رأى

تنمية صحة المرأة.. يوما عالميا

استمع الي المقالة

اميرة عبد الحكيم
رئيس وحدة دراسات المرأة والطفل
مركز الحوار للدراسات السياسية والاعلامية

في الثامن والعشرين من مايو من كل عام ومنذ اواخر ثمانينات القرن المنصرم وتحديدا عام 1987 حينما اجتماع اعضاء الشبكة العالمية للمرأة من اجل الحقوق الانجابية في كوستاريكا، يحتفل العالم باليوم العالمى لصحة المرأة تحت عنوان “من اجل تنمية صحة المرأة”، حيث يتم في هذا اليوم استعراض الوضع الصحى الراهن للمرأة في دول العالم المختلفة. وهو ما أقدم عليه الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء حينما نشر دراسة عن مؤشرات صحة المرأة المصرية، كشفت عما تحقق في مجال الاهتمام بالمرأة وصحتها، منها ارتفــــاع العمــر المتوقع عند الميلاد للإناث من 74.7سنة عام 2018 إلى 75.1 سنة عام 2019 في مقابل انخفاض معدل وفياتها انخفاضاً طفيفاً من 5.6 حالة وفاة لكل ألف من الإنــــاث عام 2014 ليصل إلى 5.4 حالة وفاة لكل ألف من الإناث عام 2018، متضمنا تفصيلا دقيقا لاسباب الوفيات عند النساء حيث جاءت امراض الجهاز الدورى والتنفسى في مقدمة هذه الاسباب، هو ما يحتاج إلى مزيد من الاهتمام والرعاية في هذا الشأن. ولكن ما لفت الانتباه في هذا التقرير ما تضمنه من تسجيل لنسبة الإناث المدخنات إذ كشف التقرير عن بلوغ هذه النسبة في الحضر 0,3% مقابل 0,2 في الريف، معطيا بذلك مؤشرا على أهمية دور الاسرة والمدرسة والاعلام في تحذير الفتاة من هذه العادة السيئة التى تدفع حياتها ثمنا لها.
وفى السياق ذاته، جاء رصد الجهاز المركزى في تقريره لمجهودات المجلس القومى للمرأة من أجل تنمية صحة المرأة أمرا مهما يؤكد على اهمية العمل تعظيم دور هذا المجلس وتوسيع اختصاصاته، فقد رصد التقرير أبرز المجهودات التى قام بها المجلس في هذا الخصوص، منها مبادرة بهية الهادفة إلى علاج مريضات سرطان الثدي وحملات الكشف المبكر بالمجان حيث استفادت 15059 سيدة من هذه المبادرة. كذلك حملة احميها من الختان والتى انطلقت في مايو 2019 بين المجلس القومى للمرأة والمجلس القومى للطفولة والأمومة بهدف توحيد جهود مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني للقضاء على ختان الإناث. ومن ذلك ايضا المشاركة في المبادرة الرئاسية الست المصرية هي صحة مصر، فضلا عن تنظيم 47 قافلة طبية على مستوى المحافظات، إضافة إلى عقد 349 ندوة توعوية في مجال الصحة العامة والإنـجابية.
نهاية القول إن صحة المرأة هى عنوان صحة الاسرة والمجتمع معا، فتخصيص يوما لصحة المرأة لا يعنى اهتماما بالمرأة فحسب وإنما يعنى اهتماما بجميع افراد اسرتها. وقد جاء الاحتفال هذا العام بيوم صحة المرأة في ظل ظروف اكثر احتياجا إلى الاهتمام بالصحة في مواجهة خطر فيروسى قاتل ناجم عن الاهمال العالمى للصحة والبيئة في مقابل الاهتمام بالربح والمكاسب على حساب صحة الانسان، فهل يفيق العالم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى