السيدة مهربان علييفا.. وراء الإنجازات الكبرى
بقلم: السفير تورال رضاييف
سفير أذربيجان بالقاهرة
يخصص اهتمام كبير وجاد في العالم العصري بفعاليات النساء في المجال الاجتماعي السياسي وبحماية حقوقهن ورفع نشاطهن الاجتماعي. وفي الوقت ذاته، كانت للنساء مكانة خاصة تاريخيا في حياة كل مجتمع. وكانت مكانة النساء في أذربيجان ودورهن عظيم دوما. ولهن مكانة لا بديل لها في تربية المجتمع. وأسست نساء أذربيجان سلاما واوقفن جرائم الثأر بمساهماتهن الكبرى في إحلال الألفة والمودة في جميع المجتمعات. وفي المرحلة الحديثة تشارك نساء أذربيجان في إدارة الدولة بمستوى جديد نوعيا وتمارسن فعاليات أكثر فعالا في مجالات السياسة والعلم والتعليم والاقتصاد والثقافة وغيرها. وفي هذا السياق، تعد السيدة الأولى الأذربيجانية والنائبة الأولى للرئيس الأذربيجاني مهربان علييفا نموذجا لجميع النسوة. إذ هناك حاجة كبيرة إلى التوقف على فعاليات السيدة مهربان.
سفيرة النوايا الحسنة: من اجل السلام والإنسانية
كانت هناك مكانة خاصة للنساء في مجتمع أذربيجان دائما اذ كانت الامرأة بالنسبة للأذربيجانيين قبل كل شيء أمّا وزوجة وشقيقة. وهناك نماذج لا تحصى لحماية نساء أذربيجان وطنهن كتفا لكتف مع الرجال. وبجانب ذلك، من المعلوم كذلك ضرب النساء في تاريخ أذربيجان نماذج كبرى في شؤون الدولة والسياسة والدبلوماسية أيضا. وتعمل النساء في الحقبة المستقلة عملا فعالا في جميع مجالات المجتمع. وأما السيدة مهربان علييفا فلها أن تكون مثالا لجميع نسوان العالم بفعالياتها أيضا.
وليس من الصدفة أن تعيين الرئيس إلهام علييف السيدة مهربان علييفا لمنصب النائب الأول للرئيس الأذربيجاني بالمرسوم الصادر في 21 فبراير عام 2017م لقي رضا كبيرا عن المجتمع. ومنذ سنوات طويلة كانت السيدة مهربان قد ساهمت بفعالياتها متعددة الجوانب في تنمية الدولة المستقلة والشعب. كما أن فعاليات السيدة الأولى الأذربيجانية لقيت تقديرا عاليا من جانب المنظمات الدولية.
والوقائع التاريخية تدل على ذلك بصراحة حيث أن السيدة مهربان حصلت على عنوان سفيرة النوايا الحسنة ليونسكو عام 2004م والإيسيسكو بعد سنتين على ذلك. وفي 2007م حصلت على جائزة «القلب الذهبي» الدولية. وفي نفس العام على جائزة صندوق الصحة العائلية باسم دوغراماجي لمنظمة الصحة العالمية. وفي 2009م حصلت على جائزة «الامرأة الكبرى للقرن الحادي والعشرين». وفي 2010م حصلت على وسامي «فيلق الشرف» الفرنسي و«موزارت الذهبي» ليونسكو. كما استلفتت السيدة مهربان اهتمام ودقة العالم الدولي بتخصيص عناية ومعاملة ودية لأتباع الأديان المختلفة. والى ذلك يرجع حصولها على وسام «الصليب الياقوتي» لصندوق «محسني القرن» الدولي ووسام القديسة أولغا المعادلة للرسل من الدرجة الثانية للكنيسة الأرثوذكسية الروسية.
طبعا، مما يبعث السرور جدا تقدير الامرأة الأذربيجانية عاليا سواء داخل البلد وفي العالم الدولي. وبالتعلق بالسيدة مهربان علييفا ما هو الأهم هو تنفيذها برامج ذات أهمية الدولة والقوم والبشرية. وبالتعبير الملموس، السيدة الأولى الأذربيجانية تمارس فعاليات تقدر على نطاق العالم.
إذا ألقينا نظرة على سيرة السيدة مهربان نتيقن بالكامل من ممارسها فعالية إنسانية دائما في الثقافة والخيرية والعناية والمساعدة. ومنذ السنوات الطويلة وبوجهها رئيسة لمؤسسة حيدر علييف الخيرية قد أثارت اهتماما كبيرا ببرامجها التي تعتمد على حب الوطن والإنسانية والرحمة والشفقة والمودة. وقد حظي الصندوق بحب كبير بتحقيق مشاريع الثقافة ذات المضمون الإنساني البحت في أذربيجان وكذلك في المنطقة وروسيا وبلدان آسيا وأوروبا.
ومن المستحيل ألا نشدد في هذا السياق تقديم مؤسسة حيدر علييف مساعدات دون مقابل للكنائس في جورجيا. وبدعم مباشر من المؤسسة تم تأسيس قسم الفنون الجميلة الإسلامية لدى متحف لوفر الفرنسية في باريس وفي قصر فيرسال نظمت السيدة مهربان أعمال إعادة تأثيل آثار الفنون الجميلة التاريخية. وزد عليه، حققت المؤسسة المترأسة من جانب السيدة مهربان عمليات إعادة بناء وإصلاح قلعة برلين والمخطوطات النادرة في أرشيف الفاتيكان بعد أن خربتها الحرب العالمية الثانية. ويتحدث الإيطاليون حتى الآن برضا عن إعادة بناء التماثيل القديمة الواقعة في الفاتيكان. وقد برهنت مؤسسة حيدر علييف مهارتها في تنفيذ الإنجازات الكبرى في هذا المجال وبإعادة بناء «صالة الفلاسفة» بمتحف كابيتولي في العاصمة الإيطالية روما أيضا.
حماية القيم الوطنية: التكامل مع الثقافة العالمية
السيدة الأولى الأذربيجانية شخصية تقوم بحماية المصالح القومية بالدرجة الأولى. وبمبادرة مباشرة عن السيدة مهربان يتم تنفيذ برامج مهمة للغاية لتنمية الموسيقى الوطنية والأدب والشعر القومي. وهناك أعمال عظيمة لتبليغ فن الموقام الأذربيجاني عبر العالم. وأنشأت السيدة مهربان في باكو مركز الموقام الذي لا مثيل له عبر العالم. ومن الفعاليات التي تحتل مكانة خاصة وبالغ الأهمية في رفع أهمية الثقافة الاجتماعية عموما تنظيم المهرجانات الموسيقية والأمسيات بمشاركة المطربين والفنانين المرموقين الذائع صيتهم دوليا.
وتخصص السيدة مهربان علييفا اهتماما واعتناء لجميع مجالات الثقافة والعلم والفنون الجميلة الأذربيجانية. وتتحقق برامج ممتازة ولا بديل لها في تبليغ ودعاية رجالات الفن والعلم الأذربيجانيين في العالم وفي صفوف ذلك الاحتفال بالذكرى الـ 1300 لملحمة «كتاب ده ده قورقود» احتفالا دوليا وإدراج المدينة القديمة باكو ايتشري شهر في قائمة التراث العالمي لليونيسكو بمجمع قصر شيروانشاه مما يجدر بالذكر على حدة. ويجب الذكر كذلك الاحتفال الدولي بالذكرى اليوبيل الـ800 لميلاد العالم العبقري نصير الدين الطوسي. كما أقامت السيدة مهربان الاحتفال بالذكرى اليوبيل الـ 200 للمستشرق الأذربيجاني المرموق ميرزا كاظم بيك. وبجانب ذلك، أقامت الاحتفالات التذكارية السنوية للرسام الشهير ستار بهلولزاده والكاتب المرموق والمعلم مير جلال باشايف والأكاديمي يوسف محمد علييف وموسى علييف أيضا.
والبتة، كل هذا يساهم كذلك في دعاية الثقافة الأذربيجانية أيضا. وفي الوقت نفسه، يفتح كل هذا إمكانات أوسع لإقامة او كشف علاقات متبادلة بين الثقافة الأذربيجانية وثقافات العالم الأخرى وكذلك يغلق الأيدي التي تطول على ثقافة أذربيجان ولا يخفى على أحد أن الجار الخبيث يسعى دائما إلى تبليغ نماذج ثقافة أذربيجان باسمه ويتضح من ذلك أن السيدة مهربان ليست بداعية ثقافة أذربيجان فقط بل وهي تحميها حماية فعالة أيضا.
ويتضح مما ورد أعلاه أن الجانب المهم من فعاليات السيدة مهربان علييفا يخص بتطوير العلاقات بين الثقافات. مؤسسة حيدر علييف تحقق بصراحة برامج هامة لتطوير العلاقات بين الثقافات المختلفة وخاصة التعليم الموسيقي. وبذلك تلعب السيدة مهربان دورا كبيرا في تطوير الثقافة العالمية وتعزيز الحوار بين اتباع الحضارات العالمية.
ونظمت في 10-11 يونيو عام 2008م في باكو فعاليات كبيرة في «توسيع دور النسوان في الحوار بين الثقافات» وفي 2009م أعلنت باكو عاصمة الثقافة الإسلامية. ونظم منتدى الحوار الثقافي العالمي في باكو في 7-8 أبريل عام 2011م والى ذلك استضافت عاصمة أذربيجان عددا من الفعاليات الدولية المهيبة المكرسة للحوار الثقافي عموما.
ويعرف الجميع مساهمات قدمتها مهربان علييفا إلى تنمية الرياضة. السيدة الأولى الأذربيجانية ترأس الاتحاد الأذربيجاني للجمباز منذ عام 2002م. واستضاف البلد مسابقات الجمباز الدولية عامي 2003-2004م. وفي 2015م قد لعبت السيدة مهربان دورا كبيرا في تنظيم وإنجاح الألعاب الأوروبي الأولى في أذربيجان وكذلك مسابقات كأس العالم للجمباز الإيقاعي. كما رأست عمل تنظيم مسابقات الأغنية الأوروبية اليوروفيجن والدورة الرابعة لألعاب التضامن الإسلامي بالمستوى العالي أيضا.
العلم والتعليم والصحة والرياضة: عناية كبيرة للسيدة مهربان
وعلى فكرة، يجدر بالقول انه ليس من الصدفة تخصيص السيدة مهربان دقة كبيرة وشاملة للرياضة. والسيدة مهربان التي تسعى إلى التنمية الشاملة للشباب تنفذ اعمالا مهما للتطوير الذهني والبدني للجيل الشاب. والآن، يسمع كل من مواطني أذربيجان سمعا كثيرا أن السيدة مهربان تحقق برامج نظامية في مجالات التعليم والعلم والفنون الجميلة. وتنشئ مدارس متوسطة جديدة وتساهم في تكوين ظروف ضرورية لعمليات التعليم والتربية. ويجب التشديد في هذا السياق على مشروع «مدرسة جديدة في أذربيجان المتحدثة» الذي يتم تنفيذه بمبادرة مؤسسة حيدر علييف. وتم انشاء 132 مدرسة خلال 2005م ضمن هذا المشروع. وفي 2006م بلغ الرقم 100 مدرسة.
ومن هذه البرامج المهمة مشروع مؤسسة حيدر علييف «دعم التعليم» حيث يضم المشروع هبة الحقائب والمواد المدرسية لتلاميذ السنة الأولى من عائلات الشهداء واللاجئين بجانب ارسال الكتب الدراسية والمستلزمات المدرسية إلى مدارس ذات اللغة الجورجية بمحافظات قاخ وزاقاتالا وبالاكن الأذربيجانية وزد عليه إيصال مثل كل هذا إلى مدارس تقع في جورجيا بمناطق يقطنها الأذربيجانيون جماعيا.
وتخصص السيدة الأولى الأذربيجانية اهتماما خاصا بالتعاون الدولي في مجال التعليم أيضا. وتتخذ خطوات هامة ومثمرة للفت دقة اليونسكو إلى مشاكل التعليم في البلد. وعلى سبيل المثال، يتم تنفيذ برنامج «التعليم لكل» يجري ضمنه تحقيق فعاليات بالغة الأهمية في مجال التعليم الفني المهني للتعاون ومشروع التعليم المتكامل وتأسيس كراسي اليونسكو لدى المدارس العالية وسائر المجالات أيضا. وتساهم هذه في تحديث التعليم موضوعا وتطبيق تكنولوجيا المعلومات في المدارس تطبيقا أوسع. وبجانب ما قيل، أعدت اليونسكو بفضل السيدة مهربان مشاريع مختلفة خاصة بمشاكل التعليم للأطفال في العائلات اللاجئة في أذربيجان. وترأس هذه المشاريع المدير العام للمنظمة.
ويشدد باحثون يدرسون فعاليات السيدة مهربان علييفا على نقطة خاصة أنها شخصية إنسانية كبيرة طبيعة. وللاسرة التي ولدت ونشأت فيها السيدة الأولى الأذربيجانية دور عظيم في تشكل هذه الميزة وتنميتها. وليس من الصدفة أن السيدة مهران تقدمت 4 مرات بمبادرة العفو الشامل سني 2007م و2009م و2013م و2016م. وهذا تصديق باهر على أن السيدة مهربان مدى موقفها من حقوق الإنسان وحرياته. وحصلت هذه المبادرة التي تم التقدم بها من جانب نائب المجلس الوطني في تاريخ أذربيجان على دعم عام واسع. لان العفو الشامل تجسد من مشاعر الرحمة والشفقة والإنسانية التي يتم التعبير عنها من التشريع.
ولها مشاريع هامة مفيدة في حماية الصحة البدنية والأخلاقية للشباب وروحهم القومي ومنها مشاريع اجتماعية خاصة في مجال الصحة وخطوات تتخذا السيدة مهربان لتحديث البنية التحتية الصحية ورفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة إلى المواطنين. وتقف خاصة موقفا حساسا من المواطنين الذين لهم حاجة كبيرة إلى المساعدة الطبية ومن بينها مشاريع «العناية بالأطفال المصابين بمرض السكري ومرض التلاسيميا وقد تحول مركز التلاسيميا إلى باب امل ألوف من الناس.
كما تدل مساعدات قدمتها السيدة الأولى الأذربيجانية في عدد من البلدان الخارجية على انسانيتها. وتقدم مؤسسة حيدر علييف الخيرية مساعدات إلى الذين يعانون من الكوارث الطبيعية في كل من الولايات المتحدة وتركيا ورومانيا وروسيا وغيرها. كما تساعد المؤسسة مؤسسة حمزة الخيرية في باكستان دعما نظاميا بجانب انشاء مدرسة ثانوية للفتيات بعد أن دمرها الزلزال في باكستان. وفي صفوف هذه مساعدات إلى رومانيا وهايتي ونظرا لمعاناة أذربيجان من الإرهاب كثيرا قدمت مؤسسة حيدر علييف دعما ماليا إلى رابطة ضحايا الإرهاب الفرنسية عام 2011م.
النائبة الأولى للرئيس: موقع فعال آخر
وبجانب ما قيل، لتوظيف السيدة مهربان منصب النائب الأول للرئيس مكان هام بالنسبة لأذربيجان. ومعلوم أن مؤسسة النيابة الأولى للرئيس توجد في عدد من البلدان المتقدمة في العالم. وتطبيق مؤسسة الإدارة هذه في أذربيجان الآن علامة مواصلة نهج إدارة الدولة المستقلة للزعيم العام حيدر علييف من جانب الرئيس إلهام علييف بنجاح. ولا شك في أن مؤسسة النيابة الأولى للرئيس ستخدم لرفع إدارة الدولة في البلد إلى مستوى جديد. وهناك يقين عظيم من تحقق الإصلاح الشامل الاستراتيجي الذي يحققه رئيس الدولة في جميع المجالات تحققا أكثر مرونة وثمار اعلى. ويعلم الشعب الأذربيجاني أن تنمية الدولة في أيدٍ موثوق بها. والسيدة مهربان علييفا هي الأخرى بكونها النائبة الأولى للرئيس تنفذ أعمالا كبيرة في هذا المجال.
وكون السيدة مهربان نائبة أولى للرئيس أحد مؤشرات ملموسة لتمثيل نسوان أذربيجان في الإدارة تمثيلا واسعا. ويرى جميع العالم أن الامرأة الأذربيجانية المجسِّدة نموذجا للثقافة والعدالة العالية في إدارة البلد بنجاح تشارك فعالا فيها ويمكن أن يقتدى بالسيدة الأولى الأذربيجانية كنموذج في هذا المجال.
وبوجهها نائبة أولى للرئيس تحولت السيدة مهربان إلى شخص متمسك أكثر بالإدارة السياسية. ولا شك في أن التجربة التي ادخرتها السيدة مهربان إلى اليوم والمشاريع الكبرى التي حققتها تدل على كونها جاهزة عالية في الإدارة أيضا. وفي هذا السياق يجدر بالذكر نقطة خاصة وهي أن السيدة مهربان علييفا تلعب دورا رائدا بكونها من الشخصيات التي تمثل «قوة ذكية» لأذربيجان حيث أن عامل «قوة ذكية» بالنسبة للدول المتقدمة العالمية اليوم تلعب دورا هاما للغاية. والسيدة مهربان قد سعت بنشط خلال فعالياتها الكاملة في مجالات العلم والتعليم والثقافة والفنون الجميلة والإنسانية والخيرية وغيرها. وللسيدة الأولى الأذربيجانية درجة أكاديمية علمية وهي تطبق في الوقت ذاته عقلانية كأحد المبادئ الرئيسية في فعالياتها.
وبفضل كل هذه الميزات للسيدة مهربان خدمات كبرى في اشتهار صيت أذربيجان عبر العالم كدولة مستقلة تملك نهج الإدارة الديمقراطية العصرية والعادلة والثقافة القديمة والعالية في العالم. ونحن على يقين كامل من أن السيدة مهربان علييفا بصفتها نائبة أولى للرئيس ستسعى بكل وسعها من اجل حماية دولة أذربيجان المستقلة وتنميتها اجتماعيا ثقافيا والحفاظ على قيمها القومية والأخلاقية وتطويرها.