تونس – د. حذامى محجوب
كانت عناوين الصحف يوم الاثنين في تونس كلها حزينة وغاضبة: “يوم جنائزي في تونس” ، “تونس في حالة صدمة” ، ” جزعي عليك ياتونس”.و ” كيف تعلق الدولة خيباتها على القضاء والقدر”.
كانت الحافلة في تونس ، تحمل سياحا محليين تتراوح أعمارهم بين 20 و 30 سنة. أسفرت الحادثتان عن ما لا يقل عن 26 قتيلاً في تونس و 17 في المغرب: إنه مصاب جلل وفاجعة كبرى ضربت المغرب العربي يوم الأحد ،وتعد هذين الحادثتين من بين أكثر الحوادث دموية في شمال إفريقيا.
في تونس ، خرجت الحافلة ، التي كانت تقل سواح محليين تتراوح أعمارهم بين 20 و 30 سنة ، عن الطريق وتحطمت في واد في منطقة عين السنوسي الجبلية التي تقع في (شمال غرب البلاد التونسية ). وعلى إثر هذه المأساة ، تم تسجيل سرعة الحافلة وقدمها من بين الأسباب الرئيسية للحادث الذي تسبب كذلك في إصابة 17 شخصًا بجروح.
و صرح وزير التجهيز والإسكان والتخطيط العمراني ، نور الدين سلمي أن الحافلة “عمرها عشرين عامًا” وتعرض إلى “سرعة” الحافلة”.
وقال إن منطقة عين السنوسي معروفة بخطورة طرقها ووعورة مسالكها، وهي جميعها مزودة “بعلامات حد السرعة”. وقد أثار الإعلان عن هذه المأساة في جزع وضجة كبيرة في البلاد وانتقاد حاد للسلطة الحاكمة.
كانت عناوين الصحف يوم الاثنين في تونس كلها حزينة وغاضبة:
“يوم جنائزي في تونس” ، “تونس في حالة صدمة” ، ” جزعي عليك ياتونس”.
لقد قدمت الحافلة التابعة لوكالة أسفار محلية من العاصمة تونس وتوجهت إلى عين دراهم ، وهي منطقة جبلية بها مناظر خلابة يؤمها السياح المحليون بكثرة ، وتقع على مقربة من الحدود الجزائرية. وأظهرت الصور المبثوثة في القنوات التلفزية وعلى شبكات التواصل الإجتماعي خاصة جثث متناثرة على الأرض وحافلة متفجرة أسفرت عن كراسي وأغراض منتشرة في قاع نهر صغير في أسفل الجبل.
وفي نفس اليوم ، في المغرب ، قُتل 17 شخصًا وأصيب 36 آخرون في تحطم حافلة بالقرب من تازة (في الشمال ). وقالت السلطات المحلية أن الحافلة قد استدارت لسبب ما زال مجهولا. وقد تم نقل المصابين إلى المستشفى وبدأ التحقيق لتحديد ملابسات الحادث.
وفي صورة تم بثها على حسابه على Twitter عبر القناة العامة 2M ، يبدو أن الحافلة التي تقع على جانبها الأيمن مقطوعة الرأس.أما الداخل فهو يبدو أقرب إلى الكومة من الخردة المعدنية. وقد أرجع بعض الناجين من هذا الحادث هذه الفاجعة إلى “أمطار غزيرة” ضربت المنطقة يوم الأحد ربما كانت السبب في انزلاق الحافلة.
يلقى حتفه ما يقرب من 3500 شخص كل سنة في حوادث على طرقات المملكة المغربية التي يبلغ عدد سكانها 35 مليون نسمة.
كما أن عدد القتلى مرعب في تونس التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة ، حيث قتل 999 شخصًا وأصيب 7326 شخصًا في حوادث الطرقات منذ مايقارب السنة ، وفقًا للمرصد الوطني للسلامة المرورية. وقد ارتفعت هذه النسبة من سنة 2018 إلى 1،094 وفاة.
وتُعزى وفيات حوادث الطرقات في تونس إلى تردي البنية التحتية ، ولكن أيضًا إلى وجود أسطول كبير من السيارات.
ان هذه المصائب المتتالية تجعلنا نتسائل عن مدى أهمية الروح البشرية في هذه البلدان خاصة اذا عرفنا أن معظم القتلى هم شباب في ربيع العمر .
هل نرجع هذه الحوادث إلى القضاء والقدر ؟ أم نحدد المسؤولية السياسية والأخلاقية لمن يحكم ؟ ذلك هو موضوع الصراع في السياسة اليوم في هذه البلدان ؟ هل أن الله هو الذي حكم عليهم بالموت ؟ وبالتالي لاراد ّ لقضاء الله ؟ أم هم الحكام الذين يتسترون بحكم القضاء للفرار من المسؤولية السياسية والأخلاقية ؟