رأىسلايدر

تهنئة رئيس وزراء أرمينيا..ورقص “الأفاعى”!

استمع الي المقالة

بقلم: رئيس التحرير

ليس غريباً أن يتبادل ساسة العالم برقيات التهنئة فى شتى المناسبات الدينية والسياسية خاصة عندما تصب الأمور فى نصابها لقطف ثمار تواصل الحضارات وفض الصراعات لرفعة الإنسانية واحترام حقوق الشعوب مهما كانت الديانات والأعراق والجنس واللون..

أما الغريب.. بل الأكثر غرابة، أن أمسىت التهانى والبرقيات من قِبلْ غير المسلمين فى مناسبات كأعياد الفطر والأضحى المباركين عند المسلمين إنما فقط لإستقطاب قيادات العالم الإسلامي كرصاص تضرب به دول الجوار وسرقة حقوق الشعوب كما هو حاصل من سنواااااات كأرمينيا المعتدية المغتصبة لحق جمهورية أذربيجان فى إقليم ناجورنو كارابخ وقتلها للمسلمين وتشريد الأطفال وانتهاك حُرمات النساء وتعذيب كبار السن وحرقهم.

فبلا شك أن تهانى مسؤلى أرمينيا لعالمنا الإسلامى إنما تصب فى إطار “السُم فى العسل” على حساب الحق والعدل وحق الشعب الأذربيجانى!

فقيام رئيس وزراء جمهورية أرمينيا نيكول باشينيان بتهنئة قادة الدول المسلمة بمناسبة عيد الفطر المبارك إنما يُمثل أعلى درجة من النفاق التي تظهرها أرمينيا لأنه من الأولى أن تحترم أرمينيا حقوق الشعب الأذربيجاني المسلم كأحد الشعوب المسلمة والضارب بحذوره فى عمق التاريخ ومن الشعوب الأولى التى أعلنت إسلامها منذ الفتح الإسلامي الكبير.. وفضلاً عن عضويتها فى منظمة ورابطة العالم الإسلامي وحقها على سائر الأعضاء نُصرتها واستعادة حقوقها المسلوبة من جانب أرمينيا..أليس كذلك؟!

حتى المسلمين فى أرمينيا لم يسلموا من بطش النظام الأرمينى، فقيام الأرمن بطرد الآلاف من المسلمين قسرا من أراضي أجدادهم في أرمينيا، واحتلال الأراضي الأذربيجانية وإخضاع الأذربيجانيين للتطهير العرقي في هذه الأراضي، وارتكاب الجرائم ضد الإنسانية تجاه السكان المدنيين المسلمين، مثل مذبحة خوجالي ، وكذلك تدمير المساجد والآثار الدينية الإسلامية في الأراضي المحتلة – هذه هي أعلى درجات النفاق التي أظهرها زعيم الدولة المعتدية أرمينيا ضد الإسلام.

فإذا كان لرئيس وزراء أرمينيا نوايا حقيقية وخالصة لإظهار الاحترام للعقيدة الإسلامية وقيمها، فإنه سيتخذ ، قبل كل شيء، خطوات لاستعادة الحقوق الأساسية لمئات الآلاف من المسلمين الأذربيجانيين المطرودين من أراضيهم نتيجة للعدوان الأرميني.. لكن النشاط الاستفزازي لـنيكول باشينيان يظهر أنه بعييييييد عن مثل هذا النهج.

ولنذكِّر دولة أرمينيا المحتلة بالقرارات المتعلقة بالعدوان الأرميني على أذربيجان التي تتخذها كل عام في إطار منظمة التعاون الإسلامي من قبل نفس البلدان التي بعث لها رئيس وزراء أرمينيا برقية تهنئة عيد الفطر المبارك.

ينبغي على القيادة الأرمنية أن تظهر احترامها المزعوم للعالم الإسلامي والسكان المسلمين، ليس من خلال توجيه نداءات كاذبة، ولكن من خلال تلبية متطلبات القرارات التي اتخذتها هذه البلدان الإسلامية.

كلمة أخيرة.. إن عيون الشعوب الإسلامية يقظة ومن قبلها زعماء العالم الإسلامي وتعلم من الغاصب ومن المُغتَصبْ.. وعلى الآخر والآخر أن يدركوا أن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها جسد واحد.. فعن النعمان بن بشير – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله ﷺ: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى“..

من هنا، لن يفلح “رقص الأفاعى” مع “فراسة ومتانة جسد المسلم السليم ذو العقل السليم”.. فهيهات هيهات وإن طااااال الزمن!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى