رشيدة طليب ودونالد ترامب.. القط والفأر!
بقلم: د. حذامى محجوب
تقود رشيدة طليب أول نائبة ديمقراطية مسلمة في الكونغرس الأمريكي ذات الأصول الفلسطينية منذ فترة حملة شرسة مع ثلاثة منتخبين ديمقراطيين آخرين ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل عزله وتنحيته عن الحكم .
فبعد 3 ولايات متتالية للهيئة التشريعية لولاية ميشيغان ، صعدت رشيدة طليب الى المستوى الفيدرالي .ففي سنة 2018 عينت ” السيدة الأولى” كما يسميها المقربين منها كمرشحة الديمقراطيين عن المنطقة الثالثة عشر لولاية ميشيغان ، وقد انتخبت ب 84% من الأصوات، وهي بذلك ممثلتهم في الكونغرس منذ شهر يناير .انها المرأة الوحيدة من أصول فلسطينية، ومن المنتخبات المسلمات الأوائل اللاتي دخلن الكونغرس .وقد حرصت هذه الحقوقية منذ دخولها الكونغرس الى تغيير تلك النظرة النمطية عن المرأة المسلمة التي لاحول ولاقوة لها ، والتي روجتها العديد من الأطراف في العالم ، حين تساءلت حتى قبل وصولها الى واشنطن عن الطريقة التي تمكن بها ترامب من الإفلات من العزل .ومنذ وصولها الى مبنى الكابيتول هيل وهي تحرص مع ثلاثة نواب من الديمقراطيين : الكسندرا اوكازيو –كرتاز و الهان عمر وأيانا برسلي اللاتي كونت معهن فريق ” سكواد” الى عزل الرئيس الأمريكي .وبالرغم من أن العديد من المحللين في واشنطن يذهبون الى “أن الديمقراطيين يضيعون وقتهم، باعتبار أن عزل الرئيس يعد أمرا مستحيلا اليوم ” ومع ذلك لا يكاد ينقضي أسبوعا لا نلحظ فيه مناوشات في وسائل الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي بين البيت الأبيض وهذا الرباعي الديمقراطي ، حتى أن دونالد ترامب قد نعت رشيدة طليب بالخبل وبالهستيريا وطلب منها أن تعود من حيث أتت، هي ورفيقتها الهان عمر ،واعتبرت رشيدة طليب أن هذا التهجم نابع من خوف دونالد ترامب منهن.
لقد مثلت رحلتها برفقة الهان عمر الى إسرائيل في شهر أوغسطس المنقضي محط أنظار العالم بعد أن رفضت السلطات الإسرائيلية دخولهما الى الضفة الغربية والى القدس بطلب من دونالد ترامب بحجة أنهما تعاديان إسرائيل وتدعمان حملة مقاطعة البضائع الإسرائيلية ، ثم تراجعت هذه السلطات نفسها عن هذا الموقف وسمحت لرشيدة طليب بزيارة جدتها المريضة ، ولكن النائبة رفضت هذا الابتزاز السياسي لكي” لاتخضع لهذه السياسة الغاشمة والعنصرية”، وقد لاقى موقفها هذا معارضة حتى داخل مجموعتها الحزبية .لقد صرح جامس زغبي رئيس المعهد العربي –الأمريكي أن الكثير من المنتمين الى الحزب الديمقراطي يفضلون أن تكف رشيدة طليب وفريقها عن استفزازاتهم ، كما اعتبر بن يامين حداد مدير معهد التفكير الأوربي- أتلنتيك كونسل -أن صراع هذا الفريق ليس صراعا ضد دونالد ترامب فحسب ، بل هو كذلك صراع ضد شق كلينتون المعتدل داخل الحزب الديمقراطي .وتستمد رشيدة طليب قوتها من دعم الشباب والأقليات لها، حيث نجحت في حلحلة وتجاوز الخطوط الحمراء حول القضية الفلسطينية خاصة عندما هرع الديمقراطيون الى مساندة إسرائيل عبر محاولتهم تمرير مشروع قانون حول معاداة السامية ، والذي كان في الواقع موجه ضد رشيدة طليب والهان عمر .
ان هاتين النائبتين تندرجان ضمن اليسار الديمقراطي الذي يريد زعزعة عدة أساسيات للسياسة الأمريكية ، فهما ضد التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط كما تدافعان عن ضرورة التقليص في ميزانية الدفاع ، وتنددان بسياسة أمريكا في دعم إسرائيل …
كما يشهد لرشيدة طليب بأنها تناضل من أجل المسألة الاقتصادية والاجتماعية باعتبارها تنوب أفقر ولاية في أمريكا-الميشغان- ، وهي بذلك تحظى بدعم برني ساندرس، وقد كانت وراء مشروع قانون يتمثل في وضع قرض للضرائب مستخلص لفائدة الطبقة الوسطى . ولقد صوت مجلس النواب في شهر يوليو على قانون”تاريخي”مكن من رفع الحد الأدنى من أجر الساعة الواحدة من العمل الى 15دولار ، وهو أحد وعود رشيدة طليب لناخبيها.
هذه النتائج التي حققتها في هاته الفترة الوجيزة تبشر رشيدة طليب بمستقبل سياسي واعد خاصة وأنها نائبة الميشغان ، الولاية المحددة لانتخابات سنة 2020.