أشرف أبو عريف
شهدت السفارة اليابانية بالقاهرة يوم – السبت 18 يناير 2020 – حفل انطلاق مشروع مراكز (ت) للتعلم المجتمعي والمستمر (على غرار مراكز الكومينكان اليابانية) من خلال EDU-PORT Japanوبالتعاون مع كومينكان هانتاجاوا ومؤسسة ايشتيمان نين ايدوباتاكايجي وهو أول مشروع للتعاون في مجال التعليم غير النظامي بين مصر واليابان وبالتعاون مع عدد من أساتذة الجامعات اليابانية والمصرية ويتم بحث حاليا بحث التعاون مع هيئة تعليم الكبار.
وقد حضر الحفل أكثر من ٧٠ شخص من خبراء هيئة التعاون الدولي اليابانية (الجايكا) وسفارة اليابان وبعض من أفراد الجالية اليابانية المقيمين بالقاهرة، والمهتمين بالموضوع ومن الجانب المصري اشتمل الحضور على اساتذة جامعات وعلي طلبة وأولياء أمور وباحثين ومعلمين ومهتمين بمجال التعليم والتعاون مع اليابان بشكل خاص والثقافة اليابانية بشكل عام.
في الكلمة الافتتاحية أشار السيد تناكا -الملحق التعليمي لسفارة اليابان- باهتمام سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتعاون مع اليابان خاصة في قطاع التعليم. وأن هناك مشاريع عملاقة تجسد ذلك التعاون مثل مشروع المدارس المصرية اليابانية ومشروع الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا E-JUST، وأن المشروع الحالي هو مشروع معتمد من وزارة التعليم اليابانية gg تعاون في مجال التعليم الاجتماعي (غير النظامي) وهو امتداد لهذه التعاون ومكمل له.
كما أوضح السيد مينامي شينوسيكي – مدير مركز كومينكان هنتاجاوا بمحافظة اوكيناوا اليابانية أن فكرة المشروع بدأت عام 2012 من خلال عمل بعض الباحثين التربويين دراسة مقارنة عن مركز كومينكان هانتاجاوا ولاحظ مدي اهتمامهم بالتعليم الاجتماعي ومراكز الكومينكان والإعراب عن أهميته للمجتمع المصري وكيف أنه من الممكن أن تساهم هذه المراكز في تحويل فكرة التعلم مدى الحياة إلى واقع ملموس وبخطوات واضحة، وقد استمرت المساعي لتحقيق الهدف من خلال تبادل الزيارات ومن خلال شبكة الإنترنت. واليوم هو بداية الانطلاق بمصر بعمل نموذج يحاكي النموذج الياباني مع عمل الموائمة الثقافية اللازمة ليلائم المجتمع المصري وبواسطة الكوادر المصرية أنفسهم، كما يهدف المشروع بشكل اساسي لإعداد منسق التعليم الاجتماعي وأيضا تبادل الخبرات الفعال بين الجانبين المصري والياباني في هذا المجال، ويأمل سيادته بتحقيق نجاح هائل للمشروع والتوسع فيه علي أكبر نطاق.
ثم أوضح الدكتور محمد عبد المجيد – الباحث في مجال التعليم الاجتماعي والتربية المقارنة وإخصائي برامج التعليم على الطريقة اليابانية والمنسق العام للمشروع بمصر – فكرة المشروع الأساسية للحضور وهي نموذج (ال ٥ ت ) [تعلم، تواصل، تجمع، تعاون، تنفيذ] ، والتي تهدف لتحقيق التعلم المستمر مدي الحياة، لكل فئات المجتمع من خلال مشروعات بسيطة تحقق منفعة اقتصادية للمشاركين وتساهم في حل المشكلات التربوية والمجتمعية، مما يؤدي لتحقيق التنمية بطريقة مستدامة لقطاعات من المجتمع المصري وأن النموذج المصري سيكون متميزا ومتفردا وسينصب اهتمامه علي الشباب لاستثمار طاقاتهم فيما يعود بالنفع عليهم مما يحفزهم للمساهمة في تنمية المجتمع ككل.
كما أضاف أن المشروع يهدف إلى توحيد الجهود بين كافة الجهات الحكومية والأهلية إلى جانب دعم جهود الإصلاح الحكومي خاصة المتعلقة بالمنهج الجديد (2.0) والذي يركز على المهارات الحياتية للأطفال، وتعديل السلوك من خلال الأنشطة المختلفة وعمل المشروعات التعليمية. وأضاف أننا نتطلع خلال الفترة المقبلة لإعداد نموذج للتعليم المجتمعي الياباني بما يلائم الطبيعة المصرية بحيث يوفر أماكن وفرص للطلاب للاستمرار في التعلم بعد انتهاء اليوم الدراسي وفي فترات الإجازات ليتم عمل تكامل بين التعليم النظامي وغير النظامي من أجل تحقيق تنمية بشرية شاملة بطريقة مستدامة كما يهدف إلى الحفاظ على التراث الشعبي المصري والمساهمة في حل المشاكل المجتمعية المختلفة.
وقام عبد المجيد بتعريف الحضور بالسادة مستشاري المشروع بمصر واليابان وهم لفيف من الخبراء اليابانيين من المتخصصين في هذا النوع من التعليم والأساتذة المصريين من التخصصات التربوية والاجتماعية والعلمية المختلفة إلى جانب تخصص اللغة والآداب اليابانية.
وقام السيد يوشيتاكا نيشاياما -مستشار المشروع وباحث في مجال ريادة الأعمال الاجتماعية ولدية عدة مشروعات استثمارية خدمية في اليابان-بشرح تاريخ بداية الكومينكان بالمجتمع الياباني وأنه كان السبب الرئيسي لنهضة دولة اليابان بعد الحرب العالمية الثانية، وتطوير وتنمية مهارات ومعارف المواطن الياباني. وقد استعرض بعض المشاريع لتوضيح الفكرة.
وقد تمت مداخلة من خلال الفيديو كونفرانس مباشرة من اليابان مع د. إبراهيم السمني أستاذ الثقافة العربية والإسلامية بجامعة أوكيناوا الدولية ومقيم في اليابان في محافظة أوكيناوا منذ أكثر من 42 عاما وهو أحد مستشاري المشروع. وقد أعرب السمني عن مدي سعادته ببدء انطلاق المشروع بمصر وعن أهمية الكومينكان في المجتمع الياباني وهو على يقين من أن النموذج المصري سيعود بالنفع والخير على المجتمع المصري.
وفي ختام الحفل قام فريق عمل (ت) بتعريف أنفسهم للحضور وتوضيح سبب انضمامهم للمشروع وقد تكاملت الرؤي والأسباب في أن الفريق يرغب بتحقيق التنمية المستدامة لكل القطاعات وخاصة العاملين في مجال التعليم والأعمال والفئات مع الحرص على ضمان تنمية كل المستويات الاقتصادية بتكلفة بسيطة ومناسبة مما يتيح الفرصة للجميع دون استثناء، وأكد الفريق علي أهمية أن تكون عملية التعلم عملية ممتعة دون حفظ وتلقين بل فهم وابداع وابتكار.
ثم قدم أ/عماد متولي وهو معلم لغة إنجليزية وأحد أعضاء الفريق تجربة قد تمت من خلال المشروع، عبارة عن مقابلات أون لاين لتعلم اللغة الانجليزية لطلبة مصر واليابان في المرحلة الإعدادية؛ وقد أعرب الطلبة عن سعاداتهم البالغة للتواصل مع أقرانهم باليابان وأنهم متشوقون لتكرار التجربة مرة أخري.
وفي الختام تعرف الحضور علي فريق الترجمة من أعضاء شبكة شباب المصري الياباني (جين يوث ) وهم السيد/ ماجد أحمد وزينب محمد، وهم أحد شركاء المشروع وأوضح أحمد في كلمته أنهم يقومون بالعديد من الورش للتبادل الثقافي من خلال ترتيب لقاءات مع اليابانيين الموجودين بمصر إلى جانب تعليم اللغة اليابانية للمصري والمساهمة بنشرها بين الشباب المصري، وأن مشروع (ت) وشبكة جلوبال كومينكان تتوافق مع أهدافهم إلى حد كبير وتحولها إلى واقع ملموس.