مهند أبو عريف
من موسكو، دعت سلطنة عمان دول وشعوب العالم الي استخدام آليات الحوار والتفاوض السياسي والحلول السلمية في حل الخلافات الإقليمية والدولية من اجل استتباب الأمن والاستقرار العالمي .
أكدت علي أهمية هذا الخيار الاستراتيجي امام وفود تمثل برلمانات العالم خلال مشاركتها في اجتماعات أعمال المنتدى الدولي لتطوير العمل البرلماني الذي عقد في العاصمة الروسية ،حيث تم تثمين الدور البارز الذي تضطلع به سلطنة عمان في هذا الصدد في ظل تمسكها بنهجها في حل الخلافات وفض النزاعات بالطرق الودية والسلمية.علي ضوء ذلك تواصل السلطنة التأكيد علي ثوابت سياستها الخارجية ، بينما تتوالي الاستعدادات للاحتفال بيوم النهضة.
* وقف الحروب الإعلامية
علي مسار مواز كشفت المناقشات عن اتساق تام بين التوجهات العمانية وبين الرؤي التي دعا المنتدي كافة الدول والشعوب الي الاهتمام بها وفي مقدمتها : وقف الحروب الإعلامية،واحترام القوانين الإنسانية، والعمل علي الحد من الفقر وعدم المساواة،وتفعيل خطط حماية البيئة ، والدعم التشريعي للمستقبل الرقمي وتطوير دور الشباب في العمل البرلماني، وتعزيز التعاون مع شعوب القارة الإفريقية .
في رجع صدي مهم أكد البيان الختامي للمنتدى أن العلاقات الدولية في عالم اليوم يجب أن تقوم على القانون الدولي واحترام سيادة الدول ،وعدم التدخل في شؤونها الداخلية بما يلبي التنمية المستدامة للشعوب. شاركت في أعمال المنتدي مجموعة كبيرة من الوفود تضم رؤساء البرلمانات ونوابهم والبرلمانيين والخبراء، وترأس المهندس محمد بن أبوبكر الغساني وفد السلطنة ممثلا في مجلس الشورى ، في اطار حرص السياسات العمانية علي تعزيز التعاون البرلماني المشترك وتعزيز إسهاماته.
رحبت الوفود بمشاركة السلطنة ، خاصة وأن الدعوة التي وجهتها جاءت متطابقة مع أهداف الملف الرئيسي للمنتدى حيث بحث آليات تفعيل دور البرلمانات من أجل عالم يسوده السلام . وهو توجه تتبناه المواقف والسياسات العمانية منذ مطلع عقد السبعينيات فور تولي السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان مقاليد الحكم ، حيث تحرص علي دعم كل المبادرات الرامية الي تحقيق التوازن والاستقرار الدولي ، كما تتبني خطابا اعلاميا يعبر عن مواقف سياسية تركز علي الدعوة الي نشر ثقافة الحوار خاصة عبر الدبلوماسية البرلمانية، لا سيما وأن البرلمانيين لهم دور بارز في تعزيز الأمن الدولي، وفي إرساء مفاهيم السلام من خلال الدبلوماسية الشعبية التي تعلي من قيمة التفاهم، وتعمل بالتوازي مع دور الحكومات علي تقريب وجهات النظر في القضايا محل الاختلاف وفي الصراعات والنزاعات.
ومن جانبها تحرص السلطنة علي المشاركة في مختلف الفعاليات الدولية ، حيث تركز وفودها دائما في كل محفل سياسي على مواقفها الداعية الي حل الأزمات العربية والعالمية ،ويأتي تفعيل السلطنة لمشاركتها في المنتدي انطلاقًا من ممارساتها البرلمانية العتيدة التي تتسم بالنضج والموضوعية والعقلانية وتعكس علي صعيد اخر وفي اتجاه مواز الاهتمام بدعم الاداء البرلماني لخطط واستراتيجيات التنمية المستدامة .