سكان حي بري في الخرطوم يأملون بولادة سودان ديموقراطي
فرنسا 24 – بري (السودان) (أ ف ب) – رجال يلوحون بأعلام ونساء وصلن مع أطفالهن والعديد من الشباب، أنشدوا ورقصوا الجمعة قرب الخرطوم، مملوئين ببهجة استعادة الأمل في تحقيق الديموقراطية في السودان.
وفجر الجمعة، أعلن العسكريون الحاكمون وقادة الحراك الاحتجاجي الذي دفع إلى الإطاحة بالرئيس عمر البشير بعد 30 عاماً من الحكم، بتوصلهم لاتفاق حول المرحلة الانتقالية المقبلة في البلاد بعد أشهر من الخلافات بينهما.
ويتناول الاتفاق خصوصاً الهيئة التي يُفترض أن تقود المرحلة الانتقاليّة المقبلة. واتفق المجلس العسكري الحاكم وتحالف “إعلان قوى الحرّية والتغيير” الذي يقود حركة الاحتجاج على التناوب لمدّة ثلاث سنوات على رئاسة الهيئة الانتقالية.
وفي شرق الخرطوم في حي بري الشعبي أحد مراكز انطلاق الاحتجاجات، تلقى الناس الخبر بفرح أعربوا عنه بالغناء وقرع الطبول، خلال تجمع ضم مئات الأشخاص في أواخر النهار.
وقالت حنان (51 عاماً) التي حضرت برفقة ابنتها وحفيدتها وجيرانها “لقد واجهنا هنا تجارب صعبة منذ بدء الحراك. لاحقت قوات الأمن وضربت العديد من شبابنا”.
وقتل أكثر من مئة متظاهر وفق حركة الاحتجاج منذ انطلاق الحراك في 19 كانون الأول/ديسمبر احتجاجاً على قرار الحكومة رفع سعر الخبز ثلاثة أضعاف،
-مدنية مئة بالمئة-
ورأت إسراء (18 عاماً) التي قدمت للمشاركة أيضاً في الاحتفالات في حي بري “إنها نهاية حقبة البشير: يجب معاقبته وهو يستحق أن يلقى نفس مصير شهدائنا”.
ووقف سكان هذا الحي في ضواحي الخرطوم دقيقة صمت، رافعين شعار النصر، تكريماً لمن قتلوا في التظاهرات، بينهم من لقي مصرعه في 3 حزيران/يونيو خلال التفريق الوحشي للاعتصام أمام مقرّ الجيش في الخرطوم.
“المتاريس لم ترفع بعد، لا زال هناك رجال خلفها”، بحسب محمد الذي قال إنه “لا يثق بهذا الاتفاق، لأنه لا يمكننا الوثوق بالمجلس العسكري”.
وتابع الشاب الذي شارك لأيام وليال في الاعتصام “لن يتغير شيء طالما ان قوات الدعم السريع (شبه العسكرية) موجودة في الخرطوم”.
ويخشى المحتجون قوات الدعم السريع، ويعتبرونها منبثقة عن مجموعات الجنجويد العربية المسلحة التي أرهبت دارفور منذ عام 2003، كما يتهمونها بأنها مسؤولة عن مقتل عشرات المتظاهرين.
مرتدية الثوب الأبيض التقليدي الذي “يمثل السلام”، أشارت هبة (18 عاماً) إلى ندبة على يدها. وأوضحت “أصبت بضربة غاز مسيل للدموع خلال تظاهرة”، مؤكدة أن مقابل الثمن الذي دفع فإن الشعب السوداني لا يمكن أن يقبل إلا “بحكومة مدنية مئة بالمئة”.
محاطاً بمجموعة أطفال، يرسم محمد (19 عاماً) العلم السوداني على وجناتهم. ورأى هذا الفنان الشاب “يجب أن يحب الصغار بلدهم وأن يكون لديهم وعي سياسي عندما يكبرون”.
وأضاف “يوماً ما، سيعود السودانيون الذين فروا للخارج إلى البلاد. وسيصبح هذا البلد جميلاً”.