رأىسلايدر

بالصور.. “الدبلوماسى” يرصد الحياة فى هافانا كوبا

استمع الي المقالة

هافانا – د. حذامى محجوب

الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل

تعد كوبا جزيرة فريدة من نوعها ، ليس فقط من أجل شواطئها الجميلة أو مناظرها الطبيعية الساحرة ولا كذلك لطيبة سكانها وعفويتهم، بل لأنها كذلك تمثل نظامًا سياسيًا اشتراكيا متفرداََ ويعتبر استثناءاََ لأنه أحدث جدلا كبيرا على المستوى العالمي في القرن العشرين.

كما ينفرد الكوبيون بعلاقة خاصة بالسياسة وبطريقة مميزة لعيشها ومواكبتها. وهذا يرجع دون شك الى الظروف التاريخية التي مروا بها والى تعقد الحياة اليومية عندهم على مر العصور.

كان شعب أمريكا الأصلي الذي كان يُعرف باسم تاينو أول من وطئ جزيرة كوبا، وأطلق هؤلاء على جزيرة كوبا اسم كوبانا، ثمّ وصل كريستوفر كولومبوس إلى الأراضي الكوبية في سنة 1492م، وقامت إسبانيا باستعمار كوبا لحوالي 400 عام، ثم أصبحت كوبا في القرن التاسع عشر من أهمّ الدول المنتجة لقصب السكر في العالم، ثمّ تسللت العبودية إلى كوبا، وكان خوسيه مارتي بطلاً قومياً يتذكّره الناس الى اليوم بالأشعار، وبمحاولاته إزالة حكّام الجزر الغاشمين، واحتلت الولايات المتحدة الأمريكية كوبا بعد إسبانيا من خلال بعض الديكتاتوريين كفولغينسيو، حيث كان الفساد متفشياً في عهده، ويبدو أنّه باع كوبا بكاملها للمستثمرين الأجانب، فقام كلّ من فيدل كاسترو وشي جيفارا بالإطاحة به في الثورة الكوبيّة، التي أعقبتها مرحلة اقتصادية صعبة قامت خلالها الولايات الأمريكية المتحدة بشن حصار على البلاد ، ومع انهيار جدار برلين والاتحاد السوفييتيّ سنة 1980، مرّت كوبا بفترة من الضيق الشديد.

الدبلوماسي في ساحة الثورة ، هافانا/ كوبا

ومع ذلك ظل بطل من رجال القرن العشرين وهو الزعيم فيدال كاسترو حجرا في خاصرة امريكا لمدة ستين سنة ولَم ينحن أويركع كما يفعل العديد من السياسيين الى أن سلم السلطة الى أخيه راؤول كاسترو . ولكن الأكثر إثارة للدهشة هو تمكن الشقيقين من البقاء في السلطة في كوبا ، فقد قضيا في الحكم نحو 60 عاما، واستطاعا خلال هذه الفترة ترك بصمة لا تمحى على البلاد التي حولاها إلى نظام شيوعي.

ولكن كوبا تقف الآن على مفترق طرق. فقد توفي والد الثورة فيدال كاسترو في اواخر سنة 2016، وقرر خلفه راؤول التنحي طواعية عن الحكم. وللمرة الأولى منذ عام 1959 يحكم كوبا شخص من غير آل كاسترو ، اذ تعيش كوبا عهدا جديدا بعد انتخاب ميغيل دياز كانيل رئيسا جديدا للبلاد سنة 2018 خلفا للرئيس المنتهية ولايته راؤول كاسترو، مما ينهي نحو 6 عقود من حكم الأخوين كاسترو. والرئيس دياز كانيل حاصل على ديبلوم في الهندسة الكهربائية، قام بتشكيل روابط قوية مع كاسترو خلال فترة خدمته العسكرية وذكر أرتورو لوبيز ليفي، المحلل السابق في المخابرات الكوبية والذي يعيش الآن في الولايات المتحدة، بأن “شخصية الرئيس كانت رائعة وأخلاقياته في العمل مثيرة للإعجاب..و لديه قدرة كبيرة على التحمل البدني والعقلي”، مشيرا إلى أنه كان يشتغل في بعض الأحيان 18 ساعة في اليوم.

كما قال زميل قديم للرئيس “أعرف أنه انسان متواضع، كان يحب أن يتحدث مع عامة الناس”.ويبدو حسب مانقله الكوبيون
أنه عندما انقطعت الكهرباء عن مستشفى في كوبا ، قام بنفسه ،وهو رئيس ،وفريق معه بإصلاحها، وقدم الاعتذار للمرضى ولعائلاتهم.

شوارع هافانا

ما أحوجنا في هذا الوقت لمثل تلك الزعامات فأين جمال عبد الناصر وأحمد بن بلة والحبيب بورقيبة و صدام حسين و حافظ الأسد وحتى معمر القذافي ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى