إقتصاد

بحلول 23 يوليو.. سلطنة عُمان وتجربة تنمية مستدامة عمادها الإنسان

استمع الي المقالة

مهند أبو عريف

بحلول 23 يوليو تحتفل سلطنة عُمان يوم الثلاثاء المقبل بيوم النهضة العُمانية وهو اليوم الذي يوافق تولي السلطان قابوس مقاليد الحكم في البلاد، ليطوي عاماً من الخطط والاستراتيجيات العُمانية المتواصلة لبناء الوطن، ويستشرف عاماً جديداً يحدوه الأمل لاستكمال مسيرة البناء والتنمية وسط طموحات وتطلعات تربط التجربة العُمانية بالإنسان.

ولا شك أن الإشادات التي قُوبل بها التقرير العُماني الوطني الطوعي الأول حول التنمية المستدامة في الهيئات الأممية بنيويورك، يحمل العديد من الإشارات والدلائل على الخطوات المبذولة من قبل الحكومة العُمانية في العديد من المحاور الإنسانية وفي سبيل بناء المستقبل الأفضل.

وخاصة أن هذا التقرير يأتي وسلطنة عُمان مقبلة على الاحتفال بذكرى 49 عاما على النهضة المباركة التي بدأت مسيرتها في 23 يوليو 1970 بقيادة السلطان قابوس بن سعيد، تلك المسيرة تضع في رأس الأولويات الاهتمام ببناء الإنسان وربط موضوع التنمية بالمورد البشري في المقام الأول.

هذه الاستراتيجية التي سارت عليها النهضة العمانية الحديثة منذ البواكير وحتى اليوم في سبيل تعزيز هذا المعنى، فالقيادة السياسية في عُمان كانت دوماً ترى أن أي مسيرة للتقدم لابد أن يكون عمادها هذا التكامل المنشود بين الكائن البشري والبيئة، بين الإنسان والإمكانيات الثقافية والمعرفية للمكان، أي بين خصائص التاريخ واللحظة المعاصرة، وهذا هو عمق رؤية النهضة العمانية في إحداث هذا التوليف الذي تم بتوازن كبير وحرص على أن تكون النهضة هي عمل مستمر من أجل التكامل بين عناصر التنمية الشاملة أو المستدامة.

تكتمل هذه المسيرة وتلك الخطط والاستراتيجيات، لكون عُمان تعيش مرحلة جديدة بهدف الدخول إلى الرؤية المستقبلية 2040 ، ليس بوجهة واحدة بل مسارات متعددة تتطلب الاستمرار على إيجاد الحلول المستمرة لأي متغيرات أو مستجدات تطرأ حيث أن التغير أصبح سريعاً وباتت التحولات تحدث بشكل متسارع جداً ما يتطلب الاستعداد المستمر، وهذا ما تضعه سلطنة عُمان في الاعتبار وتبني عليه في الخطط والاستراتيجيات وفي صناعة الحياة الأفضل المنشودة في المستقبل سواء على المدى القصير أو البعيد.

يبقى القول أن مفهوم التنمية المستدامة بالخصوصية العُمانية حتى لو كان مرتبطاً بالعديد من القطاعات الحيوية، إلا أنه يكتسب قوته وصلابته وحيويته من الإنسان، لاسيما الجيل الصاعد من الشباب الذين يمثلون كل الأمل في المستقبل وصناعة الحياة الجديدة ورسم مختلف الآفاق الاستشرافية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى