حوار: علاء أحمد
أشرف زوف إعلامي وصحفي وناقد ومؤرخ رياضي عظيم ، ارتبط اسمه بالتأريخ الرياضي والإحصاءات والتحليل الرقمي والأعداد، له باع طويل في النقد الرياضي ـ تخرج في كلية التجارة ، وعمل محاسبًا ، بدأ اهتمامه بالرياضة المحلية والدولية في سن مبكرة مما كوَّن عنده خبراتٍ في هذا المجال. ويقوم الآن بإعداد رسالة ماجستير في الإحصاءات الرياضية.
لهذه الأسباب، جاء حوار “الدبلوماسى” معه على النحو التالى:
ــ رأيك فيما يدور علي الساحة الكروية؟
نشعر ببعض التشابكات في حدث فريد إلى حد ما ، نتيجة تداخل موسمين ، فنحن في نهاية موسم وبداية موسم جديد ، فكل الأندية تستعد لبداية موسم جديد ، وفي نفس الوقت تكمل الموسم القديم ، ولعلنا شاهدنا مباراة الكأس ، حيث هزيمة الأهلي أمام بيراميدز وخروجه من الكأس ، والجمعة القادمة سيكون الدور قبل النهائي للكأس : (الزمالك أمام المقاصة )، ( حرس الحدود أمام بيراميدز ) ، وفي بداية الشهر المقبل مباراة السوبر للموسم الماضي ( الأهلي أمام الزمالك ) ، فتداخل الموسمين وتشابك الحدثين نتيجة الموسم الاستثنائي بسبب تنظيم بطولة كأس الأمم الإفريقية في مصر ، بالإضافة إلي تغيير موعدها ، فهي تقام في يناير كل عام ، وقد أرجأها الاتحاد إلي شهر يونيو لتتزامن مع البطولات الأوروبية ، بالإضافة إلى أن اللاعبين المحترفين في الأندية الإفريقية يشاركون في البطولة ، فتمَّ تغيير موعد البطولة .
ــ وكيف ترى مارتن لاسارتي؟
لم يكن لاسارتي محل قبول من جمهور النادي الأهلي داخل أو خارج مصر ، ولكن من باب الإنصاف : عندما تولَّى لاسارتي كان الأهلي يعاني من اضطراب بعد خروجه من بطولة إفريقيا مع الفرنسي (باتريس كارتيرون ) كان متأخرا في الترتيب ، وتفاءلت الناس خيرا مع قدوم ( لاسارتي) ولكن بعد الخروج علي يد (صن داونز ) بخماسية نظيفة توقع الجميع إقالة (لاسارتي ) ، ولكن تبعًا لسياسة ( النفس الطويل) تم إعطاؤه فرصة ، ولكنه لم يكن مقنعًا ، ولكن أرى أن الأهلي قادرعلي الصمود بغض النظر عن الناحية الفنية أو الجانب الفني .
ــ منذ ثلاثة أيام حدثت مشادة بين أحد الصحفيين من ( فيتو) وبين ( لاسارتي ) ، انتهت بخروج ( لاسارتي ) من المؤتمر الصحفي ٍ، فهل ترى العيب في أسئلة الصحفيين ، أم في سوء تنظيم المؤتمرات ؟
ليس بالضبط، ولكن مع الاحترام لكل الزملاء في الصحافة والإعلام ، لابد من الالتزام بالمهنية ، بغض النظر عن نتيجة المباراة ، يجب ألا تكون الأسئلة استفزازية ، بأن تكون سبباً في خروج الشخص الآخر عن شعوره.
ــ هل أصبح نادي بيراميدز عقبة في طريق الأهلي بعد انتصار أربع مرات متتالية ، بالأخص أننا رأينا الرهبة في عيون لاعبي الأهلي أثناء المباراة ؟
كانت بالفعل هناك حالة من الشحن والشحذ من الجميع ومن جماهير ولاعبي الأهلي الذين حوَّلوا المباراة من مباراة عادية في بطولة محلية إلى مباراة ثأرية ، فقد فقدوا التركيز النفسي والعصبي، وبالأخص بعد هدف بيراميدز الذي أحدث ( كهرباء ) في صفوف الأهلي ، وبعد المواقف التحكيمية، واعتراضات اللاعبين عليها واحساسهم بشيء من الظلم ، مثل ضربتي الجزاء بلمسة اليد ، وعدم قدرة (لاسارتي) على إحداث انسجام بين اللاعبين.
ــ من وجهة نظرك : ما الأسباب الحقيقية وراء هزيمة الأهلي ؟
لا يمكن أن نحمل المسئولية كاملة على أكتاف (لاسارتي) ، ولكن بعض التراكمات التي حدثت علي يد الإدارة الفنية السابقة التي قامت بتجميد بعض اللاعبين ، كما ان بعض الصفقات تأتي بشكل سلبي وليس إيجابيًا ، فالأهلي بعد قوانين اللائحة الجديدة لاتحاد الكرة سائر علي اقتصار القائمة علي ثلاثين لاعبًا ، وكان الأهلي مضطرًا أن يستغني عن أكثر من ستة عشر لاعبًا من فريق 97 و 98 مميز، فقد استغني عن ( أحمد حمودي ، باسم علي ، إسلام محارب ، عمرو بركات ، هشام محمد ) كما استغنى عن ( ناصر محمد ) الذي توقع الجميع أن يكون خليفة ( عبد الله السعيد ) ، كما استغني عن ( احمد ياسر ريان ) الذي أثبت تألقه اللافت للنظر في ( الجونة ) ، وتوقع الجميع أن يكون المهاجم الاساسي للأهلي ومنتخب مصر، كما استغني عن ( أحمد علاء) وغيرهم وغيرهم ، الأهلي لا يحتاج إلي صفقات ، ولكن يحتاج لإدارة علي مستوي فني عالي.
ــ مدرب نادي بيراميدز (سباستيان ديسابر ) هل تراه يستطيع أن يتوِّج النادي ويصل به إلى بطولات ، بالأخص أن الإدارة لا تبخل على النادي؟
لقد حصل ( بيراميدز ) بالفعل علي المركز الثالث بفارق نقطتين عن الزمالك وكان علي مقربة منه، وكان في وسط الموسم يحتل مقدمة الدوري ، هو نادي بمتاز بمهارة فنية عالية ، وإمكانات كافية ، وجهاز فني علي ممستوي عالي ، ولاعبين متميزين ، وأرى أنه سيكون منافسًا قويًّا للأهلي والزمالك ، بالأخص أنه نادي يمتلك الأريحية النفسية و لا يعاني من ضغوط عصبية ، وليس له قاعدة جماهيرية ضاغطة.
ــ هل تتوقع أن يكون في المستقبل قاعدة جماهيرية لنادي بيراميدز باعتباره منافسًا قويًّا ؟
لا أظن ، في الواقع الجماهيرية المطلقة للأهلي والزمالك والمنتخب الوطني ، وتأتي في المرتبة الثانية الأندية الشعبية كالإسماعيلي والمحلة والمنصورة والاتحاد ،…فكم من الأندية التي كانت منافسًا قويًّا ، وأحرزت بطولات كنادي ( المقاولون العرب ) ولكنه لم يملك القاعدة الجماهيرية .
ـ جهاد جريشة.. كيف تراه في تحكيم مباراة الأهلي بغض النظر عن صداقتكم القديمة ؟
فابتسم وقال : (جهاد ) صديق لي منذ سنوات عديدة، ولا بد أن نعترف بأنه الحكم رقم واحد علي المستوي المصري ، والثالث إفريقيًّا ، والثالث عشر عالميًّا ، ولا بد بأن نقر بإنجازاته التي لا تعد ولا تحصى ، فقد قام بالتحكيم في أكثر من 157 مباراة في الدوري المصري ، وهو أول حكم يتخطى الكابتن ( جمال الغندور ) في التحكيم في بطولة إفريقيا ، فالكابتن جمال الغندور قام بالتحكيم في أربع مباريات في أمم إفريقيا ، و(جهاد جريشة ) في خمس مباريات ، كما شارك بالتحكيم في بطولة العالم للشباب ، الأوليمبيات ، دوري إفريقيا للأندية ، ولكن جهاد عليه ضغوطات كبيرة ، بالأخص بعد مباراة الترجي والوداد ، ثم إيقافه المتعسف لستة أشهر ، واستبعاده من التحكيم في بطولة إفريقيا ، ثم عودته بعد قبول التظلم ، ولكن أخطاء التحكيم جزء لا يتجزأ من كرة القدم ، فعلي مر السنين رأينا حكامًا عظامً لهم تاريخ في التحكيم كانت لهم أخطاء ، كالراحل ( محمد حسام الدين ) مع هدف ( حسن شحاتة ) الذي أضاع الدوري على الزمالك ، والراحل ( محمود عثمان ) في هدف ( ربيع ياسين ) في مباراة الأهلي والزمالك ، وهدف ( مارادونا) الذي أحرزه بيده مع الراحل التونسي ( علي بن ناصر ) عام 1986م ، وهدف إنجلترا المشكوك فيه في كأس العالم 1966 م.