اختتام فعاليات سيملس شمال أفريقيا 2019 لتطوير منظومة الدفع الإلكترونى
عدد المستخدمين لمنظومة "ميزة" يصل 500 ألف مستخدم..
إبراهيم عوف
اختتم “سيملس شمال أفريقيا 2019” فعالياته التي استضافها البنك المركزي المصري على مدار يومين، بالتعاون مع مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، وجامعة الدول العربية، وبمشاركة المعهد المصرفي المصري، وذلك وسط مشاركة فاعلة ومتميزة لأكثر من 1400 مشارك عالمي ومحلي، و150 خبيرا ومتحدثا من أهم المتخصصين في مجالات التكنولوجيا المالية والمدفوعات والتجارة الإلكترونية.
وتأتي المنظومة الجديدة في إطار توجهات البنك المركزي المصري للتحول إلى مجتمع أقل اعتمادًا على أوراق النقد، وتنفيذًا لتكليف المجلس القومي للمدفوعات للجهات الحكومية التي تقدم خدمات عامة للجمهور أو تدير مرافق عامة بأن تتيح للمتعاملين معها وسائل للدفع غير النقدي، بجانب الاعتماد على منظومة وطنية في المدفوعات الحكومية.
وقد شهدت مسابقة التكنولوجيا المالية التي تضمنها المؤتمر عروضًا مميزة مُقَدَّمة من شركات التكنولوجيا المالية المتنافسة المحلية والعالمية للحصول على فرصة للفوز بالجائزة المالية البالغ قيمتها 50 ألف دولار أمريكي مُقَدَّمَة من إحدى الشركات العالمية الراعية للمؤتمر، حيث قامت كل شركة متنافسة بعرض نموذج الأعمال المبتكر الخاص بها، قبل أن تُقَرِّر لجنة الحكام المكونة من خبراء دوليين ومحليين الفائز النهائي، وقد فاز بالمسابقة شركة Pay Nas عن نموذج أعمالها لميكنة مدفوعات المرتبات ببطاقة دفع إلكترونية متعددة الاستخدامات.
أكدت لبنى هلال، نائب محافظ البنك المركزي المصري في كلمتها التي ألقتها بالحفل نيابة عن المحافظ أن “حضور رئيس الوزراء ورعايته للمؤتمر يجسد الجهود المشتركة والتعاون المثمر بين البنك المركزي والحكومة ممثلة في أعلى سلطاتها بما يمكن البنك المركزي من تحقيق استراتيجيته الخاصة بالتكنولوجيا المالية والخدمات المصرفية الرقمية”.
وأشارت إلى أهمية مذكرتي التفاهم اللتين تم توقيعهما أمس، حيث تحقق المذكرة الموقعة بين البنك المركزي والهيئة العامة للرقابة المالية، ووحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، التنسيق والتكامل المطلوب لتهيئة البيئة التشريعية والرقابية والتنظيمية المواتية في مجال تكنولوجيا المعلومات، بينما تعمل مذكرة التفاهم بين البنك المركزي ووزارة التضامن الاجتماعي على دعم وميكنة مدفوعات شبكة الحماية الاجتماعية الخاصة بالوزارة، لافتة إلى أن “ما يقوم به البنك المركزي على مستوى التكنولوجيا المالية هو جزء من برنامج الإصلاح الاقتصادي حيث أن وصول الخدمات المالية إلى كافة المواطنين وخاصة الشباب والمرأة خطوة هامة لتمكينهم اقتصاديًا والمساهمة في رفع مستوي المعيشة”.
كما أنه سيتم دعوة الفائز لحضور اجتماع مع قيادات البنك المركزي لبحث سبل مساعدته بهدف تسريع إطلاق تطبيقه في السوق المصري، وذلك في إطار حرص البنك المركزي على رعاية المواهب وتشجيعها بما ينعكس إيجابًا على الخدمات المقدمة للمواطنين، ويعزز توجهات الشمول المالي.
ومن جانبه أشاد محافظ البنك المركزي المصري بالمستوى المتميز الذي خرج به المؤتمر سواء من حيث التنظيم أو الموضوعات والنقاشات التي تضمنها، مؤكدًا أن “المؤتمر يمثل خطوة إضافية في طريق مصر للتحول إلى مركز إقليمي للتكنولوجيا المالية، وتعزيز التعاون وتبادل الخبرات مع شركائنا من الدول العربية والأفريقية والمنظمات الدولية والإقليمية بما يعود بالفائدة على مستقبل اقتصاديات دول المنطقة ومستوى معيشة شعوبها”.
