العاشر من رمضان … ذكرى الإنتصار
أميرة عبد الحكيم
رئيس وحدة دراسات المرأة والطفل بمركز الحوار
فى الذكرى السابعة والاربعين لانتصارات العاشر من رمضان، تحتفل مصر والعالم العربى بأسره بذكرى انتصار العزة والكرامة المجيدة على العدو الاسرائيلى الغاصب للارض وللوطن وللعرض، فى مثل هذا اليوم منذ سبع واربعين عاما ضحى جنودنا البواسل بأرواحهم ودمائهم الطاهرة فى سبيل استرداد الارض؛ أرض سيناء الغالية التى لا تزال نخوض حروبا من اجل استكمال تحريرها من الارهاب الاسود. فحينما تحل علينا هذه الذكرى الوطنية تعود الذاكرة إلى الايام شديدة السواد التى عاشها الشعب المصري والشعوب العربية عقب احداث نكسة 1967 حينما فقدنا اجزاء ممتدة من اراضينا، ليأتى العاشر من رمضان والسادس من اكتوبر ليمثل نقطة استعادة الكرامة والمكانة، نقطة استرداد الحقوق المغتصبة ورد الكيان الغاصب وكشف ادعاءاته الباطلة سواء تعلقت هذه الادعاءات بحقوق تاريخية او بتفوق عنصرى كما كان يقال عن حائط بارليف بأنه لا يقهر، ليحطم الجيش المصرى فى أول تصادم مباشر تلك الاسطورة الخرافية أمام فكر وقوة وعزيمة رجال الجيش المصرى.
وإذا كانت هذه الأحداث التى تطل علينا سنويا فى مناسبتين وطنيتين مهتين، نشحذ بها أذهان اطفالنا ونجدد بها الذاكرة الوطنية بأن هناك من قدموا اروحهم الطاهرة فى سبيل ان نعيش امنين ومطمئنين، فإنه من المهم أن نعى جيدا أن المعركة لم تنته، فإذا كان الاحتلال الاسرائيلي المباشر للأرض قد زال، إلا أن قوى الشر والعدوان واذنابها لن تترك لنا فرصة ان نعيد بناء ما تهدم وان نطور كل ما تأخر تطويره، فإذا بنا ندخل فى مواجهة مباشرة مع عدو غامض يوجه ضربات خسيسة غادرة إلى رجالات الشرطة والجيش، كما يوجه ضرباته إلى المؤسسات التنموية الهادفة إلى اعمار سيناء وعودة الحياة إلى ربوعها، حماية لها من ان تكون مرتعا لتلك التنظيمات الارهابية التى لا تحمل سوى الشر والضغينة والحقد على الشعب المصرى وقيادته التى تعمل ليلا ونهارا فى سبيل رفعة هذا الوطن. كما تسعى الدولة كذلك إلى الاستفادة من الكنوز الطبيعية والثروات المعدنية والمقومات الاثرية والسياحية التى تزخر بها سيناء شمالا وجنوبا ووسطا، بما يعود بالنفع على ابناءها وعلى جميع انحاء مصر.
نهاية القول إن ذكرى العاشر من رمضان وانتصار اكتوبر المجيد تفرض علينا أن نلتحم مع قواتنا المسلحة والشرطة ورجالهما الابطال، داعمين لهم بكل ما نملك حتى يتمكنوا من دحر هذا العدو الخائن الذى يسعى لاستقطاب شبابنا وتدمير وطننا وتفكيك دولتنا، فلنقف جميعا يد واحدة حتى تتمكن اجهزتنا الامنية من القضاء على فلول هذه التنظيمات الارهابية التى تأخذ من الدين –بلا وجه حق- سترا لتبرير جرائمها والتغطية على اهدافها السياسية واجندتها التكفيرية.