رأى

كورونا وأطفال الشوارع … الحماية المطلوبة

استمع الي المقالة

أميرة عبد الحكيم

رئيس وحدة دراسات المرأة والطفل بمركز الحوار

لا تزال تداعيات ازمة فيروس كورونا المستجد او كوفيد -19، تتزايد يوما بعد يوم، فاذا ما تراجعت فى منطقة ما برزت بقوة فى منطقة اخرى، ليصبح العالم كله فى كارثة صحية يبحث عن سياسات مختلفة وآليات متعددة لمواجهتها دوائيا واجتماعيا ونفسيا واقتصاديا. وقد غلب على التوجه العالمى تبنى حزمة من الاجراءات او السياسات تكاد تكون متطابقة مع بعضها البعض، تركزت اغلبها على الجانب الاحترازى او الوقائى من خلال اغلاق الحدود ومنع الطيران ووقف جميع الانشطة التعليمية والاجتماعية ومنع التجمعات مع اطلاق حملات توعية لكيفية الوقاية من هذا المرض، إضافة إلى تقديم المعونات والدعم إلى الافراد الذين تضرروا من وقف الانشطة الاقتصادية وغلق المحلات والمتنزهات.
والحقيقة ان الدول التى تراخت فى تبنى مثل هذه الاجراءات الاحترازية تحت أية دعاوى او مبررات عن اثار ذلك اجتماعا او اقتصاديا، تدفع الان الثمن غاليا من حياة مواطنيها. فى حين ان الدول التى استبقت الازمة بحزمة من الاجراءات الاحترازية وتعاملت بشكل منهجى وعلمى مع تبعات الازمة وتطوراتها نجحت فى الحد من تداعياتها بشريا واقتصاديا إلى حد مقبول.
ولكن فى خضم هذه الاحداث وتداعياتها لم تول بعض الحكومات اهتماما كبيرا لفئة مجتمعية محرومة من الخدمات ليس فقط فى وقت الازمة وإنما فى اوقات طويلة من العام، ألا وهى فئة اطفال الشوارع، هذه الفئة رغم المجهودات الحكومية المبذولة فى الحد من انتشارها والتعامل معها بأقصى درجات الجدية والاهتمام إلا أنها لا تزال موجودة أمامنا فى كثير من اشارات المرور وتحت الكبارى وإن كانت بمعدل اقل او بأعداد اقل مما سبق. إلا أن خطورة هذه الفئة فى تلك اللحظة او فى زمن هذه الازمة يبرز من خلال جانبين: الاول، أنه فى ظل ضعف الخدمات او الرعاية الصحية لهؤلاء الاطفال يصبحون مصدرا خطرا لنقل العدوى وتفشيها. الثانى، يمكن استغلال اوقات الحظر فى ارتكابهم بعض جرائم السرقة خاصة فى المناطق البعيدة عن الشوارع الرئيسة وتمركزات الشرطة.
ومن ثم، فاذا كانت ازمة اطفال الشوارع قد نجحت الدولة خلال الاعوام الماضية من خلخلة كثير من ابعادها وتفكيك كثير من شبكاتها، فإن الخوف ان تترك الازمة الصحية الراهنة تداعياتها او اثارها لعودة تفاقم اوضاع هؤلاء الاطفال، فثمة جرس انذار ألا تغفل الدولة ممثلة فى وزارة التضامن الاجتماعى وبالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدنى العاملة فى هذا المجال قضية اطفال الشوارع، بل المطلوب هو الاستمرار فى النهج المتبع فى مواجهتها والقضاء عليها حفاظا على المجتمع صحيا وأمنيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى