تقديم خدمات ضيوف الرحمن بأحدث التقنيات المتطورة
مهند أبو عريف
بدأت وزارة الحج والعمرة منذ وقت مبكر في تنفيذ الخطة الاستراتيجية التنفيذية لموسم حج 1441هـ، بعد صدور قرار المملكة تنظيم الحج بأعداد محدودة جدًا، وذلك لمنع تفشي جائحة كورونا بين الحشود الكبيرة التي يصعب فيها تحقيق التباعد المكاني بين أفرادها، وقبل ذلك تحقيقًا لمقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية.
وقد حرصت الوزارة وجميع الجهات المشاركة في حج هذا العام 1441هـ على تقديم أفضل الخدمات وتطبيق أعلى معايير الصحة والسلامة، والإجراءات الوقائية والاحترازية والبروتوكولات الواجب اتباعها في موسم الحج انفاذًا لتوجيهات القيادة الرشيدة بتقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام.
وعملت وزارة الحج والعمرة في كل مرحلة من مراحل مناسك الحج على تحقيق إجراءات التباعد المكاني، بداية من العزل الصحي المنزلي للحاج بعد التواصل معه، ثم تطبيق العزل الصحي المؤسسي من اليوم الرابع وحتى الثامن من شهر ذي الحجة الحالي، وإلزامه بارتداء الإسورة الإلكترونية للتأكد من تطبيق التباعد المكاني. ويتم تطبيق البروتوكولات الوقائية في جميع مراحل تنقل الحجيج بين المشاعر المقدسة، من خلال خفض استيعاب الحافلة إلى 50% لضمان تحقيق البروتوكولات الوقائية، وضمان سلامة ضيوف الرحمن والكوادر المشاركة في خدمتهم، حيث أن هناك تنظيمًا كاملًا تم التخطيط له بعناية فائقة.
أن الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن في هذا الحج الاستثنائي لم تختلف عن الأعوام الماضية، وهناك تطور في نوعيتها، خاصة في ظل تطبيق المعايير للإجراءات الاحترازية الوقائية، لضمان سلامة ضيوف الرحمن، وهو ما يضع الجميع أمام مسؤولية كبيرة أمام الله سبحانه وتعالى ثم أمام الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ.
وتخضع الخدمات المقدمة للحجاج، بشكل تام للبروتوكولات الوقائية التي وضعتها وزارة الصحة، وكذلك الحجاج منذ اختيارهم وحتى مغادرتهم المشاعر المقدسة، من حيث النقل، والإعاشة، والتفويج، لضمان سلامتهم بالدرجة الأولى، خاصة مع الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم جراء جائحة كورونا، وهو ما يضع جميع الجهات المشاركة في الحج أمام واجب تقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام.
إن تقليص عدد الحجاج لم يكن لتخفيف الأعباء عن وزارة الحج والعمرة والجهات المشاركة الأخرى بل لتنفيذ حج آمن وصحي. ولقد عملت المملكة على تهيئة الظروف المناسبة، دون الإضرار بالنفس البشرية وحفظها من عدم انتقال العدوى بين الحجيج أو الكوادر المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن، وانعقاد الموسم في ظروف صحية آمنة”.
ويعلم الجميع أن المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس ” رحمه الله “، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – تشرفت بخدمة ضيوف الرحمن، وجندت جميع الطاقات والإمكانات ليتمكنوا من أداء المناسك.
وتتعامل وزارة الحج والعمرة مع أعداد الحجيج في موسم حج هذا العام وفي كل عام، بكامل طاقتها التشغيلية والتنظيمية وأن الأولوية لديها هي ” حماية الأرواح “.
وفيما يخص الاستفادة من التقنية في حج هذا العام، فإن وزارة الحج والعمرة تقوم وللسنة الثانية على التوالي، بتطبيق خدمة ” البطاقة الذكية “؛ لتقديم خدمات ذات جودة عالية لحجاج بيت الله الحرام، والاستفادة من الإمكانات التقنية لتسهيل رحلة ضيوف الرحمن خلال تأديتهم لمناسك الحج، وذلك ضمن التوجهات الاستراتيجية للوزارة للتحول الرقمي، من خلال إنشاء منصات افتراضية، لتيسير الإجراءات وتقليصها، ومواكبة التطورات التقنية، وتحقيق مستهدفات برنامج رؤية 2030 التنفيذي “خدمة ضيوف الرحمن”، تأكيداً على الالتزام بتطوير وتوسيع الخدمات الذكية المقدمة للحجيج.
وتعد ” البطاقة الذكية ” امتدادَا لمشروع منصة “الحج الذكية” التي تعد هوية رقمية للحاج، فمع متطلبات الموسم الحالي، تم تطوير الخدمات المرتبطة بالبطاقة، لتحتوي على معلومات الحجيج الشخصية والطبية والسكنية، ومن ذلك “فوج الحاج، ورقم حافلته ومقعده، ومقر سكنه ورقمي غرفته وسريره”، وتتيح للقائمين على خدمته معرفة برنامجه الخاص في الحج ونقاط التجمع وأوقات المغادرة ، وتُسهم في إرشاد الحجاج إلى مساكنهم في المشاعر المقدسة، والتحكم في الدخول إليها، وإلى المرافق المختلفة، إضافة إلى دورها في الحد من الحج غير النظامي .
ومن خصائص ” البطاقة الذكية ” الحيوية تصميمها وفق مجموعة ألوان أساسية ترتبط بخدمات البرامج والتفويج والنقل، وتضمنها لتقنية اتصال المجال القريب NFC لقراءة بيانات الحاج عن طريق أجهزة الخدمة الذاتية، واحتوائها على ” باركود ” يتم قراءته عن طريق العاملين في الحج لتجويد الخدمات المقدمة لحجاج بيت