بالتعاون مع الأمم المتحدة وآخرين.. الجامعة العربية تطلق مباردة “قصتي مع الكورونا”
أشرف أبو عريف
في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها المجتمعات في جميع أنحاء العالم منذ انتشار فيروس “كوفيد 19” و اعتباره وباءً عالمياً له تبعات سلبية وآثار وخيمة على كافة مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية وهو وضع قلما يتكرر في تاريخ البشرية، ونظراً لما أوضحته المؤشرات الأولية لانتشار الفيروس بأن الآثار السلبية له قد انعكست على النساء بشكل أكثر حدة بسبب ما تواجهه النساء من تفاقم لكافة أشكال التمييز ضدهم و تضاعف حجم المشكلات الناتجه عن تعمق فجوة عدم المساواة بين الجنسين في مثل هذه الظروف الغير اعتيادية ، كما كشفت الأزمة أيضاً عن عدم جاهزية بعض المجتمعات للقيام بالمشاركة الاجتماعية بشكل يهدد المكاسب المحدودة التي حققتها المرأة خلال العقود الماضية.
وفي هذا الإطار ، ارتأت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية-قطاع الشؤون الاجتماعية-إدارة المرأة والاسرة والطفولة أهمية إطلاق مبادرة “قصتي في زمن الكورونا” بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، ومنظمة الصحة العالمية، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وهي مبادرة عربية-أممية لتوثيق قصص السيدات في الوطن العربي خلال فترة انتشار فيروس كورونا.
وصرحت السفيرة هيفاء ابوغزالة الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية , رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية أن المبادرة تهدف إلى إلقاء الضوء على الدور الحيوي والأساسي الذي تلعبه النساء في مواجهة تفشي الفيروس، ووجودهن في الصفوف الأولى لحماية المجتمع ، خاصة وأن النساء يشكلن 70% من نسبة العاملين في قطاع الرعاية الصحية، وهن المتحملات لأعباء الرعاية الأسرية بشكل أساسي ، كما أنهن الأكثر تأثراً اقتصادياً بسبب انخراطهن بنسبة أكبر في قطاع العمل الغير نظامي ، بالإضافة إلى وجود نسبة كبيرة من النساء هن المعيلات لأسرهن، وبالرغم من ذلك وفي كثير من الاحيان تضاعف العنف المنزلي ضد المرأة خلال فترات الحجر الصحي، إضافة الى ما تواجهه النساء اللاجئات والنازحات اللواتي يشكلن النسبة الأكبر من اللاجئين والنازحين الذين يعانون نتيجة انتشار فيروس كورونا من صعوبة الوصول إلى الخدمات الاعتيادية.
وفي إطار تفعيل مبادرة “قصتي مع الكورونا” ، قامت الأمانة العامة بتحديد هاشتاج #إحكي_قصتك ونشره من خلال الموقع الالكتروني للأمانة العامة وأيضاً على مواقع التواصل الاجتماعي لحث السيدات على مشاركة قصصهن خلال هذه الفترة، حيث تسلط المبادرة الضوء على المواقف المتميزة والشجاعة للنساء في كافة الدول العربية في مواجهة فيروس كورونا ، وكذلك تسجيل الظروف القاسية التي يمرون بها في ظل الضغوط الاجتماعية والاقتصادية المتزايدة وكذلك الجوانب الإيجابية التي قد تنتج عن هذه الجائحة وما تسببت به من عزلة اجتماعية وتواصل اسرى غير مسبوق.