نهضة تونس.. والنصر بطعم الهزيمة!
د. حذامى محجوب
بالرغم من علامات البهجة وفرحة نواب حركة النهضة بقيادة رئيس الكتلة نور الدين البحيري الذي كانت بدت عليه مظاهر التوتر والتشنج خلال الأسابيع الأخيرة ، طيلة فترة الإعداد للائحة سحب الثقة من رئيس البرلمان راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة والعضو القيادي لاتحاد علماء المسلمين .
بالرغم كذلك ، من قفز النواب وهتافاتهم لحظة إعلان نتيجة التصويت بسقوط لائحة سحب الثقة من رئيس المجلس ، فان كتلة النهضة واتباعها لم ينجحوا في إخفاء الشعور بنصر بطعم مرارة الهزيمة اللاذعة التي تكبدوها ليلة العيد والإهانة التي تعرّض لها زعيمهم .
لا شك ان أشياء كثيرة ستتغير بعد عملية التصويت .
فعلى الرغم من رفض اقتراح سحب الثقة ، لا يمكن لراشد الغنوشي أن يأمن أنه قد تنصل من العقاب وقد فلت من معارضيه ،خاصة بالرجوع إلى أقواله حين صرح بانه سوف لن يسحب النواب الثقة منه ، بل سيجددون الثقة في شخصه .
لكن ب 13 صوتًا من إجمالي ممثلي الشعب ، فإنه بالتأكيد لا يمكن أن يدعي أنه قد حصل على تجديد ثقة.
لهذا ، بغض النظر عما قد يقوله قيادي حركة النهضة ، فان هذه الجلسة لم تنته بالنصر ، كما يريد الترويج له ، لكن ما حصل هو هزيمة ثقيلة جدا من الناحية السياسية ، هُزم الغنوشي ، كذلك هُزم حزبه الذي من الارجح سيدخل بعد هذه الجلسة وهذا التصويت ، منعرجا جديدا بما سيعمّق من ازمته الداخلية .
اذ بوجود مثل هذه المعارضة المنظمة أمامهم ، تحت قبة البرلمان ، لن يكون النهضويون قادرين على التحكم في شيء ، أو تمرير مشاريع القوانين التي يريدونها ولن يكون كذلك بامكانهم اختيار أعضاء المحكمة الدستورية ، ولا معارضة المشاريع والنصوص التي ستعرض على المجلس من قبل رئاسة الجمهورية و الحكومة .
لقد دخلوا فعلا في فترة الانحدار ونهاية الحكم. لكن هل سيقبلون بهذه النتيجة وفقًا لقواعد اللعبة الديمقراطية ؟ أم سيستمرون في التدافع والتصعيد وهي السياسة التي ينتهجها الاخوان كلّما ضاقت بهم السبل وشعروا بالضعف ؟.