توحدوا.. ترفعوا عن خلافاتكم العقائدية والمذهبية والسياسية.. وكونوا “بكاريون” لأنكم جميعا ترتوون بماء النيل، إذن الكل “بكار”. ضعووا الموت صوب أعينكم، فكلنا إلى الرحمن الرحيم المنتقم الجبار.. راحلون. وما شجع الذئب على “القاصية”، إلا تخليها وتمردها على سائر القطيع.
الكل أخطأ فى حق المحروسة لميله الدينى والمذهبى والسياسى، ليس فقط منذ الخامس والعشرين من يناير أو الثالث من يوليو، لكن على مر العصور خاصة منذ ١٩٥٢. وبسبب السير عكس الاتجاه لكل منا، سقطت التى كانت محروسة من خريطة الأمم المتقدمة وذلك لتخلينا عن روح الجماعة وشعار “مصر لكل المصريين”..
لم نضع فى حساباتنا قوى الاستكبار الطامعة فى طقسنا المعتدل اللطيف على مدار الأربع مواسم، وفى مياهنا العذبة لأطول شريان مائى عذب، وفى تربتنا الخصبة التى كانت يوما غنية بالحب الصافى والكرم والشهامة والصدق الشفافية، وفى موقعنا الجغرافى ذو النكهة التاريخية الفريدة سواء مهبط الأنبياء وذكرها “مصر” فى القرآن الكريم حوالى سبع مرات، فضلا عن المواقع الحربية كعين جالوت والعاشر من رمضان.. إلخ.
وبإعادة النظر فى ما يسمى بجامعة الدول العربية، أجدو نفسى أمام حتمية الشمولية وتهجين العرب بباقى الدول الاسلامية.. أى أن تصبح “جامعة الدول الاسلامية والعربية” بعملة موحدة “الدينار”.. بشبكة مواصلات جوية وبرية وملاحية موحدة.. بمعاهدات سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية تحترم الغير فى كل مكوناته..
ولأنى أؤمن بأحقية الجميع فى إدارة الدولة لكل مفاصلها، فلا مانع أن يقود الأمة تيار اسلامى أو مسيحى أو عسكرى أو ليبرالى أو علمانى.. بشرط أن تتوفر فيه القدرة على توفير “العيش.. الحرية.. العدالة الاجتماعية.. القدرة على حسن التصرف وتحمل المسؤلية”.. وهذا بالطبع لابد وأن يكون متفوقا فى مراحله الدراسية ومن أوائل الثانوية العامة، وليس من الحاصلين على ٥٠٪. وهذا هو الخطأ الجسيم، بل ااخطيئة التى وقعت فيه مصر منذ ثلاثين عاما أى منذ ١٩٨٤/١٩٨٥ عندما هبط تنسيق القبول فى الكليات العسكرية وكليات الحقوق إلى ٥٠٪ .. ما دفع العجلة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والرياضية للعودة للخلف، فم يكن غريبا أن نكون أمة ضحكت من جهلها الأمم.
ولأن الشىء بالشىء يذكر، أستغرب جدا عندما يتناول البعض البعض الآخر بالنقد المبرح وتحمليه مسؤلية مآلت إليه الأمور.. على الجميع أن يركن إلى نفسه خاصة عندما يخلو بالوسادة الخالية ويسترد أفعاله، من المؤكد أنه سيصل إلى محطات الخطيئة فى حياته الماضية والحاضرة والمستقبلية، وبالتالى عليه أن يتصالح مع نفسه أولا وبالتالى مع الآخر والآخر والآخر. هذا إذا أردنا حاضر ومستقبل لأجيالنا القادمة الخير والأمان والازدهار.