط إضافية قام باختيار اللون الأسمر ، كل هذا جعل ” كامالا هاريس ” تظهر كخيار رمزي أكثر مما هو اختيار تستحقه فعلا “.

فهل تؤذن هذه العناوين الصحفية بان الانتخابات الامريكية ستكون انتخابات على الهوية اصلا ؟

وطبقاً للمثل الامريكي : ” المرأة ظل الرجل عليها أن تتبعه لا أن تقوده “.. فهل تقى هاريس بايدن من لهيب الجمهوريين؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى