فقط خُطة الشعب الفلسطيني.. لتنتصر
بقلم: سري القدوة
سفير النوايا الحسنة فى فلسطين
إن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تتكشف خطورتها لأنها تتنكر لكل الحقوق الفلسطينية ولا تعترف بالشعب الفلسطيني وتتعامل وفق نموذج قائم على محاولة إيقاع الهزيمة بالفلسطينيين ليستسلموا ثم يرضخوا لسياسة الاحتلال متناسين ان هذا الشعب لا يوجد فيه من يستسلم وان شعب فلسطين لا يعرف الهزيمة أو الاستسلام أو يقبل بأي مبادرة لا تحقق الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية العادلة، وإن صفقة القرن بشكلها وأسلوب تداولها وطرحها لم تكن للتفاوض وإنها صفقة جاءت للتنفيذ والتطبيق من طرف الاحتلال وبحماية كاملة من ادارة ترامب ومنحهم الحق بضم الأغوار الفلسطينية والقدس ومناطق أخرى فورا وهذا ما عملت على تنفيذه سلطات الاحتلال من خلال تشكل لجنة أميركية إسرائيلية لرسم خرائط الضم بالشكل النهائي.
ان اوجه العمل على تطبيق ما يسمى صفقة القرن وفرضها بالقوة والهيمنة والتنكر للحقوق الفلسطيني سيكرس واقع احتلالي جديد ويعيد المنطقة الي دوامة العنف القائم وان اجهزة الاحتلال ومخابراته من يتحملون المسؤولية جراء تلك السياسات التي اقحموا المنطقة فيها فهم يريدون فرض واقع بالقوة المسلحة وبالعدوان والاحتلال وان هذا الامر لا يصنع سلاما بل يولد العداء ويكرس الكراهية والعنصرية فشروع الاحتلال اتخاذ خطوات لتنفيذ صفقة القرن والإعلان عنها يعنى انه مصر على توسيع دائرة الارهاب والممارسات الارهابية ضد الشعب الفلسطيني وهذا يشمل الحرب والعدوان الهمجي على المؤسسات الفلسطينية القائمة وإغلاقها وملاحقه أي انشطة تابعة للمنظمة والسلطة وخاصة في القدس المحتلة وإغلاق كل المؤسسات التي تقدم خدمات اجتماعية وصحية تطبيقا لما يسمى صفقة القرن والشروع في رسم خرائط جديدة للتوسع الاستيطاني وفقا لما منحه ترامب للاحتلال وان هذا المسلسل بدا تنفيذه بنقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لدولة الاحتلال وإيقاف كل المساعدات للأونروا وكذلك وقف التمويل للحكومة الفلسطينية.
ان هذه المؤامرة البشعة والشنيعة ليست أكثر من مذكرة تفاهم ومؤامرة تم رسمها بين نتنياهو وترامب، ولا يمكن اطلاق عليها خطة سلام بين الشعب الفلسطيني والإسرائيليين وإن الصفقة تمنح الاحتلال التنفيذ الفورى للصفقة بينما تتجاهل أي حقوق للشعب الفلسطيني وتوضع شروط استباقية قبل تطبيق أي تفاهمات على ارض الواقع وسوف يتم النظر لاحقا بما يخص الجانب الفلسطيني ليعمل وليكون مؤهلا لذلك خلال أربع سنوات وبشروط بعد القبول والاعتراف بالاحتلال كدولة يهودية وأن يكون سلوكه جيدا وفق المعايير الامريكية والإسرائيلية الجديدة وأيضا يجب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال.
ان الشعب الفلسطيني ماض بروح الوحدة والإصرار وإرادة التحدي وعهد الرئيس ياسر عرفات وعبارته المشهورة التي عبر من خلالها عن رفض شعبنا لكل المؤامرات التي يحاولون فرضها على الشعب الفلسطيني اثناء حصاره من قبل سلطات الاحتلال حيث قال عبارته الشهيرة بان خطة واحدة ستنتصر هي خطة الشعب الفلسطيني متحديا تلك العنجهية التي يمارسها الاحتلال والعدوان الظالم على شعب فلسطين لمحاولة اقلاعه من ارضه وفرض الحلول الاستسلامية والنيل من صموده وإصراره وعزيمته وقدرته علي صنع التغير المطلوب في معادلة الصمت والتخاذل وتلك المؤامرات التي تستهدف وجوده واليوم يخرج شعب فلسطين في جميع اماكن تواجده بالداخل والضفة وغزة والقدس وفي اماكن الشتات ليقول ويردد بأعلى صوت نرفض مؤامرات التصفية الامريكية ولا لصفقة القرن وان صفقة القرن ولدت ميتة ولا يمكنها ان تنال من الشعب الفلسطيني.