د. حذامى محجوب
تظاهر عشرات الآلاف من العراقيين في بغداد يوم السبت 4 يناير حول جثامين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وهم يصرخون “الموت لأمريكا!” “. كما نادى المشاركون في هذا الموكب الجنائزي ب”الانتقام لأبي مهدي المهندس! “زعيم الحشد الشعبي “، وهو تحالف من القوات شبه العسكرية المندمجة في قوات الأمن العراقية.
ثم تم نقل التوابيت في شاحنات صغيرة بيضاء في حي الجادرية ، على حافة المنطقة الخضراء ذات الأمن المشدد في بغداد ، وكانت ترافقها الحشود تحت وابل من الأعلام البيضاء للحشد والأعلام الصفراء لألوية حزب الله.ودخلت المركبات – لا الجموع – الى المنطقة الخضراء ، حيث تعرضت السفارة الأمريكية لهجوم يوم الثلاثاء من قبل أنصار الحشد.
وقد حضر المسؤولون العراقيون الجنازة ومن بينهم رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي وكذلك أحد أسلافه ونائب الرئيس الحالي ، نوري المالكي ؛ المحسوب على مؤيدي ايران في البرلمان العراقي ، هادي العامري ؛ والرئيس الرسمي للحشد الشعبي ، فلاح الفياض.وبعد أن
انتهت الجنازة الرسمية ، تم نقل الجثث إلى كربلاء ، قبل نقلها إلى النجف ، المدينتين الشيعيتين المقدستين جنوب بغداد ،لإقامة صلوات أخيرة قبل دفن أب مهدي المهندس .وتدفق آلاف المشيعين في مدينة الأهواز الإيرانية في ساعة مبكرة من صباح الأحد لاستلام رفات القائد العسكري قاسم سليماني الذي تم نقل جثمانه اليوم الى إيران. ومن المفترض أن تُنقل رفات سليماني، إلى طهران لاحقاً لإقامة الجنازة الرسمية .
يبدو بوضوح أن دونالد ترامب لن يهنئ كثيرا بقتل الجنرال سليماني لأن 80 مليون سليماني يصرخون ” الموت لأمريكا ” ويطالبون بالثأر ، فضلا على أن القيادة الايرانية قد توعدت أمريكا بأنها سترد في المكان المناسب والوقت المناسب .فهل سيكون الجنرال سليماني طائر العنقاء الذي هو في الأساطير الفارسية طائر أسطوري قوي ينهض من رماده المحترق حال موته طائر آخر ؟
سيتحقق بمقتل سليماني أضعاف ما تحقق بصولاته وجولاته في أكثر من ساحة وميدان. منعطف ساخن ستزداد سخونته مع اقتراب الانتخابات الأمريكية التي سيحسم الايرانيون أمرها بمكر ودهاء.
قال بعضهم لترامب أن مشهد تظاهر العراقيين لسفارة أمريكا في بغداد نذير شؤم ويهدد جديا حظوظ فوزه بولاية ثانية فهرب من مشهد السفارة المحاصرة التي ذكَرته بكارتر المهزوم الى اصطناع بطولة شخصية بتصفية سليماني الذي دخل المطار مكشوفا ولكنه ورط أمريكا في مأزق كبير ….تطور كبير للأحداث في المنطقة …