رأىسلايدر

كوفيد 19..دول المنااااال.. إلى أين المصير؟!

استمع الي المقالة

د. حذامى محجوب

انطلق الانقسام بين دول شمال أروبا ودول جنوبها، خلال أزمة الديون في منطقة اليورو في سنة 2010.

ويتعمق سيناريو الأزمة الحادة كل يوم أكثر داخل الاتحاد الأوروبي ،الذي أصبح مقسما بكل وضوح على أساس الاستجابة أو عدمها الى المطالب الاقتصادية المشتركة لمواجهة عواقب وباء Covid-19، وسيجتمع وزراء مالية منطقة اليورو يوم الثلاثاء 7 أبريل، عن طريق الفيديو كونفرانس، من أجل إيجاد أرضية مشتركة ، قبل اجتماع مجلس رؤساء الدول والحكومات المقبل.

ويبدو أن الانقسام بين دول الشمال(ألمانيا وهولندا والنمسا …) ودول الجنوب (إيطاليا وأسبانيا وفرنسا ) ، الذي كاد أن يفجر الاتحاد الأوروبي في سنة 2010، أثناء أزمة الديون في منطقة اليورو وإنقاذ اليونان ، يعود إلى الظهور بقوة هذه الأيام.

وصرح جاك ديلورز يوم 28 مارس قائلا “لقد عاد الميكروب”. وهذا ما دفع الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية، جاك ديلور، إلى وصف الموقف الألماني والهولندي بأنه “أنانية كبيرة”. وخرج بعده وزير الخارجية الألماني السابق، يوشكا فيشر، ليصرّح أن موقف الدول الشمالية “مصدر خطر على وجود الاتحاد ذاته”. وفي خروجه من صمته ، شجب الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية ، البالغ من العمر 94 عامًا، “خطرًا قاتلًا” للمشروع الأوروبي إذا أثبتت الدول الأعضاء أنها غير قادرة على إظهار تضامنها مع بقية البلدان الأروبية. وحذر رئيس البرلمان الأوروبي الإيطالي ديفيد ساسولي من أنه “بدون تضامن ، تنهار العلاقات وأسباب التواجد معا”.

فهل سينهار الاتحاد الأوروبي الذى هو منااااااال لسكان العالم النامى؟ هل سترجع أروبا الى مفهوم الدولة القومية ؟ وماهي تداعيات ذلك على الاقتصاد؟

أين هذه المناعة التي أظهرها الاتحاد الأوروبي في وجه الخطوب السياسية والعسكرية التي واجهها عبر تاريخه ؟ هل هو في طريقه إلى الانهيار بسبب جائحة كورونا الحالية ؟ هل أن امتعاض روما خاصة وبلدان جنوب أروبا من طريقة استجابة المؤسسة الأوروبية، وتعاطيها مع الجائحة الأخيرة كاف لزعزعته ؟هل كشف تفشي الفيروس عن وجه العملة الآخر الأكثر تشرذماً في العلاقات الأوروبية، مقابل ذلك الوجه الذي كان يُرَوّج له من التعاضد والتماسك بين أعضائه؟

يبدو أن هذا الفيروس الذي لايُرى بالعين المجردة ستكون نتائجه ماكروفيزيائية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى