سلايدر

بعد قطع العلاقات بين السعودية وإيران.. هل تشهد المنطقة حربا مسلحة بين السنة والشيعة؟

استمع الي المقالة

876153331451829448

أقل من 48 ساعة على تنفيذ المملكة العربية السعودية حكم الإعدام في حق القيادي الشيعي آية الله الشيخ نمر باقر النمر، ضمن قائمة إعدامات ضمت 47 إرهابيا، إلا أن الأحداث التي وقعت في تلك الفترة القصيرة جدا، لن تمحى من تاريخ العلاقات “السعودية- الإيرانية”، والمصابة بالتوتر من قبل وقوعها.

ففور إعلان المملكة العربية السعودية عن إعدام “النمر”، خرجت إيران بتهديد صريح لـ”آل سعود”، حيث اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري، السعودية بدعم الإرهاب، زاعما “مساندة الحكومة السعودية الإرهابيين والمتطرفين التكفيريين، بينما تعدم وتقمع المنتقدين داخل البلاد، وستدفع ثمناً باهظاً على هذه السياسات”، ثم خرج عضو مجلس خبراء القيادة في إيران آية الله أحمد خاتمي ليقول: “هذه الأحكام لها تداعيات ربما يكون من شأنها إسقاط أسرة آل سعود الحاكمة”، كما أوصت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي الإيراني، وزارة خارجية البلاد بإعادة النظر في العلاقات مع السعودية، علاوة على مطالبتها بتخفيض العاملين في السفارة بـ”طهران”.

على الجانب الآخر، استدعت السعودية السفير الإيراني بالرياض وسلمته مذكرة احتجاج حيال التصريحات الإيرانية العدوانية تجاه أحكامها الشرعية، لتظهر إيران وجه آخر، عندما اقتحم عناصر من ميليشيات “الباسيج” التابعة للحرس الثوري الإيراني، مساء أمس، القنصلية السعودية بمدينة “مشهد” في محافظة “خراسان” شمال شرق إيران، وأشعلوا النيران بقسم من المبنى، ليخرج الشيعة في مظاهرات بطهران والبحرين والقطيف ضد السعودية، وتستهدف السفارة السعودية بالعراق بصاروخ، فيما خرج حلفاء السعودية لإدانة التجاوزات الإيرانية، فأدان مجلس التعاون الخليجي الاعتداءات الإيرانية ضد السفارة السعودية في طهران، واستدعت الإمارات السفير الإيراني وسلمته مذكرة احتجاج بشأن التدخل في الشأن السعودي، والاعتداء على المقرات الدبلوماسية، ليخرج الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، حليف إيران الأكبر بالمنطقة بعد بشار الأسد، ليهاجم السعودية.

وأمام حرب التصريحات المشتعلة بين الجبهتين “السنية” بقيادة المملكة العربية السعودية، و”الشيعية” بقيادة إيران، ووسط نيران حرب كامنة تحت الرماد، على إثر التوترات بين المحورين “السني” و”الشيعي” في سوريا والعراق، والوضع المشتعل في اليمن في ظل الحرب الدائرة بين التحالف العربي والحوثيين، وقرار الرياض الأخير بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران وطرد الدبلوماسيين الإيرانيين من الأراضي السعودية، أصبح التساؤل الآن: “هل تشهد المنطقة العربية حربا مذهبية مسلحة بين السنة والشيعة في الفترة المقبلة؟”.

الدكتور مدحت حماد، الباحث في الشؤون الإيرانية، يؤكد أنه بالرغم من الأزمة التي حدثت بالسفارة السعودية في إيران وما تحمله هذه الأزمة من تبعات، فإن عملية ضبط النفس ستكون هي الحاكمة بالنسبة لكل من السعودية وإيران، مشيرا إلى أن المقصود بضبط النفس ألا تصل الأمور لصدام مسلح بين البلدين، لأنه لو حدث مثل هذا الصدام ستشتعل المنطقة كلها.

واستبعد حماد، حدوث حرب “سنية- شيعية” في المنطقة، لأنه في حال حدوث مثل هذه الحرب، بحسب تفسيره، فهذا يعني أنها ستحدث بين طرفين “مصر ودول الخليج في كفة” و”إيران والعراق وسريا ولبنان في كفة ثانية”، وهذا يعني القضاء التام على ما تبقى من قدرات عربية إسلامية، ولذلك فقيادات هذه الدول لن تصعد بالأزمة لمرحلة الصدام المسلح بين السعودية وإيران أو بين المحور السني والمحور الشيعي.

وعن توقعاته للأزمة الحالية وإلى أي مدى ستصل، قال: “تطورات الأزمة قد تصل إلى مرحلة قطع العلاقات بين السعودية وإيران، بل قد تمتد لقطع العلاقات بين إيران وكل دول الخليج ما عدا قطر، وهذا ليس أمر هين، فقطع العلاقات بين كل دول مجلس التعاون الخليجي وإيران يعني أزمة اقتصادية تمس الطرفين، لأن حجم التبادل التجاري بين الإمارات وإيران مثلا يصل إلى 20 مليار دولار على الأقل، بالإضافة إلى الكويت وعمان، وهنا قد تدخل المنطقة في أزمة اقتصادية طاحنة”، كما أشار إلى إمكانية توظيف إيران الشيعة في المنطقة، وخاصة البحرين والسعودية لعمل توترات داخلية في الخليج والملكة العربية السعودية.

أما السفير رخا حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، فيرى أن الأزمة ستأخذ مجراها الإعلامي والسياسي والدبلوماسي، ولكنها من الصعب أن تمتد إلى أبعد من ذلك، مشيرا إلى إمكانية استغلال بعض العناصر المتطرفة من الجانبين لإشعال الأزمة بين الدولتين.

وحول إمكانية قيام “حرب سنية- شعية” في المنطقة، قال: “الحرب قائمة في سوريا، وهي حرب بالإنابة، كما أنها قائمة في العراق أيضا، وهناك تفجيرات متبادلة بين السنة والشيعة، وهو ما يحدث أيضا في باكستان، وهي موجودة بشكل مختلط في اليمن، لأن أساس الأزمة في اليمن ليس الحوثيين فقط، وإنما علي عبد صالح أيضا، فهي أزمة سياسية في الأساس، لكن نخشى أن ينتقل هذا ليشمل المنطقة كلها، لأن هذا ما تريده الولايات المتحدة الأمريكية، ونتذكر وقت أن كانت كونداليزا رايس وزيرة للخارجية الأمريكية، وعرضت على مصر وسوريا عمل تحالف سني وآخر شيعي، ورفض الأمر وقتها، ونأمل ألا يتجدد، لأن هذا سيعود بنا إلى القرون الوسطى، وزمن الحرب بين أبناء الدين الواحد، كما حدث بين الكاثوليك والبروتستانت في أوروبا”.

وأشار رخا حسن إلى وجود مصالح أمنية واقتصادية ضخمة بين الخليج وإيران، والجميع يعلم أن إيران جزء لا يتجزأ من الخليج، معربا عن أمله في أن تنتهي الأزمة سريعا، خاصة أن هناك مؤتمرا خاصا بـ”سوريا” نهاية الشهر الحالي، ونتمنى أن تتلاشى الخلافات سريعا قبل انعقاده.

* المصدر: الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى