نوران عبد المنعم
تعول مختلف دول العالم على الطاقة البديلة كأحد الخيارات المستقبلية للنفط والمصادر التقليدية للطاقة في العالم اليوم، وتأتي الشمس والرياح في مقدمة الخيارات، بيد أن الطاقة الشمسية يمكن أن تشكل الخيار الأكثر موضوعية على المدى البعيد، لا سيما في البلدان التي تقع في حزام يمكنها من توظيف هذه الطاقة بالشكل المثمر والفاعل.
وتأتي سلطنة عُمان كواحدة من الدول التي يمكن أن تبني خيارات راسخة في المستقبل، بالاعتماد على الطاقة الشمسية، كأحد المشروعات الاستراتيجية التي تواصل الحكومة العُمانية العمل على تنفيذها في وقت تستعد فيه سلطنة عُمان للاحتفال بيوم النهضة في 23 يوليو المقبل وهو اليوم الذي يوافق تولي السلطان قابوس سدة الحكم، وتستعد أيضاً للاحتفال بالعيد الوطني التاسع والأربعين المجيد.
وثمة جهود عديدة في هذا الإطار تبذل الآن على المستوى الوطني سواء على الصعيد العام من جانب الحكومة أو في شكل مبادرات لشركات ومؤسسات، في سبيل تطويع هذه الخيارات البديلة في طاقة المستقبل.
وبعد أن أصبحت الطاقة الشمسية هي الحل الحيوي والاستراتيجي لتوفير الطاقة الكهربائية، اتجهت سلطنة عُمان للاستثمار في هذا المجال، نظرا للأراضي الشاسعة للاستفادة من موارد الطاقة الشمسية المتاحة، والتوسع في هذه المشاريع التي تعد الخيار الأمثل في تلبية احتياجات الناس من الطاقة، الأمر الذي سوف يعزز من التنويع الاقتصادي الذي ترمي إليه السلطنة، فالموقع الجغرافي للسلطنة بجانب الأهمية الاستراتيجية يجعلها قابلة لتطبيق وتسخير التقنيات الحديثة في مجال الطاقة المتجددة وزيادة نمو المشاريع الاقتصادية، وخلق مزيد من الأعمال والوظائف الجديدة للمواطنين مستقبلا.
وقد أطلقت هيئة تنظيم الكهرباء العُمانية المرحلة الثانية من المبادرة الوطنية للطاقة الشمسية “ساهم” في الأجهزة الذكية لتعزيز نشر أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية في المباني السكنية حيث يتيح هذا التطبيق، تسجيل طلبات المشتركين الراغبين في الانضمام للمشروع والاستفادة من مميزات التطبيق.
وبدأ تطبيق المشروع في الوحدات السكنية بعد وصوله للمدارس والمؤسسات الحكومية والشركات الخاصة، بما يعني أن عُمان دخلت مرحلة جديدة ومهمة في سبيل نشر الطاقة الشمسية.
كما يعد مشروع “مرآه” للطاقة الشمسية الحرارية، واحدا من أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في الاستراتيجية الوطنية للطاقة في السلطنة عام 2040 ،إ ذ يسعى إلى تسخير الطاقة الشمسية لإنتاج بخار يستخدم في إنتاج النفط في البلاد.
وقد بدأت مشاريع الطاقة المتجددة في سلطنة عُمان تؤتي ثمارها منذ أن بدأت المؤسسات الحكومية والخاصة تبني هذه المشاريع التي تساهم في تعزيز البنية التحتية للدول. وقد أصبحت مشاريع الطاقة المتجددة وخاصة الشمسية منها متاحة لتغذية الكثير من المؤسسات التي يتم إنشاؤها في مجال الزراعة والثروة السمكية والمشاريع الخدمية الأخرى في الطرق والمنازل والمدارس والشركات بجانب استخدامها في مشاريع النفط والغاز.
وتشير الأرقام إلى أن سلطنة عُمان سوف تستخدم الطاقة البديلة بحوالي 30 بالمائة من إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030 وهي غاية يأمل إدراكها مع السعي الحثيث والعمل المستمر على المضي إلى الأفق الأفضل.