د. حذامى محجوب
ان هذا القرار التركي الذي قضى بتحويل آيا صوفيا إلى مسجد قد جعل البابا فرنسيس “متألم جدا”. قرار لم يبال بالعديد من الادانات التي انطلقت و الأصوات التي تعالت من العالم الغربي والمسيحي.
دافع الرئيس التركي عن “الحقوق السيادية” لبلاده لتخصيص هذه الكاتدرائية ، التي لا تزال متحفًا بالأمس القريب، إلى العبادة الإسلامية. ورفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم السبت، 11 يوليو، الإدانة الدولية لتحويل آيا صوفيا في اسطنبول من متحف إلى مسجد ، بحجة أنها مسألة “حقوق سيادية” لبلاده.
وصرح الرئيس بانه ليس من حق “أولئك الذين لا يتحرجون من كراهية الإسلام في بلادهم ان يعترضوا على إرادة تركيا في ممارسة حقوقها السيادية”. وأضاف: “لقد اتخذنا هذا القرار ليس بسبب ما يقوله الآخرون، ولكن بسبب حقوقنا، كما فعلنا في سوريا وليبيا وأماكن أخرى”.
لكن يبدو ان ما هو ثابت في تاريخ ايا صوفيا هي انها كنيس مسيحي بناه البيزنطيون عام 537م ويتبع طائفة الارثوذوكس. ووقع تحويل الكنيس الى مسجد أيام محمد الفاتح وهذا نوع من التعدي على مقدسات الآخرين التي نهى عنه الدين الاسلامي كما ان تحويله من بعد الى متحف على يد كمال اتاتورك كان ايضاً خطأ حيث كان يجب أن يعود الى وضعه الأول، كذلك فان تحويل المتحف الى مسجد اليوم بقرار من المحكمه الاداريه التركيه هو ايضاً تجنيًا كبيرا على التاريخ وعلى ذاكرة الشعب التركي ورموزه ومقدساته فضلا عن وجود العدد الكبير من المساجد في اسطنبول حيث انه لاخطر لا على الدين ولا على دور العبادة ..
ان هذا التحويل ليس سوى انتصارا للإسلام السياسي في مقابل الاسلام السمح الذي يسع كل الأديان والطوائف، وهو هدية للمتطرفين والمتعصبين .فأيا صوفيا .. كانت كنيس مسيحي ويجب أن تبقى كذلك وكل ما جرى لها من تغيير في صفتها الدينيه باطل ويندرج ضمن مشروع سياسي عثماني يهدف الى بسط نفوذ الاخوان على المنطقة وإيهام الرأي العام بفتح جديد يسوق لصورة السلطان التركي ويقدمها على انها شخصية تدافع عن الاسلام وتقدم اردغان وكأنه قد استرجع الأندلس.