رأى

“أذربيجان” تحتفل بعيدها الوطني 28 الجارى

استمع الي المقالة

بقلم: الأستاذ الدكتور عادل درويش

الاستاذ بجامعة حلوان والمستشار العلمي للجامعة المصرية الصينية بالقاهرة ومدير المركز الثقافي المصري بسفارة مصر بدولة اذربيجان سابقا

يحتفل الشعب الأذربيجاني يوم 28 مايو من كل عام بالعيد الوطني لجمهورية أذربيجان وذلك لانه قد تم اعلان الجمهورية الأذربيجانية الديمقراطية كأولى الجمهوريات الديمقراطية في الشرق فى مثل هذا اليوم من عام 1918 حيث قامت هذه الجمهورية الديموقراطية الأولى لمدة 23 شهراً فقط.

وتعتبر جمهورية أذربيجان في طليعة الجمهوريات السوفيتية التي استقلت عن الاتحاد السوفييتي السابق في عام 1991 م والتى استطاعت خلال فترة وجيزة فى تحقيق الكثير من الانجازات وذلك على النحو التالى: أولا: تكوين نظام ديمقراطي قائم على التعددية السياسية ثانيا: تطبيق مبادئ اقتصاد السوق الحر على نظامها الاقتصادي،ثالثا: تأسيس دستور البلاد على مبدأ الحرية والمساواة والديمقراطية حيث تم وضع القوانين التي تضمن حرية الفرد وتصون وحدة البلاد واستقرارها وتم إقرار هذا الدستور وذلك عن طريق إجراء استفتاء عام.رابعا:اجراء انتخابات برلمانية ديمقراطية،علما بانه يوجد في أذربيجان أكثر من 30 حزبا سياسيا.

ومن الجدير بالذكر أن فخامة الزعيم القومي حيدر علييف رئيس جمهورية أذربيجان السابق هو أحد السياسيين البارزين في العالم الذي انتخب رئيسا للدوله في عام 1993م لمدة خمس سنوات نتيجة انتخابات حرة مباشرة تلاها انتخابه لفترة رئاسية اخرى.

ويعتبر الاقتصاد الأذربيجاني فى الوقت الحالى الأسرع نموا على مستوى دول وسط آسيا وبحر قزوين حيث تشهد جمهورية أذربيجان نهضة اقتصادية على مختلف المستويات وتتطلع إلى مستقبل زاهر لاستكمال بنائها ونهضتها الحديثة ذلك بفضل قيادتها الممثلة في فخامة الرئيس الهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان الذى تم انتخابه رئيسا لجمهورية أذربيجان في عام 2003م .

وتتمتع أذربيجان اليوم بجميع مقومات وخصائص الدولة المستقلة،حيث حصلت على اعتراف المجتمع الدولي بأكمله باستقلالها وسيادتها وتمكنت من الدخول في عضوية العديد من المنظمات والهيئات الدولية المرموقة مثل منظمة الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرها من الهيئات والمنظمات الدولية الأخرى وذلك لان أذربيجان بلد تسود فيه حرية الرأي وتمارس فيه حرية الأديان وقد كانت جمهورية أذربيجان دوما بعيدة عن الصراعات القومية والدينية فهي مكان للتسامح الديني الذي يدعو إلى حوار الأديان والحضارات بعيدا عن التعصب الديني .وقد تمكنت أذربيجان خلال الفتره الماضية من تاريخ استقلالها من إقامة علاقات الصداقة والتعاون مع العديد من البلدان وفي مقدمتها بلدان العالم الإسلامي، كما نجحت في اقامة علاقات جيدة مع جاراتها من دول الاتحاد السوفياتي وغيرها حيث يوجد فيها سفارات لأذربيجان في أغلبية هذه الدول، إضافة إلى عضويتها في منظمة الكومنولث المستقلة عن الاتحاد السوفياتي كما يوجد لأذربيجان سفارات في العديد ِمن الدول العربية والإسلامية.

وقد شهدت أذربيجان طفرة علمية كبيرة على مر العصور ابتداء من نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين حيث تم انشاء أول مدرسة للبنات في الشرق فى مدينة باكو، وأول دار أوبرا وأول مسرح حيث يعتبر فن المسرح جزء من البناء الثقافي لمدينة باكو فهي تزخر حاليا بالعديد من دور المسارح ودور الأوبرا والبالية حيث تعتبر هذه الفنون جزء من التركيبة الثقافية لسكانها، كما يوجد فيها حاليا توجها كبيرا واهتماما عاليا لتطوير المجالات الثقافية التعليمية وذلك من خلال تأسيس الكثير من المراكز التعليمية والمنشأت والمراكز الطبية والمستشفيات كما يوجد في أذربيجان العديد من الجامعات الحكومية وعددها اكثر من 20 جامعة بالاضافة الي العديد من الجامعات الخاصة، كما تعتبر باكو من أكثر مناطق أذربيجان جذبا للسياح حيث جمال الطبيعة والآثار القديمة المتعددة وابرز المناطق الآثرية المعروفة هي قلعة الفتاة.

كما تضم اقدم المساجد والكنائس والمعابد وهى جزء من العالم الاسلامى والاوروبى وتعمل كجسر حضارى بينهما . قد وكان يوم 8 فبراير من عام 2013 م هو يوم انتصار تاريخى لدوله اذربيجان فى مجال الفضاء وذلك لانه فى هذا اليوم قد تم أطلاق أول قمر اصطناعي أذربيجاني إلى الفضاء والذى يدل على ان دولة أذربيجان تتطور بسرعة كبيرة فى جميع المجالات. وتجدر الاشارة الى أن مشكلة الصراع مع أرمينيا حول اقليم ناجورنو كارباخ المحتل لم يجد حلا حتى الان فكما هو معلوم فإن منطقة ناجورنو قارباغ هي إحدى المناطق الأذربيجانية التي قام الحزب الشيوعي السوفيتي بمحاولات عديدة لفصلها وضمها إلى جمهورية أرمينيا نتيجة الضغط الأرمني على زعماء السوفييت.

وقد تم عقد المنتدى العالمى لحوار الحضارات والاديان فى أذربيجان والذى دعا الى مواجهة التطرف حيث اعلن الرئيس ألهامى علييف فى هذا المنتدى ان جمهورية اذربيجان تعد نموذجا لاحترام التعدد الثقافى والعرقى والدينى بين الشعوب حيث اوضح ان العالم يحتاج الى مناقشات مفتوحة من اجل تطوير ودعم قيم التعدديه واكد على أنه لابديل امام العالم عن القبول بتعدد الثقافات والحضارات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى