المرأة والسلام فى أفريقيا
أميرة عبد الحكيم
رئيس وحدة دراسات المرأة والطفل بمركز الحوار
مع اقرار قمة الاتحاد الإفريقى التى عقدت فى فبراير 2020 لهيكل مركز الاتحاد الافريقى لإعادة الاعمار والتنمية والمزمع انشاؤه فى مصر، تتأكد الرؤية المصرية الرامية إلى انهاء العنف والصراعات فى قارة عانت الكثير من الاستعمار والاستغلال لمواردها وقدراتها، وضرورة البدء فى البناء التنموى الذى يعزز أمن الشعوب واستقرارها فى مواجهة الخطر الجديد المتمثل فى التطرف والارهاب بأشكاله المختلفة وانتماءاته المتعددة.
والحقيقة أن نجاح هذا المركز فى تحقيق أهدافه يتطلب أمرين مهمين: الاول، اتباع منهج كلى كما اشارت إلى ذلك السفيرة نميرة نجم المستشار القانونى للاتحاد الأفريقى، بحيث يجمع بين عدة تدابير من بينها دعم عمليات السلام؛ تبادل المعلومات، الاستخبارات، استجابة سريعة للأزمات الإنسانية، تنفيذ أنشطة إعادة الإعمار والتنمية بعد انتهاء الصراع، تسريع التنمية الاجتماعية والاقتصادية، توفير تعليم مخصص لمواجهة انتشار الأيديولوجيات الإرهابية بين شبابنا، ومؤثرات الكراهية والأمر الحاسم هو محاسبة الناس على الجرائم التي يرتكبونها ليكونوا رادعا في المستقبل وتوفير ملاذ للضحايا. أما الامر الثانى، يتعلق بأهمية دور المرأة فى بناء المجتمعات ما بعد الصراعات، نظرا للدور الذى تلعبه المرأة فى هذا الخصوص سواء من خلال معالجة قضايا المصالحات المجتمعية، او المساهمة فى حل الازمات الانسانية.
وغنى عن القول إن البعد الثانى فى نجاح المركز يعد محورا مهما يحتاج إلى مزيد من تسليط الضوء على كيفية انخراط المرأة فى عملية السلام وحل الصراع، فإذا كانت المرأة هى أكثر الفئات دفعا لثمن الصراع سواء من خلال الاعتداءات المستمرة عليها او من خلال تضحيتها بابنائها فى هذه الصراعات، وبالتالى هى الاكثر وعيا بخطورة هذه الصراعات والاكثر حرصا على تسويتها حقنا للدماء ودفعا للتقدم.
ومن ثم أضح من الاهمية أن تكون ضمن هيكل المركز المزمع تأسيسه وحدة او ادارة معنية بدور المرأة فى عمليات تسوية النزاعات واعادة الاعمار، تتولى هذه الوحدة القيام باعداد الدراسات والبحوث عن طبيعة كل نزاع وحجم انخراط المرأة فى تفاصيله مع طرح الرؤى والاستراتيجيات الكفيلة بتعظيم دورها فى حل هذا الصراع.