“خلية” المختطفين في ليبيا..تبرير.. أم مرهمة.. أم شعور بالذنب ؟!
20 يناير، 2015
773 3 دقائق
استمع الي المقالة
تعليق: رئيس التحرير
صرح المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية أنه في إطار التحركات والاتصالات المستمرة التي تقوم بها وزارة الخارجية بالتنسيق والتعاون الكامل مع أجهزة الدولة المعنية في إطار خلية الأزمة التي وجه السيد رئيس الجمهورية بتشكيلها لمتابعة أوضاع المصريين المختطفين في ليبيا والجهود المبذولة لتأمين أرواحهم وأرواح المواطنين المتواجدين هناك فى إطار التواصل القائم مع أهالي المختطفين، التقي السفير ياسر رضا مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب الوزير صباح أمس بمجموعة من أهالي المختطفين المصريين فى ليبيا بمقر الوزارة. وجاء الاجتماع بتكليف من سامح شكري وزير الخارجية وبحضور مجموعة من نشطاء المجتمع المدني المصري وبمشاركة السفير بدر عبد العاطي المتحدث باسم وزارة الخارجية والسفير محمد أبو بكر سفير مصر فى ليبيا.
ولكن.. لاقتصار اللقاء فقط على التقاط الصور دون عقد مؤتمر صحفى لتغطية مايجرى على أرض الواقع، ما دفع بعض المحللين للتساؤل:
* هل الهدف هو امتصاص غضب الشارع المصرى ومرهمة أسر الضحايا المنكوبين أم تبرير أم شعور بالذنب؟!
* أم أن للحيلولة دون إثارة واشعال النيران فى جسد الضحايا من قبل بعض الألسنة والأقلام الاعلامية المتورطة فى توتر العلاقات بين مصر والفرقاء الليبيين.. ودون محاسبتهم حتى اللحظة باعتبار خطف وأشياء أخرى للمنكوبين المصريين قضية أمن قومى؟!
* ولماذا يعتبر بعض المحللين سياسة البعض على الصعيدين الرسمى والشعبى باستقطاب أحد الفرقاء الليبيين دون الآخر على حساب الآخر “السبب الوحيد” وراء كافة الأعمال الانتقامية ضد المصريين فى ليبيا؟!
* وإلى متى يفعلها “الصغار”.. ويدفع “الكبار” الثمن باهظا أدبيا وماديا وأشياء أخرى لأجل “تحيا مصر” كما رأينا فى أزمة مصر مع المغرب دون أدنى حساب أو حتى عتاب لمن يعبثون بأمن مصر القومى، وبمعنى أدق “مصر السيسى” التى تتطلع لاسترداد سيادتها فى عصر أسرة محمد على والعاشر من رمضان وغيرها كثير؟!
* ولماذا فسر البعض غياب وزير الخارجية بنفسه عن حضور اجنماعات “الخلية” بعد الاهتمام بخطورة الموقف، خاصة وأن الرئيس السيسى قد أعطى تعلمات مشددة بتكوين خلية فى وزارة الخارجية وتكون فى حالة انعقاد دائم على مدار الساعة لانقاذ المنكوبين المصريين؟!
* ما يقرب من مليون مصرى فى الأراضى الليبية هربا من البطالة القاتلة والموت جوعا لسد رمق الأبناء ليواجهو الموت المحدق فرادى بعيدا عن ذويهم.. فماذا ستشهده الأيام القادمة؟!
واستعرض مساعد الوزير خلال اللقاء آخر الاتصالات التي تمت في إطار خلية الأزمة مع الأطراف الليبية الرسمية وغير الرسمية بما في ذلك الاتصالات الجارية مع الحكومة الليبية والأجهزة الأمنية هناك وزعماء وقادة القبائل والعشائر الليبية المؤثرة، فضلاً عن اللقاءات مع شخصيات ليبية مستقلة ومنظمات المجتمع المدني في إطار لجنة التواصل المجتمعي في ليبيا بهدف متابعة أوضاع المختطفين والجهود المبذولة لتأمين أرواحهم.
وجدد رضا التأكيد على أن وزارة الخارجية وأجهزة الدولة تبذل قصارى الجهد للعمل على التعامل مع هذه الأزمة رغم التعقيدات القائمة وذلك إنطلاقاً من مسئولة الدولة تجاه أبنائها، وأن هذه الجهود لن تتوقف ولن يهدأ بال أي مسئول رسمي حتى يتم العمل على التعامل معها.
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية أن رضا استمع خلال الاجتماع إلى أهالي المختطفين وما يجيش داخلهم من مشاعر الحزن والأسى على اختطاف ذويهم، حيث أكد على أن حزن وغضب كل مسئول مصري لا يقل عن غضب وحزن أهالي المختطفين، وانه على الرغم من الظروف شديدة التعقيد في ليبيا لعدم وجود تواجد مصري على الأرض في ليبيا وتدهور الأوضاع الأمنية بها، إلا أن خلية الأزمة لن تتوقف عن مواصلة عملها وإجراء اتصالاتها لحين استجلاء هذه القضية التى تحظى باهتمام بالغ من جانب الدولة المصرية بكافة أجهزتها، مشدداً على تكاتف الشعب المصري ووحدته فى وجه ما يحاك له من مؤامرات تستهدف أمنه ووحدته واستقراره.
وناشد رضا أهالي المختطفين بالتحلي بالصبر في هذه المرحلة الصعبة ونصح أقاربهم أو ذويهم المتواجدين في مناطق التوتر باللجوء إلى مناطق أكثر أمناً بالداخل الليبي أو العودة إلى أرض الوطن وذلك من خلال التنسيق الجاري الذي تقوم به الأجهزة المعنية، فضلاً عن منع أقاربهم أو ذويهم من السفر مطلقاً إلى ليبيا في ظل الظروف الراهنة.
من جانبهم، أكد أهالي المختطفين ثقتهم فى الجهود التى تبذلها وزارة الخارجية وأجهزة الدولة للتعرف على مصير ذويهم والتواصل المستمر معهم مطالبين بضرورة العمل للإفراج عن ذويهم في أقرب وقت ممكن.
ومنذ أيام، استقبل السفير أسامة المجدوب مساعد وزير الخارجية لشئون دول الجوار، في حضور السفير محمد أبو بكر سفير مصر في ليبيا وفداً من أعيان قبيلة ” أولاد سليمان ” الليبية، وذلك للتباحث والتشاور حول آخر مستجدات الأوضاع في ليبيا، وخاصة في الجنوب الليبي، حيث تم التأكيد على ثوابت الموقف المصري تجاه الوضع هناك، وضرورة الحفاظ على سلامة ووحدة الأراضي الليبية، بما ينسحب على أهمية انتباه الأخوة هناك لمحاولات بعض الأطراف تفتيت وحدة الصف الليبي، وكذا أهمية التصدي للتنظيمات الإرهابية الموجودة في بعض المناطق الليبية.
يأتي اللقاء ضمن سلسلة من اللقاءات التي تجريها مصر مع مختلف الأطراف الليبية، خاصة القبلية منها حول الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا وأوضاع الجالية المصرية هناك لأهمية الدور الذي تلعبه القبائل الليبية في المساعدة على عودة الأمن والاستقرار للساحة الليبية.
وتبقى كلمة.. لماذا تدير “الخلية” الأزمة عن بعد أى عبر آلاف الكيلومترات وليس فى مواقع الحدث؟!