كما تم اليوم الإعلان عن الفائز بالمسابقة الثالثة التي نظمتها منصة فنتك جالاكسي برعاية بنك الإمارات دبي الوطني ـ مصر، والتي تنافست فيها خمسة شركات ناشئة متخصصة في تطبيقات المدفوعات والتحويلات العابرة للحدود، وكان اليوم الأول للمؤتمر قد شهد الإعلان عن الفائزين بالمسابقة برعاية البنك الأهلي في مجال الذكاء الاصطناعي، والمسابقة الثانية برعاية البنك التجاري الدولي CIB في مجال الإقراض الرقمي.
وفي إطار اتفاقية التعاون في مجال التكنولوجيا المالية مع البنك المركزي بسنغافورة، قام موهانتي المدير التنفيذي للتكنولوجيا المالية بالبنك، بالإعلان عن اختيار الفائزين في مسابقة فنتك جالاكسي للمشاركة في مسابقة التكنولوجيا المالية بدولة سنغافورة.
بدأت فعاليات اليوم الثاني والأخير للمؤتمر بكلمة من معالي السفير محمد إسماعيل الربيع السكرتير العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، أعقبها كلمة للدكتور على الخوري مستشار مجلس الوحدة الاقتصادية العربية ورئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، لتبدأ بعدها محاضرات الخبراء، وأعمال جلسات المؤتمر، حيث تناول المتحدثون الرئيسيون العديد من الموضوعات المهمة الخاصة بالمحورين الرئيسيين للمؤتمر “التكنولوجيا المالية” و”التجارة الإلكترونية”، مثل مستقبل الأعمال المصرفية في ظل تطور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ومواجهة تحديات الابتكار في مجال الخدمات المصرفية الرقمية، ودور التكنولوجيا في تشكيل مستقبل الخدمات المالية، والموازنة بين المخاطر والابتكار في القطاع المصرفي، وأفضل السبل للاستثمار في مجال التكنولوجيا المالية وعوائدها.
وأوضح المهندس أيمن حسين، وكيل محافظ البنك المركزي لقطاع نظم الدفع وتكنولوجيا المعلومات، أن “منظومة المدفوعات الوطنية التي اعتمدها البنك المركزي المصري قبل عامين، تحتفل بإنجاز جديد، فبعد إطلاقها بفترة وجيزة في ديسمبر 2018 نجحت في إصدار 500 ألف بطاقة موجودة في يد المصريين وتعمل بشكل كامل على جميع نقاط البيع وأجهزة الصراف الآلي في مصر”.
وأشار إلى أن نجاح مؤتمر سيملس في نسخته الثانية لم يقتصر فقط على مضاعفة نجاح العام الماضي من حيث أعداد الحضور والعارضين والخبراء الدوليين والمحليين في مجال التكنولوجيا المالية والتجارة الإلكترونية، بل لقد لعب هذا الحدث أيضًا دورًا متميزًا في زيادة وعي القطاع المصرفي بثورة التكنولوجيا المالية بما يعزز الشمول المالي، كما أعرب وكيل المحافظ عن اعتزازه بالكوادر المصرية التي تمكنت من بناء منظومة بطاقة دفع مصرية 100 ٪ والتي سيكون لها دور كبير في التحول إلى مجتمع لا نقدي.
وجدير بالذكر أن البنك المركزي المصري قد قام بمنح رخصة إصدار بطاقات الدفع الوطنية لعدد 17 بنكًا ضمن مخطط إصدار 20 مليون بطاقة بنهاية عام 2021، كما تم إطلاق أول بطاقة وطنية لاتلامسية خلال مؤتمر الشباب بأسوان وعرضها على رئيس الجمهورية في مارس الماضي قبل موعد إطلاقها الفعلي الذي كان مقررًا له شهر يونيو الجاري.
ويمكن استخدام بطاقات ميزة من خلال أي ماكينة صراف آلي داخل جمهورية مصر العربية، كما تتيح إمكانية استلام التحويلات المالية من خلالها سواء من داخل مصر أو خارجها، ويستطيع المواطنون من خلال استخدامهم للبطاقة التحكم في مصروفاتهم الشهرية ومراجعة جميع استخداماتهم بسهولة ويسر.