رأى

المقاومة وتحدي الحرب الاقتصادية الاستكبارية

استمع الي المقالة

بقلم الكاتب والاعلامي: حميد حلمي البغدادي

في كلمة الامين العام لحزب الله العلامة السيد حسن نصر الله يوم الثلاثاء 7/7/2020 شدد سماحته على وجوب اضطلاع محور المقاومة في جميع مواقعه بالعمل الاقتصادي طريقا لمواجهة الحصار الاميركي الاوروبي على بلداننا وشعوبنا.
فالاعداء المستكبرون منوا بهزائم مذلة على مستوى السوح العسكرية والقتالية حتى اضطروا الى التوسل بالتنظيمات الارهابية التكفيرية لتفادي الضربات القاصمة التي انزلتها المقاومة الباسلة بها في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين، ولكن هذه التنظيمات اثبتت عجزها وفشلها الذريع في تنفيذ هذه المؤامرة وطوردت ومزقت شر ممزق في مناطق تواجدها ولاسيما في معارك منطقة البقاع اللبناني ومناطق سوريا فضلا عن الموصل وديالى وسامراء وبادية العراق.
وتشير المعطيات الى ان التحالف الاميركي ـ الصهيوني يراهن اليوم على الحرب الاقتصادية في سبيل اخضاع الشعوب الاسلامية واصابتهم بالانهيار والجوع، الامر الذي حذر منه سماحة سيد المقاومة في كلمته مشددا على وجوب فتح كل المسارات الممكنة لمنع وقوع هذا المخطط الارهابي الاقتصادي.
المطلوب من شعوب محور المقاومة بل ابناء الامة الاسلامية كافة، استثمار الطاقات الزراعية والصناعية الذاتية لقطع الطريق على الشح في لقمة العيش او المجاعة او الانهيار الاقتصادي الذي تسعى اميركا واسرائيل الى ايجاده في منطقتنا نتيجة لمواقفنا الرافضة للظلم والعدوان الخارجي.
سماحة السيد نصر الله انطلق من لبنان كونه البلد الذي مرغ انف الاستكبار الصهيواميركي بالوحل والذي اذاق مقاوموه البواسل الاحتلال الاسرائيلي والمجموعات الارهابية التكفيرية (داعش والنصرة) مرارة الهزائم والاندحارات المدوية، حيث دعا سماحته الى ضرورة تحويل التهديد الاقتصادي لمحور المقاومة الى فرصة عبر تحويل لبنان الى بلد منتج بعد ان ظل لسنوات طويلة بلداً مستهلكا.
المؤكد ان ان دول محور المقاومة ضربت اروع الامثلة في الصمود والتصدي عسكريا وسياسيا وامنيا. وهي لديها الان من التحالفات والصداقات الاقليمية والدولية ما يعزز صلابتها امام الحرب الاقتصادية الاميركية المسعورة وبخاصة ضد ايران وسوريا ولبنان واليمن والعراق وفلسطين. ولاشك في ان المقاومين في قطاع غزة سطروا لنا من قبل وحتى الان ملاحم خالدة في مقاومة الحصار الصهيوني الاقتصادي والعسكري عليهم، وهم اليوم قوة مقاومة شعبية جهادية حققت توازن الرعب مع العدو الاسرائيلي الذي عجز عن كسر ارادة اهلنا في فلسطين الحبيبة.
ان الحرب الاقتصادية الاستكبارية ليست وليدة الساعة فقدت اتخذت اشكالا ومستويات متعددة ضد الجمهورية الاسلامية ـ مثلا ـ منذ 41 عاما اي منذ انتصار الثورة الاسلامية وحتى يومنا هذا، ولكن ايران تمكنت من الصمود بوجهها وتطوير قابلياتها وامكاناتها اعتمادا على الاكتفاء الذاتي، وهو امر اشار اليه سيد المقاومة (دام ظله) ايضا منوها بالتجربة الايرانية في مقارعة هذه الحرب بل وايصال البلاد الى مطاف الدول المتقدمة في مختلف الاختصاصات والمتطلبات العلمية والاستراتيجية سيما التقانة النووية اللازمة في تطوير الطاقات الزراعية والطبية والحيوية الاخرى.
لابد من القول ان على دول محور المقاومة وشعوبها ان تتحمل من الان فصاعدا مسؤولياتها المصيرية في الانشطة الاقتصادية وتمارس دورها الجاد والمؤثر فيها وتحقيق النجاحات المتتالية لتحطيم الحصار الاميركي ـ الاوروبي ـ الصهيوني ولتثق بأن تضامن الدول الصديقة مثل الصين وروسيا وبلدان اميركا اللاتينية والقوى التحررية في انحاء العالم معها ، سيكون بمثابة الرافعة التي ستنتصر بها على الحرب الاستكبارية الاقتصادية مثلما انتصرت بفضل الله تعالى في ميادين العزة والكرامة والدفاع عن حرمات الامة الاسلامية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى