سلايدرسياسة

إيران تنتقم لسليماني

استمع

د. حذامى محجوب

شنّتطهران هجوماً صاروخياً بالستياً، فجر اليوم ، على قاعدة “عين الأسد” الجوية في غرب العراق حيث ينتشر جنود أميركيون ، بحسب ما أفادت مصادر أمنية عراقية ووسائل إعلام رسمية إيرانية.
ونقلت وكالة “فرانس برس” إن 9 صواريخ بالستية على الأقل سقطت على قاعدة “عين الأسد” الجوية، أكبر قاعدة عسكرية عراقية تتمركز فيها قوات أجنبية. وجاء هذا الهجوم على ثلاثة مراحل.
وأفادت وكالة “مهر” الإيرانية أن “عشرات الصواريخ للقوة الجوفضائية لحرس الثورة الإسلامية استهدفت قاعدة عين الأسد”، مشيرة إلى أن هذا “الهجوم هو انتقام لاغتيال الجنرال الشهيد قاسم سليماني عبر إطلاق عدد من الصواريخ أرض-أرض”.
كما توعّدت إيران بـ”ردود أكثر إيلاماً وقسوة” إذا شنّت الولايات المتحدة هجوماً جديداً.
وأعلن البنتاغون من جهته بأنّه بصدد تقييم الأضرار التي خلفها الهجوم الايراني ودرس طرق “الردّ” على هذه الضربة.
وقال مساعد وزير الدفاع الأميركي للشؤون العامة جوناثان هوفمان في بيان إنّه مساء الثلاثاء “قرابة الساعة 5,30 (22,30 ت غ) 7 يناير أطلقت إيران أكثر من 12 صاروخاً بالستياً على القوات الأميركية وقوات التحالف في العراق”، تحديدا في عين الأسد وأربيل.
يبدو أنّ “هاتين القاعدتين رغم أنهما كانتا في حالة تأهب قصوى نظراً لوجود تهديدات ايرانية رسمية ، تفيد بأنّ النظام الإيراني يخطّط لمهاجمة القوات والمصالح الأمريكية في المنطقة”فقد تم ضربهما بقوة من إيران …

يبدو أن قرار ترامب واغتياله لقائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني وتفرده بالقرار قد نجح في توحيد إيران أكثر من السابق وحشد كل القوى من أجل ذلك.
لأن اغتيال قاسم سليماني، كان سببا لغضب شديد ، فقد كان واحدا من أقوى الشخصيات في إيران وأكثرها نفوذا. فقد كان له نفوذا وتأثيرا كبيرين ، كما كان قريبا من المرشد الأعلى وعلى اتصال شخصي به.
فضلا على أنه كان يحظى بشعبية واسعة، حيث أوضح استطلاع للرأي، أجري أثناء القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية ” داعش”أن 73 % من الإيرانيين يؤيدونه.
وهذا قد بان جليا من خلال الحشود الضخمة التي خرجت للمشاركة في جنازة سليماني في شتى مدن إيران والتي فاقت التوقعات.
إن هذه الوحدة الوطنية الصماء وهذا التماسك الشعبي الإيرانيي إزاء مقتل سليماني هو أمر طبيعي بالنسبة لمن يعرف عمق الشعب الإيراني، فإيران، دولة ذات كرامة وعزة وطنية، فالإيرانيون لايسمحون بأن تتعرض بلادهم لهجوم من عدو خارجي خاصة أمريكا التي يلقبونها “بالشيطان الأكبر”.كما أن الايرانيين أوفياء لرموزهم ، وقد أشرف سليماني على السياسة الإقليمية لإيران، ولذا يُنظر إليه على أنه القائد الذي كرس حياته في الدفاع عن بلاده.
ويذكر الإيرانيون أنه لما اقترب تنظيم الدولة الإسلامية” داعش” من الحدود الإيرانية، بعد الاستيلاء على مناطق كثيرة من العراق، كان فيلق القدس في صدارة التصدي له، وجعل من إيران أول دولة تشارك بقواتها للتصدي للتنظيم.
ولأجل ذلك فالإيرانيون ينظرون اليه على أنه بطل ملحمي، ورمز المقاومة ،وقد أكسبته هذه الصولات والجولات كثيرا من الشعبية والمشروعية في ايران وكذلك في المنطقة بأسرها .
وقد صرح الرئيس حسن روحاني اليوم بأنه “كما قطعت أمريكا أيدي الجنرال سليماني ،سنقطع أرجل أمريكا من المنطقة ” واتهم وزير الخارجية الايراني جواد ظريف بأن ترامب قد حول الادارة الأمريكية الى ادارة ارهابية .
أما المرشد الأعلى علي خامنئي فقد قال أن هذه الضربة هي ليست سوى الصفعة أولى …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى