د. حذامى محجوب
يسمح التعديل الدستوري الذي تم إقراره يوم الثلاثاء 10 مارس 2020 في مجلس الدوما للرئيس الروسي بالترشح لفترتين جديدتين، في حين أنه كان سيغادر السلطة في سنة 2024.
باسم “الاستقرار” ، تمكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين البالغ من العمر 67 عامًا، والذي ظل في السلطة لمدة عشرين عامًا، من التشريع لنفسه البقاء فيها مستقبلا لمدة ستة عشر عامًا أخرى . ففي يوم الثلاثاء الموافق 10 مارس، تبنى مجلس الدوما ، مجلس النواب في البرلمان الروسي ، بأغلبية ساحقة 380 صوتًا على 450، تعديلًا دستوريًا يهدف إلى تفويض رئيس الدولة بالسعي لفترتين جديدتين فور نهاية ولايته الحالية ، والتي تنتهي في عام 2024.
لكن مازال هذا الإصلاح يحتاج إلى موافقة المحكمة الدستورية ، وكذلك الناخبين ، الذين سيُطلب منهم الإدلاء بأصواتهم في “تصويت شعبي” في 22 أبريل ،لكن لا يشكل أي من هذه الإجراءات عقبة أمام السيد بوتين ، الذي يسيطر على جميع أدوات السلطة تقريبًا ولا يتسامح مع أي معارضة حقيقية.
إذا وقع تنفيذ هذا التعديل فعلا سيكون هذا الترتيب تاريخيًا حقًا لأنه سيسمح لفلاديمير بوتين بالبقاء على رأس روسيا لفترة أطول من جوزيف ستالين والتقاعد في سن 83 ، ويكون بذلك أكبر من ليونيد بريجنيف.
هنالك عدد قليل من القادة في العالم ، مثل فيدل كاسترو ،الذي بقي تسعة وأربعون عامًا على رأس كوبا وروبرت موغابي،سبعة وثلاثون عامًا على رأس زيمبابوي، فقط يمكنهم التباهي بأنهم بقوا أطول من بوتين.
لقد عدل فلاديمير بوتين عقارب الساعة من جديد ووضعها على الساعة ” الصفر” – هذا هو التعبير الذي اختارته حاشية الرئيس حين أطلقوا في 15 يناير، مبادرة الإصلاح الدستوري ، لقد وضع السيد بوتين العديد من الفرضيات ، بما في ذلك تلك المتعلقة بتعزيز البرلمان وإنشاء مجلس دولة والذي كان من المحتمل أن يتولى زمام الأمور فيه.
قد كانت هناك فكرة دارت بين الأوروبيين ، وقد رجحت “نموذج نزارباييف” ، الذي يحمل اسم زعيم كازاخستان الذي سلم السلطة لرئيس جديد مع الاحتفاظ بمركز في جهاز الدولة. ولكن يبدو واضحا أن الرجل الذي بدا لفلاديمير بوتين الأكثر ملائمة لخلافته ، هو فلاديمير بوتين نفسه . ويبدو كذلك أن لا أحد غير المراقبين الروس قد فهم حقًا ما كان ينويه الرئيس الروسي : السيد بوتين لا يمكن أن يكون الا في قلب السلطة لا غير مع زيادة تكثيف كل السلطات حوله.