رأى

الصهاينة.. وشبح الضربة الحتمية!

استمع

بقلم: الكاتب حميد حلمي البغدادي

مازال هاجس حرب تموز يمثل شبحاً مرعباً للكيان الصهيوني الذي يعيش هذه الايام حالة من الهلع والترقب والحذر مخافة تلقي ضربة موجعة من حزب الله والمقاومة اللبنانية بعد استشهاد القيادي الحاج علي كامل محسن في الاعتداء الاسرائيلي على محيط مطار دمشق مساء يوم الاثنين الماضي 20 تموز 2020.

ويرى المراقبون ان زيارة رئيس الاركان الاميركية الى فلسطين المحتلة تأتي في ظل توتر غير مسبوق تشهده المنطقة مع حبس انفاس يخيم على الكيان الصهيوني الذي بات يخشى من نتائج اعتداءاته الجوية على قوى المقاومة في لبنان وسوريا وفي ظل ما هو متوقع من ضربة قادمة ينفذها حزب الله استنادا الى قواعد اشتباك معروفة التزمتها المقاومة في اكثر من مواجهة.

وفي مثل هذا الجو من التشنج تحاول واشنطن تلغيم الاوضاع في المنطقة للحيلولة دون قيام المقاومة بالردّ القاصم، وهو ما تجلى في القرصنة الاميركية الجوية الاخيرة ضد طائرة الركاب الايرانية فوق اجواء منطقة التنف السورية والتي كانت في رحلة من طهران الى بيروت، في عملية ارهابية ابتزازية كانت تستهدف ثني المقاومة عن معاقبة “اسرائيل” وجرائمها الغادرة ومنها قصف ضواحي مطار دمشق الدولي.

وازاء ذلك ليس من المستبعد ان يكون لقاء رئيس الاركان الاميركية الجنرال مارك ميلي مع كبار مسؤولي العدو الصهيوني لقاءً طارئاً يضع الطرفان فيه بالحسبان احتمالات انفجار الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة من طرف لبنان وربما الجولان المحتل ايضا خاصة مع توالي الغارات الجوية الاسرائيلية على دمشق.

من المؤكد ان المقاومة لن تغض الطرف عما اقدم عليه الاميركان (في اطار القرصنة) والصهاينة باغتيال القيادي اللبناني الشهيد. بيد انها ستتخذ الرد على مستوى شامل يحقق اهدافه اقليمياً ودولياً ليكون متناسبا مع ذكرى انتصار حزب الله على اسرائيل في حرب الـ 33 يوما (تموز 2006). وكنتيجة لهذا لابد ان تكون ضربة الردّ موجعة وعميقة ومدوية من اجل سلب المبادرة من العدو الصهيوني وردعه عن الاستمرار في مراوغاته العسكرية الهادفة الى زعزعة الامن والاطمئنان في لبنان وسوريا.

واضح ان الجميع يتطلعون اليوم الى ما يمكن ان يقرره سيد المقاومة والامين العام لحزب الله العلامة السيد حسن نصر الله في خضم هذه الاجواء الحذرة سيما وان الرجل حريص على عدم التفريط بدماء شهدائه الابرار ، هذا مع الاخذ بنظر الاعتبار القدرات العسكرية والبشرية الكبيرة التي تخضع لقيادته الدقيقة . وازاء ذلك ليس من المستغرب ان تنقل اطراف دولية اليه رسائل ترجو منه ضبط النفس او التغاضي عن الجريمة الصهيونية الاخيرة.

اغلب الاعتقاد ان سماحة سيد المقاومة لن يسمح لفرحة اسرائيل ان تتم وستكون له كلمة الفصل التي لابد ان تؤدي الى لجم العربدة الصهيونية والى اجهاض المشروع العدواني لتحالف واشنطن ـ تل ابيب.. الثنائي اللذان باتا ينفذان اعمالا ارهابية وعمليات قرصنة دولية ينبغي ان تتوقف حتما وان يعلم مرتكبوها بانها لن تكون بدون رد.

ان محور المقاومة يملك اليوم اليد الطولى في المنطقة ولديه من الخيارات الحاسمة ما يستطيع بها معاقبة الارهابيين الدوليين وتوجيه ضربات استراتيجية اليهم تجعلهم يندمون على يفعلون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى