مهند أبو عريف
يعتبر الغد الثالث والعشرين يوليو أحد ملامح التلاحم الوراثى فى الهوية الوطنية والعربية والإسلامية بين شعبى سلطنة عمان وجمهورية مصر العربية جسدتها المواقف على مر الأزمان سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا كشهود على العصر.
فمنذ مطلع الاسبوع الحالي تتزامن في مصر وسلطنة عُمان، وفي توقيت واحد ،فعاليات واحتفاليات وطنية . فأعياد الثورة المصرية تواكبها كل عام احتفالات أخرى فى السلطنة بيوم النهضة العمانية، منذ أن تولى السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان مقاليد الحكم في الثالث والعشرين من يوليو عام 1970.
لقد تحقق الرخاء فى مجتمع تسوده المساواة ، وأجواء ايجابية ومناخ مشبع بنسيم الحرية والعدالة والمساواة والتسامح.
في أوج فترة الإعداد للاحتفالات في الثالث والعشرين من يوليو بيوم النهضة تواصل السلطنة إجراء جولات جديدة من المشاورات السياسية المكثفة حول مستجدات القضايا والأزمات العربية والدولية الراهنة في إطار إسهامها المستمر في تعزيز الجهود الرامية الي التوصل إلي حلول سياسية لها عبر مبادرات عمانية متتالية.
في تحليلها لتلك التوجهات تؤكد العديد من تقارير وتحليلات مراكز الأبحاث والدراسات أن السلطنة تتبني منذ مطلع عقد السبعينيات وعلي مدار سنوات نحو نصف قرن مواقف تعبر عن رؤى إستراتيجية بعيدة المدي تسهم في دعم التعاون العربي وإحلال السلام العالمي والاستقرار الإقليمي.
لذلك فإن مواقف ومبادرات السلطان قابوس تؤكد دائما أنه داعية سلام عالمي ، عبر خطاب سياسى يتميز بالمصداقية ، ويركز على العديد من المبادئ المهمة وعلى رأسها:
* إن عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ومراعاة المواثيق والمعاهدات والالتزام بقواعد القانون الدولي من شأنه، أن ينتقل بالعالم إلى حالة أكثر مواءمة بين مصالح الدول.
* تدعو مسقط دائما إلي نشر ثقافة التسامح والسلام، والتعاون والتفاهم، بين جميع الأمم.
* رموز الطرب.. و23 يوليو!
في الخمسينيات والستينيات تغنت أم كلثوم مع عبد الوهاب و عبد الحليم حافظ وفريد الاطرش بيوم 23 يوليو احتفاء بعيد الثورة . معهم رددت الجماهير من الخليج الي المحيط الهادر مجموعة من أروع الانشودات الوطنية .
واعتبارا من مطلع عقد السبعينيات أصبحت لقصائد وأغنيات الثالث والعشرين من يوليو، أصداء قوية وأهمية خاصة لدي أبناء الشعب العماني الشقيق ، حيث يحتفلون فيه بيوم النهضة منذ تولى السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان مقاليد الحكم.
هكذا وفي تقدير قدري تتزامن في البلدين، منذ سنة 1970 ،وفي توقيت واحد ،فعاليات واحتفاليات وطنية ،فأعياد ثورة يوليو أصبحت تواكبها احتفالات السلطنة بيوم النهضة .
بدء من مشرق فجره استهلت السلطنة حقبة تاريخية تم خلالها تأسيس دولة عصرية حديثة ، تشهد تنفيذ استراتيجيات وخطط خمسية متتابعة للتنمية المستدامة ،في ظل ممارسة عميقة للشوري والمشاركة والديمقراطية تتميز بالوعي والنضج.
تتويجا لها يتواصل الإعداد تمهيدا لتدشين مرحلة برلمانية جديدة ، بعد انتخابات مجلس الشوري التي تجري خلال العام الحالي.
في تحليلها للمبادرات والمواقف العمانية ،تؤكد العديد من تقارير مراكز الأبحاث والدراسات السياسية ، أن السلطنة تضطلع بأدوار استراتيجية بالغة الأهمية تدعم المساعي الرامية الي إحلال الاستقرار الإقليمي والسلام العالمي ، بعد أن تمكنت في غضون فترة قصيرة من تأسيس علاقات وثيقة مع مختلف الدول .
في مقدمة استحقاقاتها ونتائجها العلاقات الثنائية الوثيقة والمتميزة بين مصر والسلطنة ،والتي تحقق تقدما مضطردا علي كافة الأصعدة ، بقيادة الزعيمين الكبيرين الرئيس عبد الفتاح السيسي والسلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان ،والتي تمثل نموذجا رفيعا يحتذى به ، فضلا عن أنها تعد تطبيقا عمليا علي أرض الواقع لتحقيق التضامن العربي ، حيث أرست البلدان أسسا قوية لعلاقات إستراتيجية نموذجية بين الجانبين اللذين يحرصان على تنسيق مواقفهما .
ومن البلدين مصر وسلطنة عمان تتجدد دوما الدعوة الى سياسات تهدف الي حل كل القضايا والمعضلات والأزمات الإقليمية والدولية بالحوار والتحاور عبر الآليات السياسية السلمية .