60 مليار خسائر.. وزعزوع يتجاهل لقاء السفير الايرانى لتنشيط السياحة المصرية؟!
25 يناير، 2015
338 2 دقائق
استمع الي المقالة
أشرف أبو عريف
يبدو أن بعض وزراء الحكومة دخلوا فى غيبوبة طويلة الأمد.. ويبدو أن هؤلاء لا يعرفون أن المعايير القومية لأى دولة حريصة على انعاش اقتصادها هى أن يتمتع وزراءها بــ”القدرة على حُسن التصرف.. وتحمُّلْ المسؤلية”، لكن على مايبدو أن وزير السياحة المصرى لم يسمع عن هذين العنصرين الأساسيين لتنشيط السياحة المصرية التى وصلت إلى أسوأ معدلات التراجع بسبب افتقار القائمين عليها لما سبق ذكره بالاضافة إلى الافتقار للابتكار والابداع..
فرغم ارتفاع خسائر قطاع السياحة إلى 60 مليار جنيه خلال 3 سنوات طبقا لما نشرته صحيفة “الأهرام”، طلب سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية بالقاهرة “لقاء” وزير السياحة المصرى هشام زعزوع، إلا أن الأخير تجاهلالطلب ولم يتصل بالسفير لتحديد موعد أو لشكره على حرص ايران على القيام بدورها تجاه الشقيقة مصر المتعثرة اقتصاديا.. حتى لم يتصل للاعتذار عن عدم اللقاء وتجاهل الطلب تماما!!!!!
ويبدو أن الوزير لا يدرى بمطالب الخبراء والمختصين بضرورة تكاتف الجهود لتأكيد الاستقرار السياسى والأمنى، لبدء انطلاقة جديدة، خاصة بعد رفع العديد من الدول حظر سفر مواطنيها إلى مصر.يأتى هذا فى الوقت الذى يؤكد فيه الخبراء على ضرورة إعادة هيكلة مكاتب التنشيط السياحى الخارجية، لدعم دورها فى جذب السائحين إلى مصر، وكذلك وقف هروب العمالة المدربة إلى الخارج، بعد هجرة 4 آلاف مرشد سياحى.وأشاروا إلى أن السياحة كانت تدعم الدولة بنحو 15 مليار دولار سنويا قبل ثورة يناير، أى بواقع 1.2 مليار دولار شهريا.
وكم أكد الرئيس السيسى على أن مصر تفتح أبوابها لكل السائحين من كافة أرجاء العالم شيوعيين واشتراكيين ومسيحيين ويهود، إلخ فى اطار الاحترام المتبادل بين مصر وسائر دول العالم، ولكن يبدو أن الوزير لم يعلم آخر الإحصاءات التى كشفت عن توقف وشلل تام لــ 275 فندق عائم عن العمل، وأصبح متوسط إنفاق السائح يوميا 16 دولارا فقط، وهو ما يمثل أقل معدلات الإنفاق على مستوى العالم، ويعادل ثمن فنجان قهوة فى فنادق فرنسا لأن أصحاب الفنادق المصرية مجبرون على ذلك لأن لديهم حدا أدنى من الإنفاق لابد من تحقيقه.
وأعتقد أن الوزير ليس لديه فكرة بالجهود التى تبذلها وزارة الخارجية لرفع حظر السفر إلى مصر من كثير من الدول، وأحدثها روسيا وإيطاليا وقبرص، منحت السياحة قبلة الحياة من جديد لتبدأ فى التعافى.
ويبدو أن زعزوع لا علم له بأن محمد أيوب رئيس شعبة الفنادق العائمة باتحاد الغرف السياحية صرح بأن الفنادق العائمة مازاليعمل منها خمسة فقط من إجمالى 280 فندقا، بنسبة إشغال لا تتجاوز 5%، مشيرا إلى أن هناك تحديات كبيرة تواجه القطاع، أبرزها هروب العمالة المدربة.
ويبدو أن الوزير لايدرى أن هناك 4 آلاف مرشد سياحى هاجروا، من أصل 17 ألف، على مستوى الجمهورية طبقا لما صرح به معتز السيد، نقيب المرشدين السياحيين، مشددا على أن ما تمر به السياحة حاليا هو الأزمة الأكبر فى تاريخها.
ويبدو ان زعزوع لا يعرف أن تطبيق حظر التجوال فى سيناء وباقى أنحاء مصر عبر السنوات الثلاث الماضية أثر بشكل كبير على القطاع، خاصة السياحة العربية التى خسرنا 70% من دخلها.
ولا شك أن التشخيص السليم للمرض بواسطة حكيم ماهر، تظهر بوادر ايجابية من أول جرعة.. ومع توالى الجرعات يتعافى المريض بسبب فلسفة اسمها ” الابتكار والابداع واستقلالية القرار”.. أما الأيادى المرتعشة فهى معنية فقط بالسير عكس الاتجاه ضاربة عُرض الحائط بحياة كريمة للأسرة المصرية..
فمن الطبيعى أن سياسة وزارة السياحى بها سُمُُّ قاتل! فهل من نقطة نظام..واعادة هيكلة الحكومة وتهجينها بعناصر شابة؟!