القديس الجلاصي1 التونسي مؤسس عيد الحب
د. حذامى محجوب
يحتفل الناس في كافة أرجاء العالم اليوم بعيد الحب Saint valentines ، ويتسارع المحبون الى تقديم الهدايا كعربون محبة وتعلق بالمحبوب وتزدان واجهات المحلات بالسلع المنمقة التي تتناسب مع هذا العيد ، ولكن ما هو أصل هذا العيد؟
يبدو أن القديس الجلاصي الأول Gelasius I هو الذي أطلق عيد الحب عالميا من روما منذ آلاف السنين. وقد أصبح عيد الحب اليوم هو عيد جميع المحبين في جميع أنحاء العالم وهل أروع من المحبة بلسما في عصر انتشرت فيه ثقافة الضغينة و الحقد ؟ عيد الحب أو يوم القديس فالانتان Saint -Valentines هو عيد اي مناسبة وذكرى يحييها الانسان كل سنة للتذكير والاعتبار . فأما التذكير فتتعلق بما كان يلقاه المسيحيون الأوائل من اضطهاد من روما الوثنية ولا سيما في الشرق العربي وفي الشمال الافريقي حيث انتشرت المسيحية عقيدة دينية وثقافة مقاومة للاستعمار الروماني . وأما الا عتبار فهو أن عيد الحب قد حل مكان عادة رومانية فاسقة سموها عرس الذئاب les lupercales وهو إحياء سنوي لأسطورة الذئبة التي تخلت عن صغارها لترضع رومولوس مؤسس روما على ما يسطر فيرجيل VIRGILE ،وما كان لروما وقد اعتنقت الديانة المسيحية أن تبقي على هذه التظاهرة التي أصبحت أقرب الى الخرافة .ولذلك اتخذ البابا الجلاصي الأول Gelasius I وقد أصبح سيد روما والقسطنطينية معا وهو تونسي أمازيغي “جلاصي ” ويوجد هذا اللقب العائلي في تونس الى اليوم ” وقد اتخذ قرارا بحذف احتفالات عرس الذئب التي لم تزل موجودة في الأساطير التونسية ، “في فبراير عادة ما تنزل المطر والشمس مشرقة فيسمي التونسيون ذلك عرس الذئب ” وقد حذف الجلاصي 1 هذه العادة ليعوضها بعرس الحب الطاهر و سماه باسم القديس فالنتان لأن هذا القديس قد قتله الرومان في يوم 14 فبراير باعتباره كان على ماتذكر بعض المصادر يزوج الشبان المسيحيين على شريعة عيسى بدل القانون الروماني .. وللتذكير فإن القديس الجلاصي الثاني هو الذي حدد للمسيحيين حتى اليوم طقوسهم وأعيادهم والأهم من ذلك هو الذي أخرج النسخة الرسمية للأناجيل الأربعة المتوارثة حتى اليوم وفصلها عن الأناجيل المنتحلة أو المحرفة التي كان المسيحيون يتعبدون بها عن جهل ..
ان الجلاصي الأول في المسيحية يقوم بشكل ما مقام الخليفة عثمان ابن عفان ، فالجلاصي الأول قد حدد للنصارى الأناجيل الأربعة ، أما عثمان بن عفان عليه السلام فقد أهدانا نحن المسلمين النص القرآني الصحيح بجمعه وحفظه .وبالإضافة الى ذلك كله كان القديس الجلاصي الأول هو أول من وضع للانسانية وثيقة رسمية واضحة يحدد فيها خطوط الفصل بين السلطة الدينية والسلطة السياسية حتى لايختلط الديني المطلق بالدنيوي النسبي فيدنس الدين وتفسد السياسة . وذلك في رسالة بعث بها الى امبراطور القسطنطنية اي بيزنطا الروم والاغريق واسطنبول المسلمين اليوم ..لذلك حق لكل انسان في العالم أن يعتبر تخصيص الحب باحتفال سنوي شكلا من أشكال النضال من أجل نشر قيم المحبة والتسامح من ناحية كما يحق لنا نحن التونسيون والتونسيات أن نفتخر بان يكون ضمن أحد اجدادنا وضمن أحد الحضارات الوافدة على بلادنا عبر التاريخ مصدرًا وأصلا لتلك الثقافة ومعينا لتلك الروح التائقة للخير توقا والتي أضاف لها الاسلام خيرا على خير بحلوله ببلادنا باعتباره دين الخير والمحبة والسلام.