أشرف أبو عريف
جاءت كلمة معالي الأستاذ/ تركي بن عبدالله الشبانة وزير الإعلام في المملكة العربية السعودية في اجتماع الدورة العادية الخمسين لمجلس وزراء الإعلام العرب اليوم الأربعاء 17 يوليو 2019م على النحو التالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
معالي الأمينِ العامِ لجامعةِ الدولِ العربيةِ….
أصحابَ المعالي وزراء الإعلامِ بالدولِ العربيةِ…
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
في البدايةِ اسمحوا لي أنْ أُعرِبَ عن شكرِي وتقديرِي لمعالي وزيرِ الاتصالِ بالجمهوريةِ الجزائريةِ الديمقراطيةِ الشعبيةِ على تولي دولةِ الجزائر الشقيقة أعمال الدورةِ التاسعةِ والأربعين لمجلسِ وزراءِ الإعلامِ العرب… كما يُشرِّفني أنْ أنتهزَ هذه الفرصةَ لأنقلَ لكمْ، تحياتَ سيدي خادمِ الحرمين الشريفين يحفظُه الله ويرعاه، وتمنياتُه – أيده الله – لهذه الدورةِ بالتوفيقِ والسدادِ، والتوصلَ إلى قراراتٍ تُسهمُ في تعزيزِ العملِ الإعلامِي العربِي المشتركِ، في إطارِ جامعةِ الدولِ العربيةِ، ولعلِّي هنا أُشيرُ لكلمةِ خادمِ الحرمين خلال استضافةِ المملكةِ للقممِ الثلاث؛ الخليجيةِ والعربيةِ والإسلاميةِ، خلال شهرِ رمضان المبارك، حيثُ أكدَ حفظه الله، حرصَ المملكةِ على تعزيزِ التنميةِ والازدهارِ وتحقيقِ السلامِ الدائمِ لدولِ وشعوبِ المنطقةِ، بما في ذلك السعيُ لجعلِ العالمِ العربِي مركزاً اقتصادياً وثقافياً مؤثراً في العالمِ، بما يعكسُ مقدراتِ دُولنا وشُعوبنا الاقتصاديةِ والثقافيةِ والتاريخيةِ.
أصـحابَ المـعالي…
نجتمِعُ اليومَ لمناقشةِ عددٍ من البنودِ التي من شأنِها خدمةُ مصالحِ الإعلامِ العربِي لتجاوزَ ما تمرُ به منطقتُنا العربية من أزماتٍ، لا سيما ما يخصُ قضيةَ العربِ الأولى؛ القضيةُ الفلسطينيةُ، وسنعملَ بكلِ ما لدينا من طاقاتٍ، في سبيل أنْ ينالَ الشعبُ الفلسطينيُ حُقوقَه المسلوبةَ، وعلى رأسِها إقامةُ الدولةِ الفلسطينيةِ على حدود عام 1967 وعاصمتُها القدسُ الشرقية، وذلك وِفْقَ قراراتِ الشرعيةِ الدوليةِ ذاتَ الصلةِ والمبادرةِ العربيةِ.
أصـحابَ المـعالي…
إنَّ من أهمِ البنودِ المطروحةِ على هذا المجلسِ الموقرِ، هو دورُ الإعلامِ العربِي في التصدِي لظاهرةِ الإرهابِ، وضرورة مُعالجَتِها من خلالِ تفعيلَ الدورِ المحورِي للإعلامِ العربِي في مواجهةِ ظاهرةٍ عالميةٍ تركت أثراً سلبياً على الفردِ والمجتمعاتِ العربيةِ، وذهبَ ضحيتَها الآلاف من الأبرياءِ حولَ العالمِ .وأودُ هنا أن أُشيرَ إلى أنَّ المملكةَ العربيةَ السعوديةَ لمْ تألُ جهداً في التصدِي لظاهرةِ الإرهابِ والتعاونَ مع الجهاتِ ذاتَ العلاقةِ دولياً وإقليمياً.
