مهند أبو عريف
مسقط – أكد الباحث البريطاني “جيرمي جونز” أن تأكيد السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان في خطابه الأول على ثوابت السياسة الخارجية العمانية التي أرست مبادئها النهضة المباركة في عهد المغفور له السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، يعكس النجاحات الكبرى التي حققتها الدبلوماسية العُمانية الماهرة في مساعدة أصدقائها وحلفائها في التعامل مع عدد من القضايا الإقليمية والدولية.
جاء ذلك فى محاضرة قدمها “جونز” بجمعية الصداقة العُمانية البريطانية تحت عنوان: “الجار الطيب.. حياة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه”.
وقال “جونز” إن طبيعة الأزمات الإقليمية المتعاقبة كانت أحد أسباب تعزيز رغبة الدبلوماسية العُمانية في فعل شيء للتخفيف من آثارها، وإن سياسة الإبقاء على قنوات الاتصال مفتوحة مع جميع الأطراف تطورت إلى اعتراف بإمكانية السلطنة في الانخراط بنشاط أكبر على نحو يؤدي إلى “دبلوماسية التيسير”.
وأوضح أن المبادئ الأساسية للخارجية العُمانية مستمدة من فهم خاص للجوار باعتباره مكاناً ومجموعة من العلاقات التي تعتمد على مستويات عالية من التعاون وشعور بالمصلحة الذاتية التي لا تتعارض مع مصالح الآخرين، داعياً إلى ضرورة إجراء مزيد من الدراسة المتعمقة للسياسة الخارجية العُمانية وما أوجدته من ثقة كانت الأساس لتلك التدخلات الدبلوماسية.
وتطرق المحاضر إلى الركائز الأساسية التي انتهجها السلطان قابوس طيب الله ثراه من أجل بناء السلطنة على المستويين الداخلي والخارجي، والجهد الذي بذله خلال السنوات الأولى من حكمه لضمان أمنها واستقرارها.
وأشارت المحاضرة إلى الدور الذي قام به السلطان الراحل في تطوير المؤسسات بالسلطنة “دولة المؤسسات”، منها إصدار النظام الأساسي للدولة عام 1996م الذي أخذ في الاعتبار تقاليد الشورى العريقة التي تعد من السمات الأساسية للحياة العامة والحياة السياسية للسلطنة بالإضافة إلى مجلسي الدولة والشورى، مؤكداً أن ثمرة هذه الثقافة تمثلت في الانتقال السلس في الحكم في شهر يناير الماضي عندما ثبّت الاجتماع المشترك لمجلس العائلة الحاكمة ومجلس الدفاع بحضور رئيسي مجلسي الدولة والشورى وأعضاء من المحكمة العليا، السلطان هيثم بن طارق سلطاناً لعُمان خلفاً للسلطان قابوس بعد أن قرر مجلس العائلة فتح رسالة السلطان الراحل وتثبيت من أشار إليه.
وتناولت المحاضرة تطور السياسة الاجتماعية في عهد السلطان الراحل والإنجازات التي تحققت على مختلف المجالات، وعلى رأسها الصحة والتعليم بالإضافة إلى الثقافة العُمانية والتزام السلطان الراحل بالثوابت الإسلامية المنفتحة والمتسامحة.
كما أعرب الباحث البريطاني جيرمي جونز عن تفاؤله في أن النهج الاستثنائي البالغ الأهمية الذي أوجدته النهضة المباركة سوف يدعم السلطنة بقيادة السلطان هيثم بن طارق.
يذكر أن جمعية الصداقة العمانية البريطانية تأسست عام 1991م بهدف تعميق العلاقات الوطيدة بين السلطنة والمملكة المتحدة وللترويج التجاري والشراكة وتبادل الاستثمارات بين البلدين.. كما أن البريطاني جيرمي جونز باحث في الدراسات العُمانية ومن ضمن مؤلفاته “الدبلوماسية العمانية” و”التاريخ الحديث للسلطنة”.