تونس – د. حذامى محجوب
أحيا الشعب التونسي يوم أمس 24 يوليو 2020 الذكرى الأولى لرحيل الرئيس والزعيم الوطني الباجي قايد السبسي. واجتمع لإحياء هذه الذكرى مجموعة من الشخصيات الوطنية وثلُةُُ من رفاقه ممن كان لهم شرف معرفته والعمل معه في الحزب والحكومة ورئاسة الجمهورية وعلى رأسهم الوزيرة السابقة ومديرة ديوانه سلمى اللومي.
وقد تحدث الحاضرون عن ميزاته الشخصية التي بوأته مكانة فريدة ومميزة في قلوب التونسيين. فلقد خلد اسمه، وليس أقلها رمزية وفاته في عيد الجمهورية التي ارتبط بها. فتاريخه هو تاريخها…وكأن القدر أراد أن يكرم الرجل ، الذي قضى حياته في خدمة الجمهورية، خاصة في المرحلة الأخيرة من حياته.
لقد كان حاضرا لخدمة الوطن وفي الموعد مع التاريخ بالرغم من تقدمه في السن، فقد رجع الى الحياة السياسية ليضع تجربته ورأس ماله الرمزي في خدمة تونس ، وفي خدمة الانتقال نحو الديمقراطية، وهي القضية التي دافع عنها منذ زمن حكم الرئيس الحبيب بورقيبة.
فقد كان رحمه الله مساهمًا في تاسيس الجمهورية الاولى والثانية ،وكان فاعلا ومؤثرا في اللحظتين، وقد غادر الحياة ومسار الانتقال الديمقراطي في تونس مازال متعثرا.
ولقد استطاع النفاذ الى قلوب التونسيين وعقولهم ، وحصد شعبية الزعيم الوطني ، وهو ماظهر بوضوح في الجنازة الوطنية التي هب اليها جميع التونسيون.
لقد قاد البلاد في فترة عسيرة وهذه المسيرة توجت في عهده بجائزة نوبل للسلام ، لفائدة الرباعي الراعي للحوار الوطني الذي أنقذ البلاد والمسار من الانزلاق نحو الفوضى ، وما كان لجائزة نوبل ان تتحقق لولا وعي الرئيس بضرورة الحوار وحرصه على هيبة الدولة.
لقد كان فعلا رمزا للجمهورية الثانية وتونس الديمقراطية وقد حافظ رحمه الله على صورة تونس المثالية -المتسمة بالتسامح ، وذات التوجه العصري والمنفتحة وخاصةاصراره على دعم حقوق المرأة ومكانتها في المجتمع.
لقد تحول بعد سنة من وفاته الى “رمز” يفتقده الجميع وخاصة في فترة الأزمات مثل التي تمر بها تونس هذه الايام.