أصـحابَ المـعالي…
خلال شهرِ رمضان المبارك، تعرَّضتْ سفنٌ تجاريةٌ قُرْبَ المياهِ الإقليميةِ لدولةِ الإمارات العربيةِ المتحدةِ الشقيقة لعملياتِ تخريبٍ إرهابيةٍ، ومن بينها ناقلاتا نفطٍ سعوديتان، دون أدنى مراعاةٍ لحرمةِ الشهرِ الفضيلِ، والأرواحِ والممتلكات والبيئة، كما تعرَّضتْ بلادنا لعملياتٍ إرهابيةٍ مؤخراً عبر طائراتٍ دون طيَّار، أستهدفتْ محطات ضخٍ للنفطِ، إضافةً إلى عدة عملياتٍ استهدفتْ مطاراتٍ مدنيةً في مدينتي أبها وجيزان من قبلِ مليشياتٍ إرهابيةٍ مدعومةٍ من إيران، وهذه العمليات لا تَستهدِفَ منطقتَنا العربيةَ فقطْ، وإنما تَستهدِف أمنَ الملاحةِ الجويةِ والبحريةِ وإمداداتِ الطاقةِ في العالمِ. ولا يفوتني هنا أنْ أتقدَّم بخالصِ الشكرِ لجميعِ الدولِ العربيةِ والصديقةِ التي أدانتْ واستنكرتْ هذه العمليات، على وقُوفِها مع المملكةِ في هذه الظروفِ الدقيقةِ التي تمرُ بها المنطقةُ العربيةُ.
أصـحابَ المـعالي…
إنَّ الوضعَ الراهنَ يتطلبُ منّا أنْ يكون إعلامُنا العربيُ متيقظاً وواعياً للمخاطرِ المحدقةِ بالعالمِ العربِي، وذلك حتى نتمكنَ من التصدِي فكرياً وتوعوياً وجماهيرياً للإرهابِ، ونتحد في سبيلِ محاربتهِ وكشف هويةَ داعميه، والعملَ بشكلٍ منظمٍ على تجفيفِ منابعِ تمويله بكلِ السبلِ والوسائلِ المتاحةِ. لذلك يجبُ علينا أنْ نتحدَ للعملِ على التصدِي بكلِ قوةٍ وحزمٍ للإرهابِ، وإنقاذَ الأرواحِ البريئةِ، وحفظَ الممتلكاتِ، وذلك عبرَ تنفيذَ خطةَ برامجٍ نوعيةٍ ذاتَ صفةٍ توعويةٍ وتثقيفيةٍ بهذه الظاهرةِ الخطيرةِ المدمرةِ لتُساهِمَ في الارتقاءِ بتعاملِنا مع هذه الظاهرةِ الخبيثةِ.
أصحابَ المعالي..
إنَّ أمامَ مجلسِنا الموقرَ في هذه الدورة مجموعةٌ من القضايا والبنود التي من شأنها الرُقيَ بمنظومة العملِ الإعلامِي العربِي، والتي نرى بأنْ يتمَّ العملَ عليها بجديةٍ، لا سيما ما يتعلقُ بمتابعة الخطةِ الجديدةِ للتحركِ الإعلامِي العربي بالخارجِ، والتي سيكون له دورٌ كبيرٌ في إبراز الجهودِ العربيةِ لخدمةِ المواطنِ العربي وخدمة قضايا دُولنا بالخارجِ، كما أتطلَّعُ إلى تعاونِكم ودعمِكم للاستراتيجيةِ الإعلاميةِ العربيةِ، لنتمكّنَ بمشيئةِ الله من تحقيقِ تطلعاتِ شُعوبنا وبما ينسجمُ مع أهدافِ ورؤى أمتِنا العربيةِ .
في الختامِ، فإنّي أدعوَ الله سبحانه وتعالى أن يَكتبَ لاجتماعِنا هذا التوفيقَ والنجاحَ بما يُحققُ تطلعاتِنا جميعاً في إطار العملِ العربِي المشتركِ